ابنتي الوحيدة تعاني من التوحّد .. لا أكاد أحتمل

 
  • المستشير : جمانة
  • الرقم : 1604
  • المستشار : أ. منير بن فرحان الصالح
  • القسم : استشارات فقه الأسرة
  • عدد الزيارات : 13744

السؤال

السلام عليكم وحمة الله وبركاته دكتور منير اسمح لي ان اقول لك انك ابي ومرشدي الوحيد في هذه الدنيا واتمنى لك دوام الصحة والعافية وجزاك الله الجنة في كل حرف تكتبه كتبت مرة لك قصتي وهي انني متزوجة دون علم اهل زوجي وزوجي متزوج وانا لا احد يعلم بي بعد رسالتك احسست بالقناعة والرضى لكن في قلبي حزن بقدر جبال الدنيا لدي ابنتي وعمرها ثلاث سنوات وهي لا تتكلم ابدا فقال لي الاطباء ان ابنتي تعاني من التوحد احس ان الدنيا اصبحت سوداء في نظري ابكي وادعي لها بالشفاء مع ان الاطباء قالو لي ان التوحد ليس له دواء وقالو ان يجب ان اضعها في مدرسة المعاقين لكي تتعلم على ان تخدم نفسها وذهبت الى المدرسة ولكن لا استطيع ان اتخيل ابنتي في هكذا اجواء دكتور منير لا اعتراض على خلق الله لماذا الله خلق المعاق في هكذا دنيا صعبة المعاق طفل صعب للغاية التعامل معه ما الحكمة في المدرسة بكيت بكاء لم ابكه في حياتي وكل مرة انظر فيها الى وجه ابنتي لا اقاوم دموعي لا اتخيل ان تعيش مع التوحد بقية عمرها واستحلفك بالله ان تدعو لها في قيام الليل ان يشفيها الله لي وهل هنك ادعية او ايات للشفاء قرات لها يس على ماء زمزم وتشرب منه عسى ان يخف عنها وبارادة الله ان يطلق لسانها امين عدا عن ذلك نظرة المجتمع وحتى اقرب الناس واهلي لا يحتملون ابنتي لانها عصبية ادعو لي بالفرج اسفة على الاطالة واشكرك لانك تقرا رسالتي والسلام عليكم

05-10-2010

الإجابة

 وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته . .
 وأسأل الله العظيم أن يجعله قرّة عين لك ، وان يجعله سعدك في الدنيا والآخرة . .
 وشكر الله لك حسن ظنك وجميل لطفك وطيب مشاعرك . .

 أخيّة . .
 دعيني أقول لك - وبكل صراحة - رسالتك قرأتها مرة ومرتين وثلاثة ، وفي كل مرة أكاد أعيش موقفك كـ ( أم )  وهبها الله  طفلاً  اختاره لها أن يكون كذلك .

 أخيّة . .
 الله سبحانه وتعالى لم يجعل الدنيا هي دار البقاء !
 بل هي دار ( البلاء ) والتعب والكدح . .
 والموعد ( الجنة ) بإذن الله .
 لماذا تتخيّلي أو تختصري حياتك أنها فقط هي هذه الحياة الدنيا ؟!
 إن هذه الطفلة ستكون أجمل ما تكون في  دار الحياة فيها أبديّة واستمتاعك بها  يزيد ولا يصيبه الملل .
 فلماذا تتجاوبي مع الحزن بمثل هذا الشّكل وكأن الأمور انتهت هنا !
 
 نعم .. أقدّر أن الحال ليس بالسهل على ( الأم ) لكن ليس بالعسير أن تتأقلم معه بصورة إيجابيّة ..
 طفلتك الآن هذا حالها . .  الحزن الهمّ  الغمّ أبداً أبداً أبداً  لن يرفععنها ما تجد !
 أنت بالاستسلام للحزن والهمّ  تجعلين المشكلة  ( مشكلتين ) ..
 
 الله يخلق مثل هذا وهو سبحانه وتعالى لا يُسأل عمّا يفعل وهم يُسألون ..
 له الحكمة البالغة ..
 ولو لم تظهر لك الحكمة .. لكن بالتأكيد هناك ( حكمة ) و ( حكمة بالغة ) . .
 الله يخلق  خلقه ليجعل بعضهم حجّة على بعض ، وفتنة لبعض .. فالفقير حجّة على الغني والمريض حُجّة على الصحيح .. وهكذا يخلق الله الناس  بمثل هذاالاختلاف ليجعل بعضهم حجّة على بعض وليتخذ بعضهم بعضا سُخريّاً ..
 من الحكم البالغة : أن الله يريد أن يرفع درجتك ، ويُعلي شأنك إذا صبرت على الابتلاء ..
 فإن الابتلاء يكون لرفعة الدرجات .. يكون لتكفير الخطايا .. يكون لاستجلاب عبويدة العبد لربه أن يلجأ إليه ويخضع بين يديه وان يعيش حاجته وفقره إلى الله ..
 نحن كلنا ( عبيد لله ) والله تعالى يخلق في عباده ما يشاء ، وله أن يتصرّف في خلقه كيف يشاء ..

 الحمد لله الآن الطب  ومراكز التعليم والرعاية تطوّرت . هناك مراكز خاصة لرعاية ( اطفال التوحّد )  وقد كنت أتابع مرّة برنامجاً خاصا عن ( التوحديين )  رأيت منهم شباباً والله فاقوا كثيرا من الشباب الأصحاء في الانجاز والابداع في بعض الأمور ..
 يكفي أن قلوبهم قلوباً بيضاء لا تحمل الحقد ولا الغل ولا الحسد .. قلوبهم بريئة طاهرة ..
 لا تعتقدي أن  ( التوحّد ) لا يمكن معه إنجاز أو إبداع . .
 صدقيني هناك نماذج كثيرة رائعة لبعض ( التوحديين )  تعطينا الأمل وتبعث في أنفسنا التفاؤل والرضا عن الله .

 كل ما عليك :
 - أن تكثري من الاستغفار .
 - أن تتفاءلي بما وهبك الله .
 استمعي إلى هذه القصة :
 
http://www.youtube.com/watch?v=QooKgjvH9wg

 - أن تتأقلمي مع الواقع كما هو .. لا تتعاملي مع واقعك على أنه لو كان شيئا آخر ..
 الأمور ليست بيدك .. الأمور بيد الله .. وهو على كل شيء قدير .  فلا تتعاملي مع واقعك : لو أن طفلتي كانت كذا .. لو أنها لو انها .. النبي صلىالله عليه وسلم علّمنا أن ( لو ) تفتح عمل الشيطان .
 والتحزين واليأس من عمل ( الشيطان ) .
  - بالنسبة لتعامل أهلك مع طفلتك .. تكلمي معهم بهدوء  خاصّة عقلاء أهلك .. أفهميهم أن واجبهم أن يعطوك دعماً نفسيّاً  في حسن التعامل مع هذه الطفلة ، وأن الله تعالى يحب الرحمة والتراحم سيما رحمة المحتاج فكيف لو كان هذا المحتاج طفلاً !

 أسعدك الله أخيّة . .  ووفقك وهبك من خير ما  وهب عباده الصالحين.

05-10-2010

استشارات اخرى ضمن استشارات فقه الأسرة


 

دورات واعي الأسرية


 
 

إستطلاع الرأي المخصص لهذا اليوم!


هل ترى أهمية لحضور دورات عن العلاقة الخاصة بين الزوجين :

    
    
    
    
 

ناصح بلغة الأرقام


4008

الإستشارات

876

المقالات

35

المكتبة المرئية

24

المكتبة الصوتية

78

مكتبة الكتب

13

مكتبة الدورات

444

معرض الصور

84

الأخبار

 

إنضم إلى ناصح على شبكات التواصل الإجتماعي


 

حمل تطبيق ناصح على الهواتف الذكية


 

إنضم إلى قائمة ناصح البريدية


ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني