الإجابة
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
وأسأل الله العظيم أن يؤلف بين قلبيكما ، ويديم بينكما حياة الودّ والرحمة .
أخيّة . .
في القرآن الكريم يقول الله تعالى : ( أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ) [الزخرف : 32]
لاحظي أن الله تعالى أخبرنا أنه خلق الناس وجعل بينهم فوارق وتمايز في أفهامهم وتفكيراتهم وحتى أحاسيسهم وطرق تعاملهم وفوارق اجتماعيةونحو ذلك من الفوارق ، وانه خلق هذه الفوارق بينهم لتكون وسيلة لتسخير بعضهم لبعض .
ثم نبّه الله تعالى إلى قوله ( وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ) في إشارة إلى أن هذاالتسخير بين النّاس قد يسبب لهم نوع من الألم النفسي حين يجعلوت كل اعتمادهم وتركيزهم على هذاالتسخير ، فنبّه الله تعالى إلى التماس رحمته ، وأن يضبط المرء شعوره وسلوكه تجاه الآخرين بالطريقة التي تجعله يستحضر رحمة الله ويأنس بها .
أخيّة ..
كرهك لزوجك ..
أو حبك له ..
هو قرارك أنت ..
كون زوجك يهتم أولا يهتم فهذا لن يؤثّر كثيراً في مشاعرك ، ما لم تقرري أنت
هل تحبينه أو تكرهينه !
وحين أقول ( قرارك ) فهذا لا يعني أني أُغفل تأثير الآخرين علينا .. لكن هذا التأثير لكن يكون له أثر واضح ما دمنا نجد سعادتنا من دواخلنا ومن جهة إدارتنا نحن لمشاعرنا ..
حين لا نمنح الآخرين دفة إدارة مشاعرنا .
حين تتركين مشاعرك لزوجك يديرها كيف يشاء بالطبع ستشعرين بنوع من التوتّر النفسي والكره ..
لكن حين تجيدين إدارة مشاعرك .. فإنك ستستمتعين بكل لحظة في حياتك مهما كانت الظروف .
تقولين : انك حساسة جّداً .
حساسيتك أنت من صنعتيها وليس زوجك !
لذلك ..
بدل أن أطلب من الآخرين أن يتفهّموا حساسيتي .. لماذا لا أطالب نفسي أن أراجع حساباتي مع حساسيتي المفرطة ؟!
لماذا تربطين متعتك باهتمامه بك ؟!
لماذا تربطين استمتاعك بحياتك بوضوحه معك ؟!
نعم .. لا أريد أن أسطّح هذه الأمور واثرها على شعور الإنسان ..
لكن في مراحل وأحوال من حاية الزوجين يحتاج أحدهما ليتعايش مع حياته بمتعة أن يوجد نوع من العازل الشعوري بين ذاته وسلوكيات شريك حياته .
ما دمتتثقين بنفسك ..
بأنوثتك ..
بروعتك ..
بجمالك ..
بلطفك ..
لا تهتمي كثيراً أن تسمعي ذلك من زوجك ..
على أن ذلك شيء مهم في حياتنا أن نسمع منالآخرين الثناء ونشعر بالاهتمام .
لكن حين لا نجد ذلك منهم .. فمن الخطأ أن نتجه نحو ذاتنا بالمشاعر السلبية والمدمّرة كـ ( الكره ) !
الكره يا أخيّة يدمّرك ولا يدمره ..
يؤذيك ولا يؤذيه !
فلماذا تؤذي نفسك ؟!
لماذا تحرمي نفسك أن تستمتعي بزوجك وهو حلالك بين يديك لأنه أهملك ؟!
هل إذا أهملك .. تهملي نفسك أنت أيضاً ؟!
الحل يا أخية ..
أن تفكري بطريقة أخرى ..
وتغيري من نظرتك للمشكلة ..
لا تنظري على أن المشكلة من زوجك ..
انظري للمشكلة على أن الحل يبدأ من عندك لا من عند زوجك ..
انظري كيف يمكن أن تتغيري أنت مع حياتك بما يتناسب مع واقعك بطريقة تسعدك .
بطريقة لا تملأ قلبك حقدا ولا كرها ولا اذية لنفسك ..
تصالحي مع نفسك .
إذا كان هو لا يهتم ..
استمتعي أنت بالاهتمام به ..
اشعري بالمتعة وأنت تهتمين به ..
مارسي الاهتمام بشكل ممتع بالنسبة لك ..
مارسيه دون انتظار ردّة الفعل أو المقابل .. واستمري على ذلك ..
مع الوقت ستجدين نفسك أكثر متعة بحياتك ، وستجدين أن اهتمامك به سينعكس عليه اهتماما بك ..
ولا تنسي أن تحتسبي أنك تقومين بعمل صالح تبغين منه الأجر أولاً من الله ..
فإن رضي الله عنك .. سيُرضي عنك زوجك ويُرضى عنك كل من حولك .
والله يرعاك ؛ ؛ ؛
22-09-2015