الإجابة
وعليكم السلام ورحمةالله وبركاته ..
وأسأل الله العظيم أن يختار لك خيرا ، ويكتب لك خيرا ..
أخي الكريم ..
قرار الزواج ينبغي أن يكون قراراً مسؤولاً ،وليس قراراً عاطفيّاً ..
قرارا مبني على أسس ومعطيات واضحة بالنسبة لك في شريك حياتك في أدبها ودينها وأخلاقها وتعليمها ونحو ذلك ..
هناك ايضا جانب مهم في صناعةالقرار ،وهو جانب ( الرّضا ) عن المخطوبة ..
إذا كنت لا تجد في نفسك ( رضا ) و ( قبول ) لهذه الفتاة .. فلماذا أنت تلزم نفسك بها ؟!
ما الذي يحوجك إلى أن تجبر نفسك على أمر لا ترغبه ؟!
من الخير لك ولها ..
أن تتركها لتبحث هي عن نصيبها وتبحث أنت عن نصيبك .
إذا كنت تحبها ، وتجد نفسك راغبة فيها ، فمنالأفضل لك أن تنسى الماضي !
لأن الماضي أبداً لا يمكن محو ما كان فيه من أحداث ..
حتى أنت في الماضي تقول عن نفسك أنه تيسرت لك ( سبل الخطيئة ) !
هي مثلك .. تيسّرت لها وضعفت !
وأنت لم تضعف ...
فاحمد الله على ذلك وتأمّل عظيم نعمةالله عليك ، فإن عدم وقوعك في الخطيئة ليس لقوّة في تديّنك إنما هو اختيار الله لك ..
وقوعها في الخطأ لا يعني أنها سيئة ..
إنما يعني أنها أخطأت ..
والمخطئ قد فتح الله له باب ( التوبة ) والتوبة من أعظم المقامات بين العبد وربه ..
فكيف تضخّم في حسك وشعورك ( وقوعها في الخطأ )
ولم يتضخّم في حسّك ( توبتها ) وهي في مقام عظيم مع ربها ؟!
هذا نوع من عدم التوازن في التفكير ..
إذ أنه ينبغي أن ننظر للبر والحسنة بنظرة الإكبار والإعجاب ..
وأن ننظر للخطيئةوالسيئة بنظرة الستر والنصح والرحمةوالتسامح .
الذنب - أحياناً - قد يكون فاتحة خير للإنسان ..
غذ يفتح له باباً للتوبةوالندم والاستغفار والتحسّن .. ونحو ذلك .
كان جملة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم على الكفر قبل الإسلام ، ولاذنب أعظم واشنع من الشرك والكفر .. ومع ذلك لما تابوا واسلموا اصطفاهم الله لصحبة نبيّه صلى الله عليه وسلم ..
أفلا نتعلّم من رحمة الله أن نتراحم فيما بيننا ..
ونتآلف !
أخي الكريم ..
الشعور الذي يصيبك ناشئ عن الفكرة ..
فقط لا تفكر أو تسترسل مع الفكرة السلبية ..
أو حسّن هذه الفكرة السلبية ..
فإذا طرأ على بالك فكرة أنها كشفت شيئا من جسدها ..
فقل هذاالكشف كان سببا في أن كشف الله لها طريق التوبة وفتح لها بابا من أبواب الرحمة ...
فانظر للمشكلة على أنها كانت فرصة تحوّل ونقطة تحوّل .
أكرر عليك أخي الكريم :
- إمّا أن تنظر للماضي على أنه أمر لا يمكن محوه . وتنشغل بالحاضر .
وتلاحظ أن التفكير في الماضي لا يغيّره لكنه يغيّر حاضرك بالتوتّر والعصبيّة ، ومع ذلك لا يتغيّر الماضي .
- أو أنك تترك لهذه الفتاة مجالاً أن تختار نصيبها من غيرك ، وتبحث أنت عن نصيبك .. فلعل الله أن يكتب لك نصيباً أفضل .
والله يرعاك ؛ ؛ ؛
18-08-2015