ما حكم إعجاب البنت في البنت في كل الأحوال وما حكم إعجاب البنت في الولد أو الولد في البنت في الدين الإسلامي.
الأخت خديجة.. سلمها الله من شر الشيطان وشركه.
بداية أقول إن الله جل وتعالى خلق الناس وجعل في نفوسهم غريزة وميلاً إلى ما يعجبهم سواء كان الذي أعجبهم جمالاً أو تجانساً في الطبع أو مشاكلة ومماثلة في الفكر والسلوك.
كما أنه جعل في طبيعة النفس البشرية السويّة أنها تميل إلى المنظر الجميل الحسن، ولمّا كان هذا الميل أمرا فطرياً غريزياً لابد منه جاءت الشريعة لتهذّب هذه الغريزة وهذا الميل فأحل الله (الحب في الله) القائم على الإيمان والنصح والبر بل جعله من أوثق عرى الإيمان ومن علامات هذا الحب أنه يزيد الإيمان في القلب، ويعين المتحابين على التناصح والبر ويزيد في الألفة بينهما.
هذا الحب هو الذي يكون بين الأخ وأخيه المسلم وبين الأخت وأختها المسلمة، وهناك حب شرعي يكون بين الزوج وزوجته والأم وأبنائها وهكذا..
أمّا الإعجاب على المعنى المنتشر والمفهوم بين الفتيات والذي هو إفراط في المحبة والتعلّق بالمخلوق حتى يصل إلى نوع من الوله والعشق واللوعة والغرام والهيام فهو (تعلّق) مذموم لأنه يفسد القلب، وعلامة هذا (الإعجاب) المذموم:
1 - أن باعثه ليس طاعة الله بل أمر مظهري يتعلّق بحسن الصورة والجمال والذوق ونحو ذلك.
2 - أن هذا الإعجاب يؤدي إلى التقليد الأعمى، فتقلد الفتاة من تحبها في كل شيء حتى في المعصية سواء في لبسها أو مشيتها أو هيئتها.
3 - أن هذا الإعجاب يعمي العين عن أن ترى عيب المحبوبة فينعدم بينهما التناصح حتى لا تخسر من تحب - هكذا زعموا -.
4 - أن هذا الإعجاب يؤدي إلى النظرة الخبيثة التي تحرك الشهوة وتقوّي داعي الشيطان في الإثم، فتنظر المعجبة إلى من تحبها نظرا يحركك شهوتها ويثير غريزتها فتنتكس فطرتها -نسأل الله الحماية-.
5 - أن الفتاة لا تصبر على فراق من أحبّت، فينشغل قلبها وفكرها بمعشوقتها انشغالاً يكون معه ضياعٌ للوقت والفكر وغفلة عن ذكر الله وعبادته.
6 - أن الحديث بينهما لا يخلو من كلام العشق والهيام والغرام ووصف المفاتن.
7 - أن هذه المعجبة لا تقبل من أحد أن يشاركها في معشوقتها، بل تحزن لذلك حزنا كبيراً وتتألم.
هذه أبرز علامات هذا (الإعجاب) المذموم الذي يشغل القلب عن الله ويلهي عن طاعة الله وذكره ويؤدي إلى الشهوة والحرام.
فمثل هذا الإعجاب ينبغي على الفتاة العفيفة الصيّنة الطاهرة أن تنزّه قلبها منه، وأن تجعل الله تعالى أعظم محبوب لها وتعلّق قلبها بالله جل وتعالى فإن الذي خلق الصورة الحسنة هو الله فهو أحق بالحب والتعلّق.
ثم إن هذه الظاهرة (ظاهرة الإعجاب بين الفتيات) قد أورثت فساداً وحصاداً مرّاً في أخلاق البنات وعقائدهم، والوقائع المرة في هذا كثيرة ومحزنة فالعاقلة هي التي تسدّ باب الشيطان باجتنابه.
فإذا كان هذا الإعجاب بين الفتيات لا يجوز فكذلك الإعجاب بين فتاة وشاب أجنبي عنها أشد ذمّا وحرمة لأنه باب إلى الحرام والزيغ والخذلان - نسأل الله العافية-
لذلك أختي الكريمة أوصيك وأوصي كل فتاة:
- أن تغض بصرها عن كل ما يثير في نفسها هذه الغريزة بهذه الصورة المذمومة.
- أن تعوّد الفتاة نفسها على الأنس بالله وحب الله تعالى بالتزام أمره وشرعه.
- كلّما وجدت الفتاة هذا الداعي في نفسها فلتفزع إلى الصلاة والذكر والدعاء.
- أن تعوّد البنت نفسها على نصيحة من تحب وأن لا تتغاضى عن منكرات محبوبتها فإن هذا التغاضي يغري الشيطان ليوقع بينهما هذه الآفة الخطيرة، وحين تتعود الفتاة على النصح والتناصح فإن ذلك يذهب ما في نفسها.
- أن تختار الفتاة صحبة صالحة تدلّها على الخير وتعينها عليه وأن تجتنب مجالس السوء وصديقات السوء.
- أن تنمّى الفتاة في نفسها روح الرقابة الذاتية على تصرفاتها فتستشعر أن الله تعالى عالم بصير بها فتراقب الله عز وجل الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور.
- أن تسعى البنت إلى طلب الزواج والعفّة بالحلال.
وأخيراً أوجّه نداءً ينبغي للوالدين والمربين أن يعتنوا بهذا الجانب العاطفي عند الفتاة فيشبعونه إشباعاً مباحاً يغني الفتاة عن أن تنحرف في سلوكها إلى مثل هذه الأفعال الشاذّة.
حفظ الله بناتنا وبنات المسلمين من كل سوء ومكروه وجعلهن طاهرات طيبات مطيبات.. اللهم آمين.
الإستشارات
المقالات
المكتبة المرئية
المكتبة الصوتية
مكتبة الكتب
مكتبة الدورات
معرض الصور
الأخبار
ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني