السلام عليكم وحمة الله وبركاته دكتور منير اسمح لي ان اقول لك انك ابي ومرشدي الوحيد في هذه الدنيا واتمنى لك دوام الصحة والعافية وجزاك الله الجنة في كل حرف تكتبه كتبت مرة لك قصتي وهي انني متزوجة دون علم اهل زوجي وزوجي متزوج وانا لا احد يعلم بي بعد رسالتك احسست بالقناعة والرضى لكن في قلبي حزن بقدر جبال الدنيا لدي ابنتي وعمرها ثلاث سنوات وهي لا تتكلم ابدا فقال لي الاطباء ان ابنتي تعاني من التوحد احس ان الدنيا اصبحت سوداء في نظري ابكي وادعي لها بالشفاء مع ان الاطباء قالو لي ان التوحد ليس له دواء وقالو ان يجب ان اضعها في مدرسة المعاقين لكي تتعلم على ان تخدم نفسها وذهبت الى المدرسة ولكن لا استطيع ان اتخيل ابنتي في هكذا اجواء دكتور منير لا اعتراض على خلق الله لماذا الله خلق المعاق في هكذا دنيا صعبة المعاق طفل صعب للغاية التعامل معه ما الحكمة في المدرسة بكيت بكاء لم ابكه في حياتي وكل مرة انظر فيها الى وجه ابنتي لا اقاوم دموعي لا اتخيل ان تعيش مع التوحد بقية عمرها واستحلفك بالله ان تدعو لها في قيام الليل ان يشفيها الله لي وهل هنك ادعية او ايات للشفاء قرات لها يس على ماء زمزم وتشرب منه عسى ان يخف عنها وبارادة الله ان يطلق لسانها امين عدا عن ذلك نظرة المجتمع وحتى اقرب الناس واهلي لا يحتملون ابنتي لانها عصبية ادعو لي بالفرج اسفة على الاطالة واشكرك لانك تقرا رسالتي والسلام عليكم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته . .
وأسأل الله العظيم أن يجعله قرّة عين لك ، وان يجعله سعدك في الدنيا والآخرة . .
وشكر الله لك حسن ظنك وجميل لطفك وطيب مشاعرك . .
أخيّة . .
دعيني أقول لك - وبكل صراحة - رسالتك قرأتها مرة ومرتين وثلاثة ، وفي كل مرة أكاد أعيش موقفك كـ ( أم ) وهبها الله طفلاً اختاره لها أن يكون كذلك .
أخيّة . .
الله سبحانه وتعالى لم يجعل الدنيا هي دار البقاء !
بل هي دار ( البلاء ) والتعب والكدح . .
والموعد ( الجنة ) بإذن الله .
لماذا تتخيّلي أو تختصري حياتك أنها فقط هي هذه الحياة الدنيا ؟!
إن هذه الطفلة ستكون أجمل ما تكون في دار الحياة فيها أبديّة واستمتاعك بها يزيد ولا يصيبه الملل .
فلماذا تتجاوبي مع الحزن بمثل هذا الشّكل وكأن الأمور انتهت هنا !
نعم .. أقدّر أن الحال ليس بالسهل على ( الأم ) لكن ليس بالعسير أن تتأقلم معه بصورة إيجابيّة ..
طفلتك الآن هذا حالها . . الحزن الهمّ الغمّ أبداً أبداً أبداً لن يرفععنها ما تجد !
أنت بالاستسلام للحزن والهمّ تجعلين المشكلة ( مشكلتين ) ..
الله يخلق مثل هذا وهو سبحانه وتعالى لا يُسأل عمّا يفعل وهم يُسألون ..
له الحكمة البالغة ..
ولو لم تظهر لك الحكمة .. لكن بالتأكيد هناك ( حكمة ) و ( حكمة بالغة ) . .
الله يخلق خلقه ليجعل بعضهم حجّة على بعض ، وفتنة لبعض .. فالفقير حجّة على الغني والمريض حُجّة على الصحيح .. وهكذا يخلق الله الناس بمثل هذاالاختلاف ليجعل بعضهم حجّة على بعض وليتخذ بعضهم بعضا سُخريّاً ..
من الحكم البالغة : أن الله يريد أن يرفع درجتك ، ويُعلي شأنك إذا صبرت على الابتلاء ..
فإن الابتلاء يكون لرفعة الدرجات .. يكون لتكفير الخطايا .. يكون لاستجلاب عبويدة العبد لربه أن يلجأ إليه ويخضع بين يديه وان يعيش حاجته وفقره إلى الله ..
نحن كلنا ( عبيد لله ) والله تعالى يخلق في عباده ما يشاء ، وله أن يتصرّف في خلقه كيف يشاء ..
الحمد لله الآن الطب ومراكز التعليم والرعاية تطوّرت . هناك مراكز خاصة لرعاية ( اطفال التوحّد ) وقد كنت أتابع مرّة برنامجاً خاصا عن ( التوحديين ) رأيت منهم شباباً والله فاقوا كثيرا من الشباب الأصحاء في الانجاز والابداع في بعض الأمور ..
يكفي أن قلوبهم قلوباً بيضاء لا تحمل الحقد ولا الغل ولا الحسد .. قلوبهم بريئة طاهرة ..
لا تعتقدي أن ( التوحّد ) لا يمكن معه إنجاز أو إبداع . .
صدقيني هناك نماذج كثيرة رائعة لبعض ( التوحديين ) تعطينا الأمل وتبعث في أنفسنا التفاؤل والرضا عن الله .
كل ما عليك :
- أن تكثري من الاستغفار .
- أن تتفاءلي بما وهبك الله .
استمعي إلى هذه القصة :
http://www.youtube.com/watch?v=QooKgjvH9wg
- أن تتأقلمي مع الواقع كما هو .. لا تتعاملي مع واقعك على أنه لو كان شيئا آخر ..
الأمور ليست بيدك .. الأمور بيد الله .. وهو على كل شيء قدير . فلا تتعاملي مع واقعك : لو أن طفلتي كانت كذا .. لو أنها لو انها .. النبي صلىالله عليه وسلم علّمنا أن ( لو ) تفتح عمل الشيطان .
والتحزين واليأس من عمل ( الشيطان ) .
- بالنسبة لتعامل أهلك مع طفلتك .. تكلمي معهم بهدوء خاصّة عقلاء أهلك .. أفهميهم أن واجبهم أن يعطوك دعماً نفسيّاً في حسن التعامل مع هذه الطفلة ، وأن الله تعالى يحب الرحمة والتراحم سيما رحمة المحتاج فكيف لو كان هذا المحتاج طفلاً !
أسعدك الله أخيّة . . ووفقك وهبك من خير ما وهب عباده الصالحين.
الإستشارات
المقالات
المكتبة المرئية
المكتبة الصوتية
مكتبة الكتب
مكتبة الدورات
معرض الصور
الأخبار
ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني