انا اعيش فى بلد يمنع الحجاب و قد وقع القبض علي و البحث معى عديد المرات و طلبو منى نزع الحجاب و لكن بحمد الله صمدت ولكن سؤالى هو هل ارتدى النقاب الان رغم كل ما حصل لى
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وأسأل الله العظيم أن يثبّتك ويحميك ويكفيك ..
وهنيئا لك أخيّة ( الحب ) فإن النبي صلى الله عليه وسلم قد أخبرنا بقوله : " إن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم "
أخيّة . .
قد أخبرنا صلى الله عليه وسلم أن في آخر الزمان يكون للمؤمن الثابت على دينه أجر خمسين من الصحابة .
" تأتي أيام للعامل فيهن أجر خمسين " قيل منهم أو منا يا رسول الله ؟ قال " بل منكم "!
وجاء في بعض الرّوايات ( فإنكم تجدون على الخير أعواناً ولا يجدون ) !
وإن من اعظم العبادات التي يُعبد الله تعالى بها الصبر والثبات على دينه ، فإن الله قد امر نبيّه صلى الله عليه وسلم بقوله : " فاستقم كما أمرت " ولم يقل له : استقم كما تهوى ، أو كما تراه مناسباً لك !
إنما " استقم كما أمرت " .
ومسألة الحجاب والنقاب مسألة مبدأ ، والتعرّض للبلاء والابتلاء سيما بين قوم لا يرعون في أنثى أنوثتها ايضاً قضيّة معتبرة .
لذا فإنه ينبغي النّظر للمسألة بنظر متزن ... فإن الغاية أن يثبت المرء على دينه لا أن يُفتن عنه ويرتكس .
والعلماء متفقون على أن حجاب المرأة لا خلاف فيه ، إنما الخلاف في غطاء الوجه وكشفه ، لكن والحال كما تقولين فليكن لك في قول الله بحبوحة إذ قال : " فاتقوا الله ما استطعتم " ففي الأماكن التي تستطيعين أن تلبسي النقاب فيها دون تعرض للبلاء والابتلاء فافعلي .. وفيما يكون غير ذلك فالزمي حجابك ..
واستعيني بالقوي العزيز . . فإنه يراك ويعلم صدقك وحاجتك .
واستعيني على الثبات بأن لا تعرّضي نفسك لمواطن المساءلة والمتابعة والمراقبة والبلاء ، فإنه وإن كان البلاء شيء واقع إلاّ أنه ينبغي علينا مدافعته بالحق ، لأن المرء لا يدري مايكون له في البلاء هل يصبر ويثبت أم تغلبه نفسه من شدّة اللأواء فينتكس . . ، فالمحافظة على شيء أفضل من التفريط في كل شيء !
أخيّة . .
أكثري من الدعاء ..
وقيام الليل . .
فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكثر من التسبيح والتبتّل في زمن الاستضعاف ..
اقرئي في سورة المزمّل - وهي من اوائل الايات نزولاً على النبي صلى الله عليه وسلم - " واذكر سم ربك وتبتّل إليه تبتيلا . رب المشرق والمغرب لا إله إلاّ هو فاتخذه وكيلا . واصبر على ما يقولون واهجرهم هجراً جميلا " .
إنها آيات تبني للمسلم والمسلمة منهج التعامل مع الواقع في زمن الاستضعاف والابتلاء ..
- كثرة الذّكر .
- مع كثرة التبتّل والدعاء .
- الاستغناء والكفاية بالله . فحين يقلّ النصير أو لا يكون المعين فاتخذي ربك وكيلاً ..
- الصّبر على ما يكون من البلاء .
- الهجر الجميل .. الذي لا يعني الانقطاع ( البتة ) إنما هو انفصال مع اتصال ..
الهجر الجميل هو الهجر الذي يُبقى على خيط وصل مع المجتمع والواقع يجتهد من خلال هذا الحبل في التأثير على الواقع والمجتمع حوله بما يحمله من الحق . . . لكن دون تشنّج أو تهوّر .
تفاءلي أن الله يعزّ دينه واهل دينه في الدنيا والآخرة . .
وأن الغلبة للحق وأهله . .
وليكن لك في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة . .
وفي سميّة رضي الله عنها قدوة ونموذجاً . . في الثبات والصّبر .
أسأل الله العظيم أن يثبّتك ويكفيك ويسترك .
الإستشارات
المقالات
المكتبة المرئية
المكتبة الصوتية
مكتبة الكتب
مكتبة الدورات
معرض الصور
الأخبار
ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني