هل تؤيد فكرة سفر الزوج للعمل من أجل تحسين الاوضاع المادية لاسرة- و بقاء الزوجة و الابناء بعيدا عنه؟ و ما تأثير غياب الزوج على الزوجة و الابناء؟ هل هو فعلا لصالح الاسرة ام انه سبب لتفكيكها؟

 وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته . .
 وأسأل الله العظيم أن يديم بين كل زوجين حياة الود والرحمة ..
 
 أخيّة . .
 الرجل بطبيعته يرى ذاته ويجد قيمته من خلال ما يُنتج . .
 من خلال ما يُنجز من عمل . .
 سيما لو كان متزوجاً وعنده من مسؤوليات الزوجة والأولاد فهو في العادة يصارعها شعور إثبات الذات من خلال توفير  الحياة الكريمة لزوجته وابنائه .
 لذلك نجد أن هناك  ظاهرة ( اغتراب الزواج ) لطلب الرزق والمعيشة والبُعد عن أهله .
 
 والحقيقة أن هذا ( الاغتراب ) بسبب الكسب وطلب الرّزق  يبالغ فيه بعض الآباء والأزواج حتى يظنون أن الرّزق مكتوب من ذات أنفسهم ... والله تعالى يقول : " إن الله هو الرزّاق ذو القوة المتين " .
 ويجهل بعض الآباء أن الأبناء يحتاجون من أبيهم ان يعيش معهم أكثر من أن يعيش من أجلهم . .

 نعم .. البُعد والاغتراب بالطبع يؤثّر على العلاقة  بين الزوجين كما يؤثّر على الأبناء من حيث التربيةوالنفسيّة والسلوك .
 لكن إن وجد الزوج زوجة متفهّمة واماً رؤومة راعية لأبنائها حق الرعاية فإن ذلك مما يهوّن مثل هذه الآثار الانعكاسيّة .
 وعلى مثل هذه الزوجة التي قدّر الله عليها أن يكون زوجها مغترباً .. أن تُشعر زوجها بأهمية وجوده بينهم .. وفي نفس الوقت تُشعره بالأمان في حال غيبته وأنها على العهد والحفظ كما قال الله في وصف الصالحات ( حافظات للغيب بما حفظ الله ) بحيث أن هذا  الشّعور يدفعه في مستقبل الأيام إلى أن يفكر جديّاً أن يكون أقرب إلى زوجته وابنائه سيما وهو يرى أثر تربية أمهم لهم على الخير وبالخير . .

 وإنّي هنا أقول لك لكل زوج  يسافر لطلبل الرّزق ..
 ماذا على الزوج لو اصطحب أهله وابناءه إلى حيث يسافر أو يغترب ؟!
 فإن لم يمكن .. فليخفّف من فترات الغياب عن أهله وابنائه  !!
 وإلاّ فليبحث عن عمل ورزق في مكان يجمع بينه وبين أبنائه حتى ولو لم يكن دخله بذاك الدخل العالي ..
 إذ يكفي أن يُرزق الانسان الكفاف  ، ويعيش مع أهله وأبنائه .. ويستثمر في تربيتهم ورعايتهم ..
 فإن الاستثمار في الأهل والأبناء أجدر وأولى من الاستثمار في المال  . .

 أسأل الله العظيم أن يكفينا بحلاله عن حرامه وبفضله عمن سواه .

 أجاب عليها : أ. منير بن فرحان الصالح .