22 عاما من الحب تنتهي بسبب خيانة هاتفية !

 
  • المستشير : mb5194
  • الرقم : 4400
  • المستشار : أ. منير بن فرحان الصالح
  • القسم : استشارات فقه الأسرة
  • عدد الزيارات : 10949

السؤال

بدأت حكاتتى من 22 عام مقسّمه إلى 14 سنه زواج وسنتان خطوبه و8 سنوات حب فى حب عشق فى عشق . كانت حياتي مليئة بالحب والهناء وكنت أتقاسم مع زوجتي كل المشاعر الزوجية الصادقة . شاء الله عز وجل أن لا يرزقنا بالأطفال ونحمد الله على ذلك ، كنت أعتبرها ابنى وبنتى وزوجتى مرت 14 سنه بحلوها ومرها ، كنا نتخاصم ونتصالح زى أي بيت مشاكل عاديه . قد أجرينا كثير من العمليات الجراحيه للإنجاب ولكن لم يشأ الله لنا بالنجاح ! مرت الأيام بيننا بحلوها ومرها ، كانت الثقة بيننا عالية جداً لدرجة أنني لم أفكر في الشك أو الغيرة عليها . كانت لى بعض النزوات سابقا وكانت على علم بها واعترفت لها بذلك وقدمت لها الاعتذار وبدأنا صفحه جديدة بكل حب وودّ . ومرّت بينا الأيام لحد ما فؤجئت بارقام غريبه ترن على تلفون زوجتى فى أوقات مختلفه ومتأخرة من الليل ! بدات عندى عدم الطمأنينة راقبتها من بعيد ووجدت دائما سجلات المكالمات ممسوح !! عرضت الأمر على أخيها وأمها وعرفتهم الّلي حصل وكانت النتيجه أني أنا ظلمتها وحلفت إنها معملتش كدا ؛ المهم بعد نقاش كتير قولتلهم أنا غلطان واعتذرت ليها ، ولكن بداخلى الشك رغم اكتشافي لهذا الأمر عدة مرات وإعطائها الفرصة للرجوع عن ذلك والاحتفاظ بكرامتها وكرامة زوجها ولكنها استمرت في الكذب والخداع على أساس أنه لن ينكشف أمرها ! وبعد مرور أكثر من خمس شهور وضعت لها برنامج تسجيل مكالمات بدون أن تعرف وقد أخفيته على الجهاز [ وشاء القدر] وأنا بتصفح الجهاز فى عدم وجودها وجدت مكالمه من رقم سمعتها - كانت الفاجعة والصدمه الكبرى - حيث كنت أعتقد أن كلامها مع هذا الشخص لا يتعدى كلام الإعجاب والغزل ولكنني فوجئت بأنه قد وصل إلى مرحلة الحب والغرام والمكالمه بها بعض المطالب المحرمه مثل اعطينى بوسه فأعطته ، ولكن لست متأكدا من إقامة علاقة جنسية مباشرة بينهما . جن جنونى ولم أتردد لحظه فى طلاقها وفعلا تم الطلاق وذهبت لبيت أبيها ، وفؤجئت بها ترسل لى رساله تريد مقابلتى وفعلا قابلتها وكان سؤالى : ليه ظلمتينى وظلمتى نفسك أنا قصّرت معاكي فى إيه !! كان ردها أنها لحظه ضعف و تعترف بخطئها ولم يحدث لقاء بينهما وأقسمت على ذلك وقالت أنها ندمانه كل الندم ومش قادره تسامح نفسها على غلطتها وقد أحسست الندم فى عينها وهيا تبكى . كان رد فعلي بسؤالها : هل تريدى الرجوع ؟! كان ردها : شكلى هيبقا ازاى قدام أهلك مش هقدر أرجع شكلى هيبقا وحش ومش هستحمل نظرات الموجودين ليا !! مش عارف أعمل إيه قرار صعب جداا مش مصدق إنها تعمل فيا كدا ومش مصدق إنّي سبتها وبعدت عنها !! عارف الإحساس اللي ميتوصفش ، اللي هو لا إنت مبسوط ولا متضايق ، مش حاسس بحاجة وحاسس بحاجات ف نفس الوقت ، زعلان من ناس عايزهم جنبك . عايز تبدأ حياة جديدة بس من كتر ما بتقول عايز ابدأ تعبت. حاسس إن مالكش نفس تتعامل مع اي بني آدم لحد ما تعرف تتعامل مع نفسك . بإختصار قرفان من الحياة مش عارف أنا مصدوم بجد وعاوز إرجعها مش قادر يا ريت تشوفو حل لمشكلتى

02-01-2015

الإجابة

 وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
 وأسأل الله العظيم أن يصرف عنكم السوء والفحشاء ، وأن يصلح ما بينكما .
 
 أخي الكريم . . 
 بداية دعني أنبّهك وأنبّ÷ كل قارئ وقارئة إلى أمر مهم في مثل هذه المشكلات التي لها ارتباط بـ ( الشرف ) و ( الخيانة ) .. 
 مثل هذه المشكلات ينبغي ( سترها )  قدر المستطاع ، وإن من الخطأ الكبير ( توزيع ) هذه المشكلة على الجميع !
 لم يكن من المناسب أبداً أن تكلّم أهلها ولاأهلك لافي المرّة الأولى ولا في المرّة الثانية - مهما يكن - فالزوج الذي يجد من زوجته نحو هذا التصرف ، فهو إمّأ أن يختار أنيُبقيها في ذمتها ، ويحرص على معالجة الأمر  ، وإمّأ أن يفارقها .. وفي كلا الحالين  ( إشاعة ) هذه المشكلة بين الأهل لا يفيد لا في الموقف الأول ولا في الموقف الثاني .
 ألستَ ترى أخي الحبيب  كيف أن في قلبك ميلاً لها وفي قلبها ميلاً لك حتى بعد المشكلة لكن من العوائق التي تعيق رجوعكما ما وصفته لك هي بقولها ( شكلى هيبقا ازاى قدام أهلك مش هقدر  أرجع شكلى هيبقا وحش ومش هستحمل نظرات الموجودين ليا !! ) !
 لذلك أنصح كل زوج وزوجة حين يجد من زوجته أو تجد من زوجها مثل هذه المشكلة حتى لو اختار الفراق أو اختارت الانفصال فمن الأفضل أن يفترقا بهدوء وستر .
 
 الأمر الآخر في قضية المصارحة بين الزوجين ..
 لا يليق أبداً من أحدهما أن يشكف ستر الله عليه ، فيصارح شريكه بنزواته وزلاّته مهما كان السّبب .
 فما دام الحال أن الله ستر عليك في نزوتك فاقبل ستر الله عليك ولا تكشف هذا الستر !
 كشف هذه الأستار يكسر حواجز ( الحياء ) ويفتح باب ( المغامرة والتقليد ) !
 لذلك . . 
 لكل زوجين ..
 لا تشيعا مشكلتكما .. واسترا على نفسيكما 
 
 أخي الكريم . . 
 أنت الان تعيش شعور ( الصدمة ) !
 كيف لها أن تفعل هي هكذا مع أنك لم تقصّر معها - كما تعتقد وتقول - !
 ماذا لو سألتك : ماهو شعور زوجتك حين صارحتها بـ ( نزواتك ) . هل تتوقع أن شعورها كان شعور الهدوء والاستقرار ؟!
 فلماذا هي لم تختر ( الطلاق ) حينها ، وانت الآن اخترت الطلاق ؟!
 اسمح لي أيضاً أن أسألك وبكل صدق : يا ترى ما هو شعور الأب والأم وهماقد تعبا في تربية بناتهم ، ويخافان عليهم أكثر من خوفهما على نفسيهما .. ما هو شعور ذلك الأب وتلك الأم  تجاه ( ابنتهم ) التي كانت لك نزوة معها ؟!
 هل تخيّلت كم هو مؤلم هذاالشّعور .. وقد كنت يوماً ماأنت سبباً فيه لغيرك !
 
 أخي الكريم ..
 هنا لا أريد أن أجتر الماضي عليك . بقدر ما أريد أن اقول لك : أنك بحاجة في هذاالموقف أن تضبط مشاعرك  بمثل هذه المحاسبة .
 كما أريد أن اقول لك أن الحل لتلك النزوات ليس هو ( مصارحة زوجتك بها ) بل حسن التوبة منها وكثرة الاستغفار مما حصل منك ، والحرص على فعل الخيرات تفكيراً لتلك السيئات ، فقد قال الله ( إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ ) [ هود : 114 ] .
 
 أنت الآن بحاجة فعلاً إلى أن تُظهر بينك وبين الله توبة نصوحاً مع كثرة الاستغفار . فإنك لا تدري لعل الله ابتلاك بهذه المشكلة في زوجتك ليسمع منك توبة صادقة نصوحاً ، وثق أن الله تعالى متى ما جئته تائباً فإنه لن يخذلك أو يتركك .
 
 أخي الكريم ..
 جميلة هي علاقة الحب بينك وبين زوجتك . . 
 وأجمل ما فيها ( الثقة ) التي بينكما ..
 وكان ينبغي أن لا يفسد احدكما هذه الثقة  بأي طريقة كانت ..
 أنت ( أفسدت ) الثقة بالشكّ والتتبّع ..
 وهي ( أفسدتها ) بسوء السلوك .
 
 الحب يعني أن تدعم الجميل في حياتك وعلاقتك معها ، وليس أن تبحث عن ما يدمّر الحب !
 كان ينبغي أن تدعم الثقة بينك وبين زوجتك ..
 وتذكّرها دائما  بثقتك بها ..
 وفي أحسست بشك نحوها لأي أمر : 
 - فأول الطريق أن لا تحاول تحقيق وتثبيت هذاالشك بالمتابعة والمراقبة والبحث وكشف المستور . بوضع البرامج أو أجهزة التنصّت والتجسس . 
 فإن الله تعالى نهى عن ( التجسس ) .
 - الخطوة الثانية : أن لا تقطع فكرة الشك نهائيا بضدّها .
 فحين تشعر بشعور الشك : مباشرة صارح زوجتك بالحب . امدح أمانتها وخلقها .
 -  الخطوة الثالثة : إن رأيت أن الشك لا زال في قلبك .. فصارح زوجتك بهدوء ، وذكّرها فقط بمراقبة الله . المصارحة لا تعني الاتهام وإنما أن تصارحها بالشيءالذي تشعر به ولا تطلب منها أن تُدافع عن نفسها لكن اطلب منها أن تتذكّر عظمة هذه العلاقة وقدسيتها وجمال الحب الذي بينكما ، وأن الاستمرار في المعصية ينعكس على حياتكما بالشؤم مع الأيام مالم تحدث توبة .
 وهكذا استثر فيها محفّزات الرقابة الذاتيّة .
 
 أخي الكريم ..
 الموقف الذي أنت فيه فرصة بالنسبة لك : أن تعيش مراجعة مع نفسك ومراجعة لحياتك .
 بعض الزوجات ربما يقع منها مثل هذاالسلوك بسبب إهمال الزوج لها .
 وبعضهنّ قد لا يكون هناك إهمال من جهة رعايتها وصيانتها عاطفيا لكنه إهمال من جهة اهتمامه بأمر دينها وصلاتها وتنمية الروح الإيمانية عندها .
 
 لذلك لا تستسلم لشعور الصدمة ، لأن الخطأ وارد من كل أحد . وقد وقع الخطأ في الرعيل الأول الذين هم أطهر الخلق بعد الرسل والأنبياء ، وقد علّمنا الله من سيرتهم أن الإنسان ما دام أنه إنسان فهو معرّض أن يقع في الخطأ .
 
 لذلك ( وقوع زوجتك في الخطأ ) صحيح أنه مؤلم في وقعه على نفسك .. لكن لا تجعل الصدمة تسيطر على تفكيرك وتصرفاتك .. فالمخطئ حين يخطئ هو كالغريق بحاجة إلى من ينقذه لا إلى من يغرقه أو يتركه في الخطر يغرق !
 
 لذلك أخي الكريم ..
 ما دام لا يزال في قلبك ميلاً لها ، وفي قلبها ميلاً لك .. فاحرص على إرجاعها ، وفي نفس الوقت اتفقا على  خطوات معينة  لتنمية الحب وتجاوز مثل هذه المشكلة ابتداءً من تحسين العلاقة مع الله أولاً .
 بالنسبة لكلام النّاس ونظراتهم .. ينبغي عليها أن تتقبّلها كنوع من تحمل مسؤوليّة تصرفها ، وان تتعامل مع ذلك بثقتها بالله ، وصدق توبتها مع الله . فإن الله إذا رأى وعلم منها الصّدق  سخّر لها ما يعينها على تجاوز ذلك .
 
 أكثر لها ولنفسك من الدعاء ..
 
 والله يرعاك ؛ ؛ ؛ 

02-01-2015

استشارات اخرى ضمن استشارات فقه الأسرة


 

دورات واعي الأسرية


 
 

إستطلاع الرأي المخصص لهذا اليوم!


هل ترى أهمية لحضور دورات عن العلاقة الخاصة بين الزوجين :

    
    
    
    
 

ناصح بلغة الأرقام


4008

الإستشارات

876

المقالات

35

المكتبة المرئية

24

المكتبة الصوتية

78

مكتبة الكتب

13

مكتبة الدورات

444

معرض الصور

84

الأخبار

 

إنضم إلى ناصح على شبكات التواصل الإجتماعي


 

حمل تطبيق ناصح على الهواتف الذكية


 

إنضم إلى قائمة ناصح البريدية


ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني