الإجابة
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
وأسأل الله العظيم أن يختار لك خيرا ويكتب لك خيرا ..
أخيّة . .
الزواج ( مشروع حياة ) ، ولذلك قرار الزواج ينبغي أن يكون قراراً مسؤولاً ، والمسؤولية في القرار أن يكون قراراً مبنيّاً على الواقع كما هو لا على التوقّع .
بالتأكيد لن تجد الفتاة ، ولن يجد الشاب شريكا لحياته كما يتمناه بـ ( التفصيل ) لكن هناك أساسيات في الصفات والمواصفات كلما كانت كمتقاربة بين الطرفين كلما كان الاختيار أصوب .
من المفترض أنك واضعه أساسيات معينة في الخاطب ..
هذه الأساسيات مبنية على ( الأولويات ) .. رتّبي هذه الأساسيات حسب الأولوية عندك ..
ولاحظي أقول ( أولوية عندك ) بمعنى أن وجود هذه الأولويات أو اجتماعها بمجملها تشكل عندك حالة ( الرّضا ) والقبول للخاطب ..
لاحظي يا ابنتي أنك تقولين :
خلقه ..
دينه ..
سمعته ..
حبه لي ..
تعليمه ..
وظيفته ..
أشعر أنه أب ممتاز .
طيب جداً ..
متحفظ جدا في مسألة كشف الوجه ..
أخشى أن أتضايق أو أن لا أتقبل مسألة غطاء الوجه ..
لا أشعر بحب نحوه ..
شكله لم يقنعني ..!
لاحظي الصفات التي ذكرتيها عنه ، ثم لاحظي مواطن الحيرة عندك ..
ووازني بين الجهتين ؟!
هل مواطن الحيرة عندك تشكّل أولوية في اختيارك أم أن ما سبق من صفاته تشكل أولويّة في الاختيار !
الأولوية في الصفات والمواصفات يعني أن وجوده يسعدني وعدم وجود شيئ منها يوتّر حياتي !
وعدم الأولوية في الصفات والمواصفات .. أنها قابلة للتغاضي والمرونة ويمكن تقبّل عدم وجوده في مقابل وجود صفات أولوية بالنسبة لي في الخاطب !
أخيّة . .
لا تدخلي حياتك بتردد ، أو تبني قرارك بتردد !
ودعيني أتحدث معك في مسألة غطاء الوجه ..
لو سألتك :
أيّهم أفضل : تغطية الوجه أو كشف الوجه ؟!
بغض النظر عن الحكم الشرعي والفقهي .. وبغض النظر عن الأشخاص أنت أو غيرك ..
إنما هو سؤال عن ( الفكرة ) .. كشف الوجه بالنسبة للمرأة أفضل أم الغطاء ؟!
أعتقد ياابنتي ..
لا يختلف اثنان في أن الأفضل هو ( تغطية المرأة وجهها عن غير المحارم ) .
بغض النظر عن العادات والتقاليد ومااعتاد عليها أسرنا ..
إنماأريد أن أصل لك بفكرة :
هل خاطبك في هذه النقطة : يطلب الأفضل أم هو يطلب شيئا مفضولاً ؟!
كون أنه يطلب الأفضل .. فهل هذا شيء يثير الحيرة ؟!
عموما ..
كما قلت لك ، ضعي في اعتباراتك :
- أن الفتاة لن تجد الشاب الذي يكون لها بـ ( التفصيل ) كما رسمته لنفسها .
لابد أن هناك جوانب تقبل المرونة وجوانب لا تقبل المرونة .
- حدّدي أولوياتك ( بدون مثالية ) وبدون ( مراعاة رغبات الآخرين ) حددي أولوياتك أنت في الخاطب ، ولو كانت عند الآخرين غيرمنطقية .. أنت أعرف الناس بنفسك .
- وازني بين هذه الأولويات وبين غيرها من الصفات والمواصفات .
- لا تدخلي حياتك بفكرة ( سأغيره ) أو ( يمكن أتقبله ) .. ادخلي حياتك على أساس ( الرّضا ) بمعنى أن يكون مستوى الرّضا عن الخاطب أعلى من مستوى عدم القبول له عقليا ونفسيّاً .
- مسألة غطاء الوجه .. تشاوري فيها مع أهلك .. لا تشاوريهم ليعزّزوا موقفك ..
إنما شاوريهم لتعرفي موقفهم وتعرفي تقبلهم لهذاالأمر ..
ولتقيسي قدرتك النفسية والاجتماعية في التأثير على من حولك والتأثّر بهم ما لو اقتنعت بفكرة تخالف فكرة البيئة المحيطة بك .
- هناك نقطة مهمة في صناعة القرار والاختيار وهي نقطة ( الاختلاف ) شيء طبيعي جداً أن يكون الخاطب مختلفا عنك حتى في طريقة تفكيره واهتماماته ..
أولاً : لاختلاف الجنس بينكما وقد قال : ( وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى ) [ آل عمران " 36 ] .
وثانياً : لاختلاف طبيعة النشأة والتربية .
الأهم هو البحث عن نقاط الاتفاق أو التوافق بينك وبينه ، وتقليل نقاط الاختلاف .
وأن يكون عندك التهيئة النفسيةوالمهارية للتعامل مع طبيعة الاختلاف في مستقبل حياتك .
والله يرعاك ؛ ؛ ؛ ؛
01-12-2015