أستاذنا الحكيم صاحب القلب الحنون: منير الصالح ها أنا ذا أعود إليكم بأسألتي التي أسير بها في حياتي بضوء إجابتكم المنيرة بارك الله بكم . سؤالي هو : كنت في السنين التي مضت من عمري في أوج نشاطي و تفاؤلي و الآن وعمري 27 سنة الحمد لله لاأشكو من أي مرض ولكنني أشعر دائما بأنني فقدت نشاطي و تفاؤلي و دائماً أتخيل القبر و الموت فأحزن و أحبط و يصيبني الخمول أجلس في الصباح و أشعر بأنني أحتاج للنوم و هكذا دائما مع أنني لا أترك الصلاة أبداً ولكن هناك مشاكل بيتية بسبب صعوبة أخلاق الوالدين و تسلطهما مع الخوف من عقوقهما و أشعر أنها السبب في إحباطي أنتظر من قلبكم العامر بالحكم الربانية أن أجد إجابة لإستعادة نشاطي و تفاؤلي و البعد عن الخمول و القلق و الإحباط جزاكم الله خيراً آمين و هذه خير دعوة لكم كما تعلمون
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته . .
وأسألالله العظيم ان يزيّن الإيمان في قلبك ، وأن يبعث فيك روح الهمّة والنشاط ..
أخي الكريم ..
شكر الله لك حسن ظنك وموفور أدبك ..
أخي ..
كل البيوت فيها مشاكل ، وفي بعض البيوت هناك ( مُعضلات ) ومع ذلك خرج من هذه البيوت عظماء !
لك عبرة بحبيك محمد صلى الله عليه وسلم فقد نشأ يتيماً .. وخرج عظيماً .
امرأة فرعون عاشت في بيت جبار من جبابرة الأرض وطاغية من الطغاة ... ومع ذلك كانت عظيمة !
أحياناً .. يسيطر عليناالكسل فنحاول أن نبرر هذاالكسل ونربطه ببعض المشكلات التي تحيط بينا ، والواقع أن المشكلات ليست هي السبب !
السّبب هو من دواخل أنفسنا ..
السبب يكمن في ضعف إرادتنا . .
أخي الكريم ..
الدنيا مطيّة الآخرة . .
والموت حق .. وكل مخلوق مصيره إلى الموت ..
التفكير في الموت لن يعجّله ولن يؤخّره ..
لأن الله قال : " لكل أمّة أجل إذا جاء أجلهم فلا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون " .
الموت .. هو اللحظة الفاصلة التي تنقلنا للقاء الله . .
لذلك التفكير بالموت ينبغي أن يكون تفكيراً إيجابيّاً ..
ما دام أنه لحظة فاصلة بيننا وبين لقاء الله .. فلنسأل أنفسنا : كيف نحب أن نلقى الله ؟!
هل تحب أن تلقى الله وأنت محبط كسلان غير متفائل ؟!
هل تحب أن تلقى الله وقد وهبك النّعم ثم انت تعطّل هذه النّعم عن بذلها لله وفي محبة الله ؟!
إذن هكذا فكّر بالموت .. واجعل هذاالتفكير دافعاً لك إلى تحسين نفسك وغصلاحها لأنك في آخر الأمر سترجع إلى الله " وأن إلى ربك المنتهى " .
ابدأ انطلق في حياتك ..
ابدأ من حيث تجيد وتعرف ..
فإن كنت تجيد تجارة فابدأ ، وإن كنت تجيد مهنة فابدأ .. وإن كنت تجيد تعليما أو تعلماً فابدأ ..
المهم أن تبدأ من حيث تعرف نفسك وقدراتك . .
وتأمل بهدوء قول الله ( فإن مع العسر يسرا . إن مع العسر يسرا ) إن الله يخبرنا أن كل عسر نفسي أو حسّي معه يسر .. والحل أن نحاول ونجتهد في استجلاب اليسر وملاحظته ، كيف يكون ذلك ؟!
يكون بما أخبر الله بقوله بعد هذه الآيات " فإذا فرغت فانصب . وإلى ربك فارغب " يعني لا تكن فارغاً ..
لا تكن كسلاناً عاجزاً ..
فإن الفراغ .. يزيد من سطوة العسر .. ويقلل عليك من فرص ملاحظة اليسر ..
( انصب ) وليكن نصبك وعملك ( ابتغاء مرضاة الله ) حتى في عمل الدنيا ابتغي به وجه الله .
تعامل مع والديك بأدب .. مهما كانت قسوتهما .. ثق أنك في عمل صالح وانت تحسن إليهما .
أشعرهماباهتمامك ..
أشعرهما بإكرامك لهما . .
أشعرهما بحبّك ..
قبّلهما . .
سلّم عليهما كلما خرجت أو دخلت ..
اهدهما هدية بين فترة واخرى . .
تبسّم لهما كلما رأيتهما أو جلست معهما ..
استشر هما ..
تاكّد أن والداك يشعران بالفخر وهم يرونك نافعاً إيجابيّاً في حياتك ونفسك .
المقصود يا أخي ..
لا تعش داخل دائرة المشكلة ..
لكن .. اخرج من دائرة المشكلة وانظر إليها من الخارج .. وابحث عن مداخل وثغرات في هذه الدائرة لتفتحها بخير ..
ثق بالله .. وابدأ .. والله يرعاك .
الإستشارات
المقالات
المكتبة المرئية
المكتبة الصوتية
مكتبة الكتب
مكتبة الدورات
معرض الصور
الأخبار
ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني