الإجابة
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
وأسأل الله العظيم أن يهدي قلبك وقلب زوجك ويديم بينكما حياة الودّ والرحمة .
أخيّة . .
أعجبتني في رسالتك عبارة ( مابي أأذي نفسي بسبب القهر ) ( مابي اتهور ) !
مما يدل على نضجك ووعيك ومقدرتك - بإذن الله - في أن تتعاملي مع مثل هذه المواقف بهدوء وتريّث .
بداية أخيّة ..
لابد أن تدركي أن الإنسان وكل ( إنسان ) لا يمكن أن يصل أو يكون في مرحلة فوق عتبة الخطأ أو الوقوع في المعصية والذنب إلاّ من عصمه الله تعالى من خلقه .
هذه الحقيقة أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عنها بقوله : ( كل ابن آدم خطّاء وخير الخطّائين التوّابون ) .
لاحظي قوله ( خطّاء ) يعني كثير الوقوع في الخطأ .
وحين أقول لك هذاالكلام ليس تبريراً للخطأ أو تسهيلاً للمعصية ، فالمعصية تبقى معصية ، والذنب يبقى شؤم .
لكن فهم هذا ، يساعدنا على أن نؤسس الطريقة الصحيحة للتعامل مع الموقف بدون ردّة فعل تتسم بـ ( الصّدمة )
المخطئ حين يقع في الخطأ هو بحاجة إلىمن يعينه ويساعده حتى يخرج من هذا المأزق ..
نعم قد يكابر ويعاند كردّة فعل لأسلوب الإصلاح ، لكنه في دواخله يشعر بأنه مخطئ ويحتاج للتصحيح .
مشكلة العادة السريّة هذه مشكلته هو .. بمعنى لا تربطي نفسك بمشكلته هذه . فكونه يمارس الادة السريّة ليس معناه أن هناك نقصاً فيك ..
أنت بحاجة إلى أن تثقي بنفسك أكثر .. واعني بذلك أن لاتربطي بين ممارسته الخاطئة وبين شخصك !
هي بلاء يُبالى به الإنسان تماما كمن يُبتلى بالتدخين أو شيء من العادات السلبيّة .
وكذلك ( سي ديات ) الأفلام .. يبقى أن هذه المشكلة في حدود مسؤوليته وليس في حدود مسؤوليتك بمعنى أن مسؤوليتك هنا تكون في حدود :
النصيحة والتوجيه ، وصناعة الإغراء له كخطوة عمليّة تعينيه على ترك هذه العادة السلبيّة .
أنت لا تملكين أن تفرضي عليه أن يترك هذه العادات في ظرف وقت أو زمن قصير أو لمجرد وعد يعدك .
أمّأ علاقته بالمرأة التي ذكرتِ ..
بالطبع مواجهته ستكسر حاجز الحياء عنده .
وقد يقلب الطاولة عليك بالصراخ والعناد كردّة فعل للهرب من الإدانة ..
لكنّي أنصحك :
1 - لابد أن تعرفي أن المعالجة لن تكون في يوم أو يومين أو حتى قبل نهاية الأسبوع .
المعالجة تحتاج إلى وقت وصبر وتفاؤل .
2 - أن تهتمي في رفع مستوى الروح الإيمانيّة عند زوجك ، وخصوصا في شأن الصلاة .
فإن الإدمان على الشهوات يعطي مؤشّراً أن هناك تفريط في الصلوات .
قال الله تعالى : ( فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا) [ مريم : 59 ] .
لذلك ينبغي أن تركّزي على هذاالجانب في إعادة ترتيب شخصية زوجك بحيث يهتم بصلاته . الأمر يتطلّب منك أنت تغييراً على مستوى ذاتك سيما مع الصلاة .
3 - راسليه بما يحرّك في نفسه مراقبة الله تعالى ، وذكّريه بنظر الله إليه . وأفهميه أن الأعراض دين وقضاء ، فما يفعله الإنسان في أعراض النّأس قد يبتليه الله بذلك في عرضه .
اجعلي كلامك عامّاً بحيث لا يشعر أنك اكتشتفت عنه شيئا بقدر ما تكون هي رسائل غير مباشرة له .
أو يمكنك أن تصارحيه بطريقة أخرى .. كأن تسأليه عن موقفه كزوج من الرّجل الذي يتلهّى عن أهله ، لينشغل بمحادثة النساء .. ماهي نظرته لهذا الزوج .. وماذا يجب أن يكون موقف زوجته منه !
قد لا يجيبك ..
لا تكرري عليه السؤال بقدر ما أن تصله الرسالة .
4 - أخيّة ..
بعض الرّ<ال ممن يسلك مثل هذا الطريق قد يتعذّر بأن زوجته لا تحتويه عاطفيا ، وعلى أن هذا العذر لا يبرر له الخطأ ..
لكن احرصي على أن لا تفتحي لزوجك باباً للخطيئة من خلالك أنت .
أحسني التبعّل له ، واستمتعي بزوجك كما هو ، وفي اللحظة التي يكون فيها معك أنت وابنتك اقضيها في المتعة معه بالحب والأنس ..
على حدّ قولك ( مبي أأذي نفسي بسبب القهر ) فعلا .. ليس هناك في الحياة ما يكفي لتعيشي القهر .. عيشي السعادة والمتعة بما يظهر لك من زوجك ، ولا تبحثي عن سلوكياته الخاطئة ، ولا تكلّفي نفسك أن تكتشفي المخبوء من حياته .
دائما ركّزي على الواقع الذي بينك وبينه وادعمي الجانب الايجابي في حياتك معه .
أكثري له ولنفسك من الدعاء ..
والله يرعاك ؛ ؛ ؛
28-12-2014