السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أنا فتاة في 23 من العمر... تعرفت على شاب قبل سنة.. كنا أنا وهو باختصار من عائلات محافظة... ونحن كذلك محافظين لكن لا أعلم كيف استطعنا فعل ذلك.. ربما كثرة المشاكل هو الذي دفعنا للابتعاد عنها.... المهم كانت علاقاتنا على الهاتف... يساعدني على تخطي تلك المشاكل بحلول لا تغضب الرحمن... وأنا معه كذلك... دائماً نساعد بعضنا على السلوك السوي لأننا لم نجد من نستطيع البوح له وطلب المساعدة..... وفي كلتا الحالتين دائماً ننصح بعضنا بالصلاة إذا واجهتنا مشكلة والدعاء لله وطلب العون منه.... وكذلك شكره عندما نسعد من أمر ما... ولكننا لسنا مرتاحين لتلك العلاقة المحرمة... ونحن نسعى للصلاح ورضا الله عز وجل.. بعد عدة شهور قال لي نحن يجب أن نتزوج كي تستمر حياتنا في رضا الله... فنحن نتساعد على رضا الرحمن لكننا واقعين في معصية بسبب علاقتنا... كلم والدته لأنه لا يستطيع محادثة والده لان والده شديد لا يستطيع احد أن يطلب منه طلب أو يناقشه في أمر هو أراده... والشاب بار بوالديه لا يريد غضبهما... والدته أخبرته أن والده متفق مع عمه على أن يزوجه ابنة عمه وهو لا يريدها... لأسباب كثيرة.. وقال لي لا دخل لك في الموضوع سأحاول أنا.... بعد أيام قليله طلبت منه الابتعاد مع أني لا أستطيع... فنحن كما ذكرت أننا لا نريد تلك العلاقة.. وفعلا اتفقنا على الصيام وكان ذلك في الحج.. والتوبة لله على ما كنا نفعله من محادثات... وأن ينير الله طريقنا ويثبتنا على الصلاح.. وطلب العون من الخالق فهو وحدة قادر على كل شيء.. علمت بعد فترة أنه حج... وتاب لله توبة نصوحة... وأنا كذلك تبت لله توبة نصوحة... لكن هو أرسل لي رسالة على الجوال وطلب مني انتظاره إلى نهاية العطلة الصيفية وهو سيسعى جاهداً... وأنا مازلت أنتظر.... مع أني دائماً أتقرب من الله عز وجل... وأحاول الابتعاد عنه.. لكني لا أستطيع الابتعاد عن حبه ولم أستطع الرضا بأي زوج يتقدم لي... فأنا لا أستطيع الزواج من رجل وقلبي معلق بآخر... وإن تناسيت ذلك... فأنا لا أعلم هل سيساعدني كما كان يساعدني من أحببته على السعي لرضا الرحمن... أريد نصيحة منكم...
الأخت الكريمة: ......
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..
جعلك الله من القانتات العابدات الحافظات للغيب بما حفظ الله...
جميل بك هذا الصراع النفسي..
وهذه المصارحة الذاتية مع النفس..
وأجمل من ذلك أن يكون لهذه المصارحة أثر إيجابي على الواقع والسلوك..
لا يزال في قلبك داعي الإيمان يهمس لك أن هذه العلاقة محرمة ولا تجوز..!!
وداعي الهوى يدعوك إلى الولوغ في هذا الحرام...!!
فأيهما تجيبين؟!
هل تجيبين داعي الفطرة الشفافة..
فطرة الطهر والعفاف..
فطرة الشرف والحياء..
التي تناديك بكل روحانية وعاطفة..
وتقول لك أنك على طريق الهلاك..!!
وداعي العقل..
يقف بحزم وهو يقول لك:
هل تضمنين أنه سيساعدك لو تزوج منك؟!!
أم تجيبين داعي الهوى والشيطان الذي يمنّيك بمتعة ساعة!!!
أختي الكريمة...
علاقة الحب التي تقوم على غير أساس صحيح تبقى وبالاً على أدعيائها..
حتى لو عاشوا سكرة الحب في لحظة فإنهم يعيشون شقائه في بقية عمرهم...
ألا ترين من نفسك كيف أنك تشعرين بلذة الوصال مع هذا الشاب..
ثم إنك حين ينقطع الوصال تعيشين الشقاء النفسي..
والتعب الروحي..
والكدر..
والهم والغم!!
وهكذا لا يزال الشيطان بكما يسوقكما عن طريق النصيحة والمساعدة حتى تقعان في شركه...
وإني - وربي - لك ناصح بأن الاستمرار في مثل هذه العلاقة يضعف في قلبك داعي الإيمان..
ويضعف بين جوانحك داعي الفطرة الطاهرة العفيفة...
حتى تنكرين من نفسك ما آلت إليه حالك ومآلك..
وقد وصفت - رحمك الله - أنك غير راضية عن هذه العلاقة وانك تعرفين أنها علاقة محرمة..
وها أنا أخبرك بسرٍّ في مثل هذه العلاقات..
فإنها تكون في ظاهرها نقيّة طاهرة..
فيها من الشفافية ما يسلب اللب..
لأن الشيطان لا يزال يزيّنها ويجمّلها... لأنه يعين على الحرام..
لكن انظري إليه كيف أنه يفسد علاقة الحب الطاهرة بين الزوجين!!
ويجمّل الحرام..
وهو مصداق قول الله تعالى عنه: "قال رب بما أغويتني لأزينن لهم في الأرض ولأغوينهم أجمعين"
فتأملي قوله "لأزينن لهم في الأرض"..
وهكذا لا يزال يستحكم الشيطان من قلبك وقلبه حتى يضعف أو يموت في قلبيكما داعي الله...
إن قلباً يمتلئ حباً أحق به أن يمتلئ بحب الله جل وتعالى..
الله الجميل..
الله العظيم..
الله المبدع..
الله الخالق المبدئ المعيد..
الله مالك الملك..
الحكيم العليم..
المانع المعطي..
أختي الكريمة..
لئن كان هذا الشاب يساعدك على تجاوز مشكلاتك..
فإن الله هو الذي قدّر عليك تلك المشكلات وهو القادر على أن يرفعها ويدفعها عنك..
أليس الله أحق بالتعلّق والحب؟!
بالله عليك ما يغني عنك هذا الشاب شيئاً لو أن الله قدّر أن لا تزول مشاكلك!!
إن الله يقدّر البلايا على عبده وأمته ليسمع منهما نشيج البكاء..
ليرى منهما أكفاً ضارعة..
وقلوباً به متعلقة...
ومن تعلّق بشيء وُكل إليه!!
فمن تعلّق قلبه بضعيف وُكل إلى هذا الضعيف - وما يغني عنه شيئاً - ومن تعلق قلبه بقوي عزيز عظيم حكيم رحيم عليم فقد تعلّق بعظيم.
وصيتي إليك أختي الكريمة..
1- أن تقطعي سبل الوصال بينك وبين هذا الشاب..
غيري رقم هاتفك..
أزيلي كل شيء يعلقك به..
رسالة..
بريد..
رقم..
عنوان..
اسم..
هدية..
2- أشغلي نفسك ووقتك بجهد مباح ولا تستسلمي للفراغ..
التحقي بدور التحفيظ...
استمعي للأشرطة والمحاضرات..
خططي لعمل وبرنامج دعوي لأهلك وبنات حيّك..
3 - لا تطرقي أماكن اختلاط الرجال بالنساء كالأسواق والأماكن العامة.
4 - اجتهدي في ستر نفسك بالحلال ولا تعلقي نصيبك في شخص معين فإنك لا تدرين حقاً هل تصفوا لكما العلاقة بعد الزواج أم لا!
وتذكري أن علاقة ما قبل الزواج هي علاقة وهمية خيالية يزيّنها الشيطان!!!
5 - إياك إياك والخلوة مع نفسك..
جاهدي نفسك أن لا تكوني في خلوة حين نومك أو يقظتك.
6 - حافظي على الصلاة في أوقاتها.
7 - أكثري من قراءة القرآن والذكر والاستغفار.
8 - انطرحي بين يدي ربك بالدعاء ولا تبخلي على نفسك بأن تعيشي متعة الدعاء.
9 - كوني قريبة من والدتك وصارحيها بما تجدين في نفسك. أو أختك التي تكبرك أو والدك.
10 - انظري إلى عواقب الأمور ومآلاتها، فانظري:
- هل ترضين أن يعرف أحد من اهلك طبيعة هذه العلاقة التي بينكما؟
فكيف ترضين أن يطّلع الله عليكما؟!
- ثم انظري عاقبة ذلك على ضيق نفسك وكدرك وشدة حزنك وولعك وولهك.. يشتد حزنك
عند الانقطاع، وتقلقين عند الوصال من افتضاح الأمر فحالك دائر بين همّ وقلق البداية وشقاء النهاية.
- ثم انظري إلى عاقبة ذلك في دينك من ضعف الإيمان وهوان المعصية في نفسك وقلة تعظيم الله، فإن قلباً تعلّق بشيء غير الله قلبٌ لم يتمكّن منه كمال التوحيد لله وتعظيمه...
- ثم انظري كيف لو أن واقع هذا الشاب حتّم عليه أن يتزوج من ابنة عمه ولا يتزوج منك، كيف يكون حالك، وكيف ستكون نظرته إليك حين يجد من ابنة عمه ما يغنيه عن وصالك، بل ويرى فيها الطهر والعفاف ما لا يراه فيك...!!
كل هذه العواقب والمآلات تحتم عليك أن تقطعي هذه الصلة بهذا الشاب...
ومن صدق مع الله يصدق الله معه..
ومن ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه.
فرّج الله همك ونفّس عنك كربتك وحفظك من كل سوء ودفع عنك السوء والفحشاء وجعلك من الهاديات المهديات.
الإستشارات
المقالات
المكتبة المرئية
المكتبة الصوتية
مكتبة الكتب
مكتبة الدورات
معرض الصور
الأخبار
ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني