سلام عليكم أتمنى لكم التوفيق إن شاء الله... مشكلتي أني أريد أن أتعلم كيف أصبح اقتصاديه والحياة ومتطلباتها كثيرة هناك مصاريف البيت والأولاد والمدارس وأنا ربت بيت؟؟؟ واعتمد اعتماد كلي على زوجي الحبيب فأريد طريقه اقدر اصرف وأوفر بإحكام ولكم جزيل الشكر.
بالنسبة لبرنامج ميزانية العائلة من الصعب إعطاء خطة اقتصادية (نصّية) تناسب كل عائلة، بل الأمر يخضع إلى الوضع المعيشي للعائلة والإمكانات المتوفرة وطبيعة الواقع الذي تُطبق فيه الخطة وعدد أفراد العائلة، لكن لعلي أزوّدك ببعض التوجيهات التي تعينك على صياغة (ميزانية العائلة) صياغة مرشّدة:
أولاً: أداء حق الله الواجب في المال من النفقات كالزكاة أو الكفارات أو نحو ذلك. قال الله تعالى: {وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ}، فمن أعظم ما ينمّي المال ويزكيه إخراج حق الله الواجب في هذا المال. قل تعالى: {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ} فزكاة المال طهارة وزكاء وبركة ونماء.
ثانياً : الادخار الحقيقي. قال الله تعالى {مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ} فإن على المؤمن الذي أغناه الله ورزقه أن يقدّم لنفسه ما ينفعه عند الله، فإن المدّخر الحقيقي هو الذي تدّخره ليوم معادك، ومن وسائل هذا الادخار:
1 - الصدقات الجارية كالمساهمة في حفر الآبار وبناء المساجد والمدارس التي تعلم الناس الخير.
2 - الوقف أو المساهمة فيه.
3 - كفالة الأيتام أو كفالة الدعاة وطلبة العلم.
4 - الإحسان إلى الأقارب بالصدقة عليهم وإعفافهم عن الحاجة إلى السؤال أو الفاقة. والرسول صلى الله عليه وسلم يؤكّد على هذا المعنى بقوله: "أيكم مال وارثه أحبّ إليه من ماله؟" قالوا: يا رسول الله ما منا من أحد إلا ماله أحب إليه من مال وارثه، فقال صلى الله عليه وسلم: "اعلموا أنه ليس منكم من أحد إلا مال وارثه أحبّ إليه من ماله مالك ما قدّمت ومال وارثك ما أخّرت"!!
ثالثاً : عدم الإسراف في المال وعدم التبذير. قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً" وقال: "وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ}, فنهى عن الإسراف، والإسراف يكون بالتوسّع في المباحات على وجه لا ضرورة فيه. أمّا التبذير فهو صرف للمال فيما حرم الله قلّ ذلك أو كثر، ولذلك شنّع الله حال المبذرين وجعلهم إخوة للشياطين فقال: {إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ}.
رابعاً : التوسعة على النفس والأهل في غير مخيلة ولا كبر. قال الله تعالى : {وأمّا بنعمة ربك فحدّث} وجاء في الحديث: "إن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده" ولذلك ينبغي على من أعطاه الله رزقا أن يظهر أثر هذا الرزق عليه وعلى أهله وولده، وأن لا يقتّر به عن نفسه وأهله وولده، لأن الشح والبخل من الصفات التي ذمّها الله تعالى حتى في القرآن المكي: {الذين هم يراءون ويمنعون الماعون} خامساً : وابتغِ رزقاً حلالاً!!
فلا يدعونا حب المال أو حب تنميته أن نسعى إلى تنميته عن طريق محرم كإيداعها بالفوائد في بنوك الربا فإن الله تعالى يقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا الرِّبا أَضْعَافاً مُضَاعَفَةً} (آل عمران: من الآية130) وقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} (البقرة:278) فحفظ المال عن الحرام مما يزيد بركته ونماءه. بإذن الله، لأن الله قال: {يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ} (البقرة: من الآية276) فالمال الحرام يمحق الله بركته مهما كثر في ظاهره. بل يصبح وبالاً على صاحبه حتى في آخرته، جاء في الأثر: "أيّما جسد نبت من السحت فالنار أولى به" هذه أهم خمسة خطوط عامة هامة في هدي القرآن في باب الإنفاق والادخار. ثم لعلي أن أطرح لك بعض الخطوط المهمة في حفظ ميزانية العائلة:
- ليس المهم أن نحصل على المال، فإن الحصول عليه قد لا يكون من الصعوبة بمكان، خصوصاً في مجتمع مثل مجتمعنا يعيش في رغد من العيش، والفضل لله تعالى، لكن المهم هو المحافظة على المال الذي نتحصّل عليه ومعرفة كيفية إنفاقه بحكمة وتدبير.
- الموازنة بين الخارج من الإيراد والداخل، فلا يكن الخارج أكثر من الداخل ولا مساوٍ له. - اجعل من بعض الإيراد مدخراً في أعلى حدّ له يصل إلى الثلث من الإيراد.
- الاستغناء عن أي كماليات غير ضرورية وفي الطاقة الاستغناء عنها (خادمة، هواتف جوالات،....) - مراعاة أن يكون البيت مناسباً في وسعه وحجراته مع عدد أفراد الأسرة، فلا يكون صغيراً ضيّقاً ولا واسعاً مكلفاً في تأثيثه وإضاءته وغير ذلك. - تجنّب الديون إلا في أضيق الحالات، وبقدر الضرورة.
- المال لا يدّخر بالتجميد، إنما يُدّخر بالتكسّب. فليكن لك مساهمة في عمل استثماري ولو كان بسيطاً في أرباحه، لأن ادخار المال بالجمع والتجميد يعرّضه للتلف بسرقة أو خراب أو تأكله الصدقة الواجبة.
- الجمعيات التعاونية بين الموظفين والموظفات أو بين أفراد الأسرة، لها أثر إيجابي في حسن التوفير والادخار.
- في المستلزمات، يفرّق بين المستهلكات والمستخدمات. فالمستهلكات من جنس ما يؤكل ويُشرب، والمستخدمات من جنس ما يستخدم كالآلات، فالمستهلكات راعِ أن لا يزيد المستهلك عن حاجتك فيفيض فيتلف، وفي المستخدمات راعِ أن تقتني الجيّد في الصنعة ولو غلا سعره قليلاً. هذه بعض النقاط التي أستطيع أن أفيدك بها.. أسأل الله العظيم أن يعظم لكم الأجر وأن يبارك لكم في الرزق ويرزقكم شكر نعمته.
الإستشارات
المقالات
المكتبة المرئية
المكتبة الصوتية
مكتبة الكتب
مكتبة الدورات
معرض الصور
الأخبار
ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني