زوجتي رفضت فراشي .. فمنعتها من العمل !

 

السؤال

مشكلتي وأنا نائم على السرير أنا وزوجتي اشتهيت أن أعاشرها فإذا بها تقول لي (لا أريد أنك تعاشرني لأني تعبانه ولا أقدر أن آخذ دش في الصباح وقالت لي أن لدي عمل في الصباح علما بأنني استيقظ معها في الصباح. بصراحة طردتها من غرفة النوم وقلت لها تذهب في غرفة الأولاد.. راودتني أفكار جنونية كنت سأمد يدي عليها ولكن تعوذت من إبليس وفي الصباح منعتها أن تذهب إلى عملها ولكن خالفتني وذهبت أي خرجت من غير استئذان. فما رأيكم في هذا.؟؟؟ يرجى الرد السريع لو سمحتوا.

15-01-2010

الإجابة

الأخ الفاضل / ...

أسأل الله العظيم أن يصلح شأنك وزوجتك وأن يجمع بينكما على خير.. أخي الفاضل.. تذكّر دائماً في حياتك الزوجية حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: "إن المرأة خلقت من ضلع لن تستقيم لك على طريقة فإن استمتعت بها استمتعت بها وبها عوج وإن ذهبت تقيمها كسرتها وكسرها طلاقها" فالنقص والعوج خلُق في المرأة لا يستقيم بل يُدارى لتدوم معه الحياة. كم مرة - يا أخي - تذكر من زوجتك أنها رفضت الفراش أو خرجت من بيتك بلا إذنك؟! الذي أفهمه من رسالتك أن هذه أول مره يحدث بينكما مثل هذا الموقف؛ أفيسوغ لك أيها الفاضل أن تأخذك الأفكار كل مأخذ لتنتقم لنفسك من تصرف غير محمود وقع من زوجتك؟!!
  أخي الكريم.. صحيح أن ما قامت به زوجتك أمر لا تُحمد عليه، بل ربما أنها وقعت في محظور شديد لرفضها أن تجيب حاجة زوجها، لكن خطأها لا يسوّغ لك أنت كزوج أن تستنفذ كل سلطتك لزيادة المشكلة وتصعيدها!! كان يكفي حينها لو أنك وعظتها بالحسنى لأن المقصود هو معالجة الخطأ الأول لا أن تُعلن المواجهة والتحدّي بطردها ثم بحرمانها أو منعها من الذهاب إلى عملها في لحظة اشتداد غضبك وغضبها فأنت هنا جعلت المشكلة أكثر من مشكلة!! خروجها من بيتك بغير إذنك حتماً تصرف خاطئ لكنه والحال هذه قد يكون له تفسير منطقي، إذ أنها أحسّت بالتحدّي والمواجهة والعقوبة على أمر لو عولج بغير هذه الطريقة لما وقع ما وقع!! ثم أخي الفاضل لابد أن تكون واقعيّا مع نفسك وواقع زوجتك، فأنت تعلم أن زوجتك مرتبطة بعمل، وأنت موافق على ذلك، وهنا لابد أن تكون أكثر تفهّما لطبيعة المرأة العاملة، فالمرأة ربما تكاسلت عن بعض واجبات زوجها بسبب العمل، فالاغتسال قبل الدوام - مثلا - ربما يضايقها فعلاً، وهنا لابد أن تكون متفهّما مراعياً لحال زوجتك. صحيح أن هذا لا يعني تبرير معصيتها لك، لكن لابد أن تكون أنت أكثر رباطة وحكمة في التصرف وأن تطلب الممكن الموافق لطبيعة حالكما!! حتى في أسلوب طلبك لها كان ينبغي أن يكون بالأسلوب غير المباشر الذي يجذبها إليك ولا ينفرّها عنك، كأن تمهّد لمثل هذا بكلمة حلوة، برائحة زكيّة ومداعبات خفيفة لطيفة تستثير بها عاطفتها وفطرتها.. فإن رأيت منها تمنّعاً فلا بأس من أن تصل معها إلى حلول وسط بحيث تقضي وطرك من غير أن تلجئها إلى الاغتسال إن كان الذي يضايقها هو الاغتسال وهكذا فلئن تصل معها إلى حل وسط أفضل من أن تبيت على سريرك لوحدك وتبيت هي في غرفة أولادها فلا أنتَ الذي كسبت ما تريد ولا بعض ما تريد!! أخي الكريم.. أنصحك الآن.. - أن تبين لزوجتك حجم خطئها وذلك بأن توقفها على خطورة ما فعلت، لكن ليس بأسلوب التشفّي والانتقام، وإنما بيّن لها أن فعلها فيه مخالفة لأمر الله تعالى وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم، إذ جاء في الحديث: "ثلاثة لا يقبل الله منهم صلاة ولا تصعد إلى السماء ولا تجاوز رؤوسهم رجل أم قوما وهم له كارهون ورجل صلى على جنازة ولم يؤمر وامرأة دعاها زوجها من الليل فأبت عليه" ومن المهم جدّاً أن لا تربط الخطأ بشخصك وإنما اجعلها تستشعر عظمة خطئها في أنها وقعت في معصية الله ورسوله صلى الله عليه وسلم لمخالفتها الأمر. وهذه الخطوة تحتّم عليك أن تفتح مجالاً للحوار الهادئ بينكما من غير تشنّج أو صراخ.. -بيّن لزوجتك بطريقة أو بأخرى عدم رضاك عن تصرفاتها التي ذكرت في رسالتك واربط عدم رضاك لا لأنها عصتك أو خالفتك وإنما لأنها وقعت في معصية الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، ولا يلزم من إظهار عدم رضاك أن تصرخ في وجهها أو تضربها أو تسيء إليها بالشتم أو السب أو نحو ذلك. ولاحظ أن هذه الخطوة لابد أن يسبقها بيان للخطأ بطريقة حكيمة، بمعنى أنه لابد أن تشعر الزوجة بحجم الخطأ، لا أن تُظهر لها عدم رضاك وهي في الأصل لم تشعر بحجم الخطأ، وإنما هو عندها كحدث عابر!! ولا أحبذ لك أن تكون في غرفة وهي في غرفة أخرى. - في حوارك معها أشعرها بالحب وبحميمة الارتباط بينكما، وذلك بمدح أخلاقها وأنك لم تكن تتصوّر أبداً أن عاقلة مثلها بهذه الأخلاق ربما يصدر منها مثل هذا الفعل، النظرات الحانية المختلسه عند حوارك وحين خروجك ودخولك للبيت أيضا لها أثر في تعميق معنى الحب بينكما. - حاول أن لا توسّع دائرة المشكلة واجعلها في حدود البيت فقط، بمعنى أن لا تخرج هذه المشكلة إلى أهلك أو أهلها، بل حاول محاصرتها وإن استطعت أن لا تخرج المشكلة من باب غرفة النوم فافعل!! - احرص على أن لا تطول فترة التهاجر أو المشكلة، لأن طول الفترة ربما ولّد مشاكل أخرى، وتذكّر دائماً أن وراء أيّ مشكلة أسرية (إبليس من الجن) يؤزّها ويثير غبارها!! - اجتهد يا أخي الكريم في أن تحسّن علاقتك مع ربك بحسن عبادته وإقامة فرائضه، فإن للمعصية أثراً على حياة المرء سواء في أخلاق زوجته أو أخلاق أولاده، ولقد كان بعض السلف يقول: إني أرى أثر معصيتي في خلق دابتي وخلق زوجتي!! اسأل الله العظيم أن يكتب لكما السعادة في ظل طاعة الرحمن وأن يصلح لكما في ذريتكما.

15-01-2010

استشارات اخرى ضمن استشارات التربية الأسرية


 

دورات واعي الأسرية


 
 

إستطلاع الرأي المخصص لهذا اليوم!


هل ترى أهمية لحضور دورات عن العلاقة الخاصة بين الزوجين :

    
    
    
    
 

ناصح بلغة الأرقام


4008

الإستشارات

876

المقالات

35

المكتبة المرئية

24

المكتبة الصوتية

78

مكتبة الكتب

13

مكتبة الدورات

444

معرض الصور

84

الأخبار

 

إنضم إلى ناصح على شبكات التواصل الإجتماعي


 

حمل تطبيق ناصح على الهواتف الذكية


 

إنضم إلى قائمة ناصح البريدية


ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني