السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وارجوا أن يتسع صدرك لي فلدى مشكلة كبيرة جدا والله استطيع أن اسميها مأساة ولا اعرف ماذا افعل وأخشى من الشيطان أن يلبس على الأمور واقع في معصية الله وأريد منك أن تفيدني في هذا الأمر فانا والله في أشد الاحتياج لمن يرشدني في هذا الأمر وارجوا أن يتسع صدرك لي. بداية أنا شاب من مصر عمري 23 عام في كلية الحقوق وتحديدا انتهيت منها ولا يبقى إلا مدتين فقط والدي رجل غنى ومنفصل عن والدتي. ومشكلتي أساسها والدي هو غنى يعمل في ايطاليا منذ زمن ولديه هناك عمله الخاص ويدر عليه أموالا كثيرة ولكنه يدعى الفقر وعدم وجود المال لديه ويعطنا الأموال بالقطارة ويحسب لنا بالمليم لا يصلى دائما يصلى كل فترة سواء كان في مصر أو ايطاليا حتى العيد والجمعة أيضا ولا يزكى عن ماله أبداً فأعتقد انه من يوم أن بدأت اكبر وافهم لم أجده يخرج زكاة ماله أبداً ويخرج صدقة الفطر في حدها الأدنى ويعاملنا معاملة سيئة جدا ويشتمنا حتى انه ضربني في رمضان الماضي قبل الإفطار بالحذاء في السيارة أمام الناس وأخرجني من السيارة والله يا شيخ ليس هناك سبب لهذا الأمر والله أنا أعامله معاملة طيبة وأراعى الله فانا والحمد لله أصلي في المسجد وأحفظ القران واحضر دروس العالم وأخشى ما أخشاه هو عقوق الوالدين وللعلم كل أفراد عائلته اجمعوا انه مريض عقليا وليس سويا. المهم انه أنا كبرت وأصبحت ابحث عن مستقبلي فطلبت منه أن يأخذني معه لأعمل معه في شغله فرفض فطلبت منه أن يساعدني على أن أتزوج فرفض وقال ليس لي دعوة وأصبحت الآن عندي مشاكل عديدة فبمجرد أن أنهي الكلية رسميا سأدخل الجيش لمدة 3 سنوات ولو لم ادخل الجيش فلا يوجد عمل. فو الله يا شيخ البعض من أصحابي الذين يعملون يتقاضى 250 جنية أي اقل من 10 جنيه في اليوم وارخص شقة موجودة ب 100 ألف جنيه يعنى لو اشتغلت طوال عمري لن استطيع حتى أن أتزوج عجوز في ال90 من عمرها..\"\"\"\" لعلك يا شيخي مللت ولكن اصبر بالله عليك ويا رب يتسع لي صدرك\"\"\"\" المهم يا شيخ هذه هي الظروف المحيطة حولي بالتقريب. المشكلة هي:. يوجد لدى فرصة للسفر إلى أمريكا عن طريق الزواج والموضوع بالتفصيل هو أن هناك سيدة أمريكية مطلقة ولديها 3 أولاد وسنها 22 سنة ممكن أن تأتى إلى مصر وأقوم بالزواج بها مقابل مبلغ من المال ثم تأخذ الباقي تقسيطا بعدما أسافر لمدة نتفق عليها وهذا الزواج دون أن ادخل بها وبعد ذلك أهلي في أمريكا سوف يوفرون لي كل شيء ويشغلوني والسكن وكل حاجة وأيضا لن ادخل الجيش لأني سأصبح متزوج بأجنبية. هذا هو الموضوع فأصبح أمامي هل هذا الأمر يرضى الله أم لا؟؟؟؟ فهذه المشكلة الأساسية وان كان لا يرضيه فماذا افعل؟؟؟ أظل في مصر في ذل والدي وأبقى شحاذ لأن بعد إكمال دراستي إن شاء الله لن يصرف على والدي وليس له علاقة بي فو الله قالت لي عائلتي بالضبط لو بقيت مثل ما أنت ستبقى شحاذ ولن تستطيع أن تتجوز ولا حاجة. مع العلم يا شيخ أن الحصول على فيزا الدخول إلى أي دولة أجنبية بالطرق الشرعية تكاد تكون مكلفة كثيرا للحصول عليها ومستحيل رغم ارتفاع تكلفتها فأقسمت عليك أن تدلني على هذا الأمر بسرعة لان الوقت يمر بسرعة ولا اعرف ماذا افعل. وأنتظر ردك سريعا وجزاك الله خير
الأخ الكريم: طارق
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .
عسى الله أن يفرج همك وينفّس عنك كربك وأن يرزقك من حيث لا تحتسب.
أخي الكريم..
حين ننظر إلى مشاكلنا على أنها مآسي ومهلكات، فإننا حينئذ نحكم على أنفسنا بالتعب والنكد.
لكن حين ننظر إلى مشاكلنا أنها من طبيعة الحياة، وأن هذه المشاكل إنما هي صقل للنفس لكشف جوانب الإبداع فيها فإننا حينئذ نستطيع أن نواجه مشاكلنا بكل جرأة وواقعية وشفافية في نفس الوقت.
المشاكل والهموم والغموم باب من أبواب الأجر والثواب..
قال صلى الله عليه وسلم: "ما يصيب العبد من همّ ولا غمّ ولا وصب حتى الشوكة يشاكها إلا كفّر الله تعالى بها من خطاياه" - أو كما قال صلى الله عليه وسلم.
فهذه المصائب والهموم إنما هي كفارات للخطايا ورفعة للدرجات.
أولاً:
اسمح لي أخي الكريم أن أهمس لك بكلمات:
- الإيمان بالله وحسن الثقة به من أعظم ما يفرّج الهموم.
يقول صلى الله عليه وسلم: "عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله له خير إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له، وليس ذلك إلا للمؤمن"
فالمؤمن قرير العين هادئ البال مرتاح الضمير هانئ النفس والروح، لأنه يحسن الظن بربه جل وتعالى.
هو يعلم أن المصيبة والضيق والمنع قدر بتقدير الله، وهو يعلم أن هذا التقدير هو رحمة به ولو كان في ظاهره تعب ومشقة لكنه قدر أرحم الراحمين، فهو واثق أن هذا القدر إحسان من الله إليه..
وهكذا حين يعيش المؤمن وهو ينظر بنظر الإحسان والامتنان فإنه سيتخلص من هموم الدنيا ونكدها لأنه يعيش الإيمان، ويشعر بسريان روح الاطمئنان إلى نفسه.
إن هذا الإيمان يفرج الهموم.
ويزيد في الرزق.
ويكفر الخطايا.
يقول الله تعالى: "وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً* وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ" (الطلاق: من الآية 2-3)
مخرجا من كل كرب وضيق. ورزقاً واسعاً من حيث لا يحتسب.
ويقول: "وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً" (الطلاق: من الآية4)
يسرا في كل شأنه وأمره.
ويقول: "وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرا"(الطلاق: من الآية5)
فانظر رحمك الله كيف أثر هذا الإيمان الصادق أنه يفرج الضيق والكربات ويجلب الرزق الواسع المبارك، وتأمل كيف أنه يسر في الحياة وللحياة وتكفير للخطايا السيئات.
هكذا ينبغي أن يعيش المؤمن بهذه الروح المؤمنة المطمئنة الهادئة القانعة الراضية.
- القناعة كنز لا يفنى.
القناعة بالمقسوم من أعظم ما يورث الرضا، ويحثّ على العمل.
أخي الكريم..
اقنع بما أنت فيه وتصرّف من خلال هذه القناعة، ولا تتصرف من خلال النظر إلى ما وصل إليه الآخرون.
قال صلى الله عليه وسلم: "انظروا في أمور دينكم إلى من هو فوقكم، وانظروا في أمور دنياكم إلى من هو دينكم فإن ذلك أجدر أن لا تزدروا نعمة الله عليكم" - أو كما قال صلى الله عليه وسلم-.
هذا النظر يورث القناعة والرضى، كما أنه يجعل العبد المؤمن يتصرف ويعمل من خلال هذا الإطار في حدود إطار واقعه.
- الصبر الصبر والعمل العمل.
لا تيأس أخي الكريم..
وثق الله تعالى..
واصبر وما صبرك إلا بالله..
أكثر من الاستغفار والدعاء..
قال تعالى: "فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً* يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً* وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَاراً"
فانظر عظمة الاستغفار كيف أنه من أعظم أبواب الرزق.
ومع الدعاء والاستغفار عمل وأخذ بالأسباب...
فابتغ الرزق في الأرض، واجتهد واسع في ذلك ولا تستقل ما رزقك الهر تعالى به، فإن العبرة ليس بكثرة المال، إنما بالبركة فيه.
واعلم أخي أن مسألة الرزق مسألة محسومة، فقد قال صلى الله عليه وسلم: "والذي نفس محمد بيده لن تموت نفس حتى تستوفي رزقها"
فكل رزقك مقدر معلوم في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى.
وما عليك إلا العمل والبذل لأنك لا تعلم كم يكون مقدار رزقك، فاعمل وخذ بالأسباب والله تعالى يبارك لعبده.
ثانياً :
أخي الكريم...
بالنسبة للزواج من أجنبية والسفر إلى أمريكا..
فإن كانت هذه الأمريكية "امرأة مسلمة " فلا بأس من الزواج منها.
وإن كانت كتابية من أهل الكتاب فقد أباح الله تعالى التزوج منهم بشروط ثلاث:
1 - أن تكون عفيفة لا تستحل الزنا ولا تتعاطاه.
2 - أن تكون تؤمن بدينها.
3 - أن تكون اليد العليا للمسلم.
ومع هذا فالمؤمنة خير وأفضل وأولى لما يترتب على ذلك من تربية الأبناء وحسن العشرة.
أما السفر والسكنى بأمريكا فإن هذا الأمر من الخطورة بمكان، فقد ورد النهي الشديد عن الإقامة بين أظهر المشركين، قال صلى الله عليه وسلم: "أنا بريء من كل مسلم يقيم بين أظهر المشركين لا تراءى نارهما"
لأن البقاء بين أظهرهم يضعف الديانة، ويميت الغيرة، ويورث الأخلاق الرديئة، ويمنع من إظهار شريعة الإسلام.
أضف إلى ما في ذلك من فساد الأبناء وتأثرهم بالبيئة وصعوبة تربيتهم على هدي الوحي.
ولأن يصبر المرء على اللأواء والبلاء وهو بين المسلمين خير له من أن يعيش نعيم الدنيا وهو بين أظهر الكافرين.
فإن فساد الدين أعظم من الفقر والضعف والمسكنة.
ابحث عن عمل تسدّ به حاجتك.
وعش القناعة والأمل.
وابحث عن زوجة صالحة ذات دين، ولا تبحث عن صويحبات المنصب والجاه..
فإن صاحبة الدين ستجدها لا محالة، وبأيسر مهر وجهاز...
والله في معية عباده المؤمنين المتقين "إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون"
ومن ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه.
فرّج الله همك ونفس عنك كربك، ورزقك من حيث لا تحتسب وأسبغ عليك وافر نعمته ورزقك شكرها.
الإستشارات
المقالات
المكتبة المرئية
المكتبة الصوتية
مكتبة الكتب
مكتبة الدورات
معرض الصور
الأخبار
ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني