بصراحة أنا امرأة متزوجة ولدي أولاد، مشكلتي أني تعرفت عن طريق الإيميل على شخص متزوج، كنت أعتقد في البداية أنه بنت ولكن بعد فتره وعن طريق سؤاله بمحض الصدفة أن بعض الشباب يدعون بأنهم فتيات فاعترف بأنه رجل ومتزوج ولديه أطفال، فحاولت أن اقطع الاتصال به عن طريق الإيميل وألغيت بريده الالكتروني من قائمتي، ولكنه كان دوما يبعث إيميلات يطلب مني ألا أبتعد عنه وانه تعود علي وانه يحبني ولا يستطيع الاستغناء عني، مع أني أخبرته الأفضل أن يكون هذا الحب لزوجته وأطفاله وان هذا الذي يفعله غلط إلا انه كان لا يصغي إلي، حتى أني أعطيته الموقع الخاص بكم ليقرأ المشكلات الخاصة بالتعرف على النت وأنها حرام، فرد علي أن هذه المشكلات لا تنطبق عليه وعلي، فماذا تنصحوني أن افعل معه، مع إنني أخبرته أني امرأة متزوجة وأحب زوجي، وأنني لا أحبه هو ولكن دون فائدة.
الأخت الفاضلة...
عسى الله أن يحرسك وزوجك وولدك من زيغ الشيطان.
أختنا الفاضلة...
نصيحتي لك بأن تغلقي باب الشيطان الذي فتحه عليك وأن لا تسترسلي مع هذا الرجل بنصح أو توجيه أو حوار أيّاً كان هذا الحوار..
واعلمي أن كلامك معه يعتبر فيه نوع خيانة لعفتك وطهرك وخيانة لزوجك وولدك وذلك خيانة للأمانة التي استرعاك الله إيّاها، فإن الله يقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} (لأنفال:27) وإن من أعظم الأمانات أمانة الزوج وحفظ غيبته.
والرسول صلى الله عليه وسلم قد حذّر من فتح باب الشر أو الاسترسال فيه لأن مجرد فتح باب الشر يعتبر إيذاناً بولوجه والإيغال فيه، قال صلى الله عليه وسلم: "ضرب الله مثلا صراطا مستقيما وعلى جنبتي الصراط سوران وفي السورين أبواب مفتحة وعلى الأبواب ستور مرخاة وداع يدعو على رأس الصراط، وداع يدعو من فوق الصراط، فالصراط المستقيم هو الإسلام والستور حدود الله والأبواب المفتحة محارم الله، فإذا أراد العبد أن يفتح بابا من تلك الأبواب ناداه المنادي ـ أو كما قال ـ يا عبد الله لا تفتحه فإنك إن تفتحه تلجه، والداعي على رأس الصراط كتاب الله، والداعي فوق الصراط واعظ الله في قلب كل مؤمن"
فتأملي قوله: يا عبد الله لا تفتحه إنك إن تفتحه تلجه!!!
ولعلي أخيتي الفاضلة أن أقف وإيّاك على بعض الآثار المخزية للاسترسال بالكلام مع هذا الرجل حتى لو كان نصحاً وتوجيهاً، فمن تلك الآثار:
- سبب من أسباب غضب الله وسخطه لأنه كلام فيه خيانة لغيبة زوجك، والله إذا سخط على عبده أو أمته جعل حياته ضنكّاً: "{وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً} (طـه: من الآية124)
- أن الاسترسال معه خطوة من خطوات الشيطان التي حذّر الله منها بقوله: {وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ} (البقرة: من الآية168)
- أنه ربما يفسد عليك علاقة الحب الذي بنيتها وزوجك..
- يفسد عليك عشرة العمر بينك وبين زوجك..
- وربما كان ذلك سبباً في تفكك مملكتك الصغيرة المكونة من زوجك وأطفالك!!
والضحية أنتِ بسبب ذئب يتلبّس لبوس الخراف!!
- وقد يفقد زوجك الثقة بك فتنقلب حياتك وحياته جحيماً بين حبائل الشك والريبة.
واعلمي أن هذا الرجل بفعله هذا إنما يخون زوجته، ومن خان زوجته فأسهل شيء عليه أن يخون غيرها، خاصة ممن يحسّ أنها مثله في الخيانة!!
فهو لا يراك إلا بعين الخيانة مهما أظهر لك الحب الزائف وغررك بوهم الحب!!
ونصيحتي لك..
- أن تستشعري رقابة الله عليك، وأن تعلمي أن الله ينظر إليك، سيما وأن زوجك لا يرضى منك هذا العمل فكيف تستخفين منه ولا تستخفين من الله؟!
والله تعالى يقول: {يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ} (النساء: من الآية108)
- اقطعي الصلة بهذا الرجل نهائياً واعملي على (اسمه) - بلوك - حتى لا تصلك رسائله.
وإن لزم الأمر استغني عن بريدك هذا وأبدليه ببريد آخر، فلئن تستغني عن بريدك خير من أن تستغني عن عفافك وطهرك وحياؤك وحبك لزوجك وولدك.
- اشغلي نفسك بالمباح خاصة خلال تصفحك للشبكة، ولا تسترسلي في العلاقات عن طريق النت حتى مع الفتيات إلا بحذر.
- لا تفعلي أي شيء تعلمين أنه يغضب زوجك أو يثير غيرته عليك، لأن من صفات المرأة الصالحة أن الله وصفها بأنها (حافظة للغيب) أي تحفظ غيبة زوجها وتحفظ نفسها من الحرمات في حال من الخلوة والغيب عن الناس.
- أكثري أخيتي من التوبة والاستغفار والدعاء بالثبات ودفع كيد الشيطان.
أسأل الله العظيم أن يدفع عنك كيد الشيطان وأهله وأن يجعلك من القانتات الحافظات للغيب بما حفظ الله.
الإستشارات
المقالات
المكتبة المرئية
المكتبة الصوتية
مكتبة الكتب
مكتبة الدورات
معرض الصور
الأخبار
ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني