علاقتي بصديقتي .. لا أدري هو حب أم صداقة أم شذوذ !

 
  • المستشير : الهدى
  • الرقم : 3217
  • المستشار : أ. منير بن فرحان الصالح
  • القسم : استشارات فقه الأسرة
  • عدد الزيارات : 15601

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. انا فتاة في ال16 من عمري.. اعيش في دولة الإمارات في مدينة اشبه بقرية لصغر حجمها وحيث جميع الناس يعرفون بعضهم البعض خصوصاً العرب منهم.. لذا فأنا معظم صديقاتي في المدرسة اعرفهم من الصف الأول إلى الآن.. أما مجموعة صديقاتي المقربات فقد تقربت منهم في الصف الثامن وهم حوالي 6 صديقات واصبحنا صديقات واخوات نعرف اسرار بعضنا ونمضي اوقاتنا سوياً.. المشكلة: ان واحدة من صديقاتي اصبحت شديدة التقرب والتعلق بها اكثر من كل باقي صديقاتي واصبحنا من اعز الاصدقاء ونواعد بعضنا على ألا ننسى صداقتنا يوماً وان لا نتفرق ولا نزعل بعضنا (علماً بأنها تملك صديقتان تفضلهما علي لان واحدة منهما هي صديقة الطفولة والأخرى هي صديقتها القربة وجارتها لذا فأنا ثالث اعز صديقة بالنسبة لها) المهم انني بدأت اشعر انني اشتاق لها كثيرا واغار عليها من الجميع وخصوصاً (صديقتها المقربتان) واتألم عندما لا تسأل علي او تعاملني ببرود (وهذا قليل ما يحدث) وعندها علمت ان هذه المشاعر اكثر من مشاعر صداقة , فكنت اقول في نفسي عندما احس بتلك الاحاسيس (الشوق والغيرة والعتب إتجاهها) بإنها لا تعرف انني احبها وهي ليست مذنبة بما تفعله لانها تعاملني بموجب الصداقة وذلك هو الصحيح مما يجعلني اتقبل تصرفاتها وشخصيتها. كذلك فهي فتاة صالحة حيث شجعتني على ان اصلي كل الصلوات ولن انسى لها ذلك المعروف . عندما كنت افكر بأنني احب فتاة خفت ان اصنف ضمن الشواذ جنسياً !!!! فأنا لست شاذة ولن اكون شاذة ولا اريد ان اكون كذلك فالموضوع يشعرني بالاشمئزاز ! وبالعكس فأنا ليس لدي اي مشاكل مع الجنس الآخر ولست معقدة منهم بل فكرت بأن اكون علاقات عدة مع شباب لكي انسى مشاعري إتجاه صديقتي ولكنني لا اريد ان اخرج من غلط لأقع في غلط آخر اكبر !! فكرت في الابتعاد لكي احل الموضوع ولكن هناك عدة مشاكل ضد هذه الفكرة,, اولاً: انني في نفس المنطقة ونفس المدرسة التي فيها صديقتي . ثانياً: انها ستستغرب ابتعادي المفاجىء عنها . وثالثاً: قد اتخلى عن هذا السبب وهو تعلقي الشديد بها وصعوبة ابتعادي عنها.. فأستبعدت هذه الفكرة لوجود هذه المشاكل وفكرت بفكرة ان اعترف لها لربما تساعدني بإيجاد حل,, ولكنني اخاف من عدة اشياء اولاً: ان افضح بين صديقاتي الأخريات ويطلقون علي شاذة !!! وانا لست كذلك.. ثانياً: اخاف ان تظن صديقتي انني خدعتها طول كل تلك الفترة واظهرت لها مشاعر الصداقة بينما انا اخبئ في قلبي مشاعر الحب ... وكذلك فهي لا تستحق ان تتفاجئ بواحدة من اعز صديقاتها بهذا الشكل !! حقاً الموضوع ليس سهلاً !! اود ان أسأل سؤال: هل يمكن ان تتحول هذه المشاعر إلى مشاعر الحب في الله (كباقي صديقاتي مثلا) ؟؟ ام ليس هناك حلاً سوا الابتعاد ؟؟؟ انا حقاً لا اريد خسارتها فبالرغم من مشاعر حبي لها إلا انها تبقى صديقتي واود ان اغير مشاعري إتجاهها وتصبح مشاعر صداقة فقط !! ملاحظة: إن تكرمت ارجو ان لا تلموني فأنا اعلم حق العلم بأن هذا خطأ ويجب ان يحل بأسرع وقت وانا في حالة لا يعلم بها إلا الله لما اعانيه من تشويش وكثرة التفكير والسرحان... وكذلك اريد تتكلم بالموضوع من ناحية نفسية اكثر من ما هي ناحية دينية

09-02-2013

الإجابة

 

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته  . . .
 وأسأل الله العظيم أن يملأ قلبك بحبه ، والشوق إليه ، والأنس والسرور في رحابه .

 بنيّتي . .
 نخطئ كثيراً في حق أنفسنا حين نقف كالسدّ المنيع أمام مشاعر الحب التي قد تجتاح عواطفنا ودواخلنا . .
 نعتقد أن ( الحب ) شيء ( مذموم ) . .
 أصبحت ثقافة العيب .. تشكّل عزلة بيننا وبين جمال مشاعرنا .

 الحب يا ابنتي ليس عيباً . .
 نعم ليس عيبا أن أحب صديقي أو أن تحبّي صديقتك . .
 العيب فقط حين نتجاوز بهذاالحب إلى ( الإساءة ) أو ( الانحراف ) باسم ( الحب ) . .
 لكن ليس كل ( حب )  يساوي ( الشذوذ ) !!

 أعجبني جدا حسن تعبيرك عمّأ في نفسك . .
 أنت تملكين ( كريزما ) شخصيّة تجعلك أقدر على ضبط علاقاتك بالآخرين . .
 أعجتني جدا منطقيّتك في حوارك مع ذاتك . .  حين  رفضت  ( حديث النّفس ) في أن تبني علاقة مع ( الجنس الآخر ) فقط لتتخلّصي من  مشاعر ( طيبة ) تجاه صديقة ( عمرك ) .

 ليس المطلوب منك أن تبتعدي عنها . .
 بقدر ما المطلوب منك فقط أن ( تضبطي ) مشاعرك بحيث لا يطغى في حسّك ( الصورة التخيلية ) لمن تحبين !
 فإن أحد أسباب ( التعلّق ) أو ( الميل العاطفي ) وجود  صورة تخيلية  في العقل اللاوعي  .. هذه الصورة تكوّنت على مرّ مراحل عمرك .. فالإنسان مذ طفولته  مرّ عليه كثير من الناس .. أعجبه في هذا  ابتسامته ، وأعجبه في ذلك جمال صورته .. وأعجبه في آخر  كذا وكذا .. وهكذا  تتجمّع هذه المواصفات في العقل اللاوعي لتشكّل صورة تخيلية أو ( خيالية ) .. فحين تجد البنت صديقة  فيها أغلب هذه المواصفات تستدعي فذلك يستحث ( خيالها )  فتبدأ تميل إليها وتنظر إليها  ثم تكمّل في ذهنها ومخيّلتها ما نقص من الصورة التخيلية .

 لذلك حتى تضبطي مشاعرك . .
 التفتي للسلوك ..
 للأخلاق . .
 لا للجسد والشكل والصورة . .
 جميل في صديقتك هذه أنها  أعانتك على شأن الصلاة . .
 
 ايضا من أسباب التعلّق . .
 أن تعلّقنا بالأصدقاء أو ببعضهم أو بالصديقات . .  يكون انعكاسا لمستوى قدرتنا على  إدارة أزماتنا الحياتية والضغوط النفسيةوالاجتماعية والتي قد نواجهها في البيت أو في المدرسة . .
 احينا تضعف قدرتنا فنهرب إلى ( الأنس ) بالصديق أو الصديقة . .  ونبدأ نبثّ له ما نجد كنوع من الهروب .

 لذلك . .
 إن كان في حياتك بعض الأمور التي تحتاج منك إلى مواجهة ..
 احرصي على أن تنمّي قدراتك في مواجهة أمور حياتك بالقراءة والاطلاع والسؤال والمحاولة  . .  فالأشياء المؤلمة من حولنا ينبغي أن نستفيد منها كدرس مجاني من الحياة .

 أنصحك يا ابنتي :
 
 - أن تهتمي بقراءة القرآن كثيراً .
 عيشي مع الله . .  فإنه لا أحد يستحق أن يكون محور حياتك وسعادتك غير الله ..
 فهو الذي ( أضحك وابكى ) وهو الذي ( بيده خزائن كل شيء ) .. وهو الذي إذا أحبّك حبّبك إلى خلقه وحبّب خلقه فيك .
 اهتمي في علاقتك مع الله . .

 - مارسي علاقتك مع صديقتك بطريقة عادية .
 ولا تفسّري عدم سؤالها عنك  أنه ( تجاهل ) فإن كل إنسان له ظروفه النفسية والاجتماعيّة التي قد تعوقه أحياناً عن أن يتواصل مع من حوله ...
 إذا كنّأ نحب فعلا .. فينبغي أن نمنح الآخرين العذر .

 - حين أقول مارسي علاقتك مع صديقتك بشكل طبيعي فلا أعني بذلك ان تكثري من الاتصال عليها ، أو مراقبتها ، أو السؤال عنها بشكل ملفت .
 وإنما تعاملي معها بطريقة هادئة ( تكبحين ) بها جماح مشاعرك .

 -  اصنعي التنافس بينك وبين صديقاتك وصديقتك هذه بالذات ..
 التنافس في الدراسة ، التنافس في العلم ، التنافس في العبادة ، التنافس في كل ما يقبل التنافس .. روح التنافس سوف تضبط مشاعرك تجاهها ..

 لا أزال أكرر عليك يا ابنتي . .
 الحب ليس عيبا ..
 والحب ليس هو الشّذوذ . .
 الحب معنى جميل يمنحنا فرصة أن نمنح الآخرين أجمل ما عندنا وتغاضى عن أسوأ ما عندهم .

 أكثري من ذكر الله .. مع الدعاء .

 والله يرعاك ؛ ؛ ؛

09-02-2013

استشارات اخرى ضمن استشارات فقه الأسرة


 

دورات واعي الأسرية


 
 

إستطلاع الرأي المخصص لهذا اليوم!


هل ترى أهمية لحضور دورات عن العلاقة الخاصة بين الزوجين :

    
    
    
    
 

ناصح بلغة الأرقام


4008

الإستشارات

876

المقالات

35

المكتبة المرئية

24

المكتبة الصوتية

78

مكتبة الكتب

13

مكتبة الدورات

444

معرض الصور

84

الأخبار

 

إنضم إلى ناصح على شبكات التواصل الإجتماعي


 

حمل تطبيق ناصح على الهواتف الذكية


 

إنضم إلى قائمة ناصح البريدية


ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني