الإجابة
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
وأسأل الله العظيم أن يصلح ما بينكما ، ويديم بينكما حياة الودّ والرحمة ..
أختي الكريمة ..
هل لاحظت شيئاً في منعطفين من منعطفات هذه المشكلة ؟!
المنعطف الأول : حين صارحك زوجك ( فقط مصارحة ) برغبته في الزواج من أخرى كان موقفك واضحاً بالنسبة لك ( الطلاق أو الزواج ) !
وحين وقع في الخطيئة والذنب والإثم .. صار موقفك ضبابيّا ومحيّراً بالنسبة لك !
السؤال : لماذا ؟!
في الموقف الأول : كان زوجك يريد الحلال .
وفي الموقف الثاني وقع في الحرام ..
برايك اي الموقفين ينبغي أن يكون فيها موقفك واضحاً بلا ضبابية ..
والوضوح لا يعني ( الطلاق ) .. وإنما يعني أن ردّة فعلك تكون واضحة بالنسبة لك أيّاً كان موقفك !
أخيّة . .
التديّ، والأخلاق ابداً لن تُخرج الإنسان من بشريّته وإنسانيّته .
فاللانسان ما دام إنساناً فهو محل التقصير والنقص ، وقد قالالنبي صلى الله عليه وسلم : ( كل ابن آدم خطّاء وخير الخطّّائين التوّابون ) ، هنا لا أبرر له ولا لغيره الخطأ ، لكن ينبغي أن نفسر خطأ الآخرين إن وقعوا في الخطأ في حدود هذه الدائرة البشريّة ، حتى لا نُصاب بالصدمة أو الإحباط فنتحيّر في التعامل مع الموقف .
وحين يقع الزوج في خطأ أو في تقصير ففي الحقيقة هو أحوج ما يكون لمن يعينه على أن يخرج من مستنقع الخطأ لا من يزيد عليه الضغط فيجعله يوغل أكثر في الخطأ .
سيما وانك تقولين ( أنك تحبينه ) فالحب يعني أن تحبيه على كل حال يكون عليه ، وليس تحبينه فقط في حال الرّخاء ، ثم تنفرين منه ولا تطيقينه في الحال التي يكون فيها أحوج لوقفتك وتسامحك وتغاضيك .
الحب الانتقائي بين الزوجين هو حب مصلحة وليس حبّاً حقيقيّاً . الحب الحقيقي هو الذي لا ينتقي الحدث والمواقف ليقسّم عليها الحب .
أخيّة ..
وحين يرغب زوجك في الزواج بثانية أو حين يخطئ .. فذلك لا يعني أبداً أن تربطي الأمر بنفسك . فحين يخطئ ليس معناه بالضرورة أنك ( مقصّرة ) ،وكذلك حينيرغب في الزواج ، فلا يعني ذلك أنك ( مقصّرة ) .
ينبغي أن تخرجي من هذه الدائرة ..
فسلوكياته مهما كانت هنا أو هناك هو المسؤول عنها وليس أنت ، وحين يختار لنفسه شيئا فليس لتقصير منك بالضرورة .
لذلك كوني واثقة من نفسك ولا تربطي بين خطأ زوجك وبين نفسك .
تقولين ( أنا غير مقصّرة معه ) .. لاحظي هذه الفكرة كيف تضغط عليك نفسيّاً .
لكن حين تفسرين خطأه على أنها مشكلته هو ، وهو من يحتاج إلى الحل والمعالجة ، بمثل هذه النفسية تستطيعين أن تساعدي زوجك ، لكن حين تضغطي على نفسك بمثل فكرة ( أنا غير مقصّرة معه ) فذلك يثير فيك ( الكبر والعناد والألم ) في نفس الوقت .
أخيّة ..
الألم اختيارك ..
والتسامح اختيارك ..
فأي الأمرين تشعرين أنه يقرّب بينك وبين زوجك ( اختاريه ) .
اختاريه لأنه هو السبيل الذي يحافظ على حبك له وعلاقتك معه ..
ولا تختاريه ( مغصوبة ) عليه .
المسألة ليست مسألة : من حقي أن أتألم أو ليس من حقي !
إنما مسألة : كيف أسعد نفسي ، وليس كيف أزيد من ألم نفسي !
الخطأ ما دام أنه وقع ، فلا يمكن الآن جرّ الماضي لمحو الخطأ . لكن يمكن أن أتعامل مع الواقع بما يزيد الألفة بيني وبين زوجي .
نعم أظهري له عدم رضاك عن الخطأ ، لأنه خطأ ربما ينجر بالشؤم عليك وعلى بناته فما يفعله مع بنات الناس ربما يبتليه الله به في بناته ..
هذه الفكرة لابد أن تكون واضحة بالنسبة له ، وان عليه أن يستغفر الله كثيراً ويكفّر عن خطيئته .
لكن في نفس الوقت لا تركّزي التفكير فيما قصّه عليك ووصفه لك ، هذا ماضي وانتهى .. فقط ركّزي كيف تجتذبين زوجك من جديد ، وتجددين الحب بينك وبينه .
أخيّة ..
الزوج الذي يصارح برغبته في الزواج ويكثر من ذلك .. في الواقع هو لن يتزوج . هو نوع من الشعور بالنقص يكمّله بكثرة الكلام حول النّساء .
لذلك لا تكوني متشنّجة كثيراً حين يصارحك برغبته في الزواج . تجاهلي الأمر وحاولي أنتجرّي مجرى الكلام إلى شيء آخر بينك وبينه .
وأكثري له من الدعاء ..
والله يرعاك ؛؛؛
06-01-2015