أخاف من المرض والموت .. لحد الوسوسة

 

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فتاة عمري 26 مشكلتي هي الخوف لدرجة ان الخوف اصبح ياثر بشكل كبير على سلوكياتي الحياتيه اولا :لدي خوف من المرض حيث انه اي الم بسيط احس به يجعلني اخاف واوسوس بانه ربما يكون هذا الالم هو مرض خطير واحس مباشرة بالياس من الحياه . ثانيا : احس بالخوف من الموت حيث انه خلال الاسبوع الماضي كانت لدينا فالعائله 3 وفيات الوفاة الاولى ابن عمتي وعمره 40 سنه توفي وفاة مفاجاه وهو نائم... الوفاة الثانية رجل يبلغ من العمر 60 عاما وكان يعاني من فشل كلوي ... الوفاة الثاله جدتي وهي امراة مسنه .... هذه الوفيات وبالخصوص الوفاة المفاجاة لابن عمتي جعلتني في حالة خوف وهلع من الموت ... لدرجة انني اصبحت اخاف من النوم .... علما بانني والحمدلله مداومه على الصلاة والاذكار والاستغفار ...ودائما افكر بالموت وعذاب القبر والبعث وغيره وغيره... ثالثا: الخوف حتى من الطائرة . رابعا: الخوف من الرعد والبرق ... وهذا الخوف لدي منذ طفولتي .... ومن يومين تقريبا حلمت بان ابنتي صدمتها سيارة ... فقمت من نومي ابكي ... ولا اعرف ماتفسير هذا الحلم ام انه كابوس بسبب خوفي من الموت وماشابه ذلك ارجو مساعدتي اصابني اكتئاب نفسي شديد وخوف دائم شعور مستمر بالخوف والقلق ... وعصبية شديده جدا وياس من الحياة اصبحت لا احب الخروج ولا الاختلاط دائما اريد الجلوس لوحدي ...احس بانه الحياة لا فائدة منها وانه فالنهايه ساموت ... رجاءا ساعدوني

13-07-2010

الإجابة

 وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
 واسأل الله العظيم أن يملأ قلبك يقيناً به وأماناً بحبّه ..

 أخيّة ..
 الخوف شعور طبيعي في كل إنسان ، وهو شعور وقائي له دور في وقاية الإنسان - بإذن الله - من الوقوع فيما لا يحب أو يكره .
 لكنه يبقى في حدود أنّه لا يؤثّر على الإنسان لمرحلة الوسوسة أو سوء الظن .
 الخوف الذي له ما يبرره ينبغي أن يكون في حدود بحيث لا يمنع الإنسان من خير . أو يوقعه في الإثم .
 إننا نقرأ في قصّة موسى عليه السلام لما أمره الله بالذهاب إلى فرعون  قال موسى : " إنّي أخاف أن يقتلون " موسى عليه السلام هنا تذكّر  أنه قتل من قوم فرعون رجلاً ثم خرج من مصر خائفاً يترقّب وكاي إنسان يخالطه الخوف حين يؤمر أن يذهب إلى القوم الذين قتل واحداً منهم .
 خوف موسى عليه السلام خوف طبيعي ( بشري ) لكن هذا الخوف لم يمنع موسى عليه السلام من العمل  إنما طلب من الله أن يرسل معه أخاه هارون .
 
 المقصود أخيّة ..
 أن الخوف الذي يمنع من عمل خير أو يوقع في الإثم لا يعتبر خوفاً طبيعيّاً .

 أخيّة ..
 المؤمن الصّادق يؤمن بيقين أنه لا يقع شيء  إلاّ بأمر الله .
 قال صلى الله عليه وسلم : " واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلاّ بشيء قد كتبه الله لك . وان اجتمعوا على أن يضرّوك بشيء لم يضرّوك غلاّ بشيء قد كتبه الله عليك . رفعت الأقلام وجفّـ الصحف "
 لاحظي قوله ( رفعت الأقلام وجفّت الصّحف ) .  فالخوف لن يُعالج المرض ، ولن يمنع أعراضه بل يزيد الألم ألماً .
 الآن عمرك ( 36 ) سنة .. ولا شك أنك مررت بفترات  ابتلاك الله فيها بشيء من المرض .. ثم ذهب المرض بمدافعته بالعلاج وحسن الظن بالله . هل ترى يا أخيّة .. اصابك في مرضك ما كنتِ تخافين منه ؟!
 إذن لماذا الخوف ؟!
 " قل لن يصيبنا إلاّ ما كتب الله لنا "
 حين نصاب بالمرض .. نحن أحوج أن نكون أكثر تفاؤلاً بالله  .  ونحسن الظن بالله أنه يشفينا ويعافينا .
 لأن الخوف مع المرض يزيد من المرض . بل إن هناك دراسات طبيّة تثبت أن الخوف من المرض يولّد أمراضاً أخرى لم تكن لولا الخوف  !
 لذلك .. من أهم أسباب العلاج لي مرض هو عدم الخوف .. الاستقرار النفسي .. حسن الظن بالله .
 فإن الله يقول : " أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ماشاء "  فماذا تظنين بربّك ؟!
 من ظنّ أن الله يعافيه ويشفيه فإن الله  يعافيه ويشفيه ..
 ومن ظن بربّه غير ذلك فإن الله يبتليه على قدر ظنه بربّه .

 أمّا الموت فهو أجل محتوم ..
 بمعنى أن الموت هو مصير كل مخلوق ... سواء خاف من الموت أو لم يخف .
 فكلّنا صائرون إلى الموت . الأنبياء والصالحين  ممن سبقوا كلهم ماتوا وهم أشرف وأعز على الله  ومع ذلك ماتوا ..
 أخيّة ..
 الموت هو لحظة تفصل بينك وبين لقاء الله .
 والمؤمن من اشد الناس شوقاً إلى لقاء الله . ولذلك قال صلى الله عليه وسلم : " من أحب لقاء الله أحب الهل لقائه ومن كره لقاء الله كره الله لقائه " .
 مشكلتنا أننا نظن أن ( الموت ) نهاية !
 والموت في الحقيقة هو ( بداية ) لحياة جديدة تختلف عن الحياة الدنيا ..
 حياة فيها القرب من الله والأنس به وبنعيم الجنة بالنسبة للمؤمن .
 حتى ننظر للموت بنظرة متزنة يلزمنا أن :
 - نحسن العمل .
 - نحسّن علاقتنا بالله  .
 - نستشعر القرب منه والأنس به .
 لأن من حسنت علاقته مع الله في الدنيا اشتاق إلى الله .
 بعد الموت الانسان سيلحق بمن مضى من أهله سيجد هناك من سبقوه من الأحباب والأصحاب ، ومن قبلهم سيجد الحبيب صلى الله عليه وسلم والرعيل الأول .
 نعم هذا المؤمن بعد موته سيجد كل هؤلاء .. فلماذا نخاف من الموت  وهو الذي بواسطته سننتقل من دار إلى دار ومن حياة إلى حياة !!

 نعم .. لأننا ألفنا العيش في الحياة الدنيا ، وتعوّدنا على أهلينا وأبنائنا .. فإننا نجد  في نفوسنا شعوراً قاسياً نحو الموت ..
 هكذا كل إنسان لا يتمنى أن يموت .. لكن أن يبقى هذا الأمر في حدود الأمنيات يعتبر أمراً معقولاً لكن أن يتجاوز ذلك إلى أن يمنعنا  عن الايجابيّة والعمل وحسن الظن بالله  فذلك يعتبر انحراف في الشعور تجاه الموت .
 كلما  جاءك خاطر الموت أو ذكر الموت .. فتذكّري أنه لحظة تفصلك عن لقاء الله .
 افزعي إلى الصلاة ..
 اكثري من  الاستغفار ...
 وتفاءلي .

 صدقيني يا أخيّة ... لو قُدّر لنا أن نسأل من مات من أقاربنا المؤمنين : هل تحبون أن ترجعوا إلى الدنيا . فإنهم سيجيبون أن ( لا ) لما يجدونه من اللذّة والنعيم في حياتهم الأخرى .
 
 أخيّة ..
 الخوف من الطائرة والمرتفعات .. هو نوع من الخوف الطبيعي  . ومع ذلك  جيّد لو أنك ذهبت إلى مرشدة اجتماعيّة  لتطبيق بعض الاستراتيجيات التي  تخفّف عندك من هذا الشعور .
 
 بالنسبة للمنامات والرؤى .. فإن النبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا أن الانسان قد يرى في منامه ما يحزنه ويزعجه . وبيّن  لنا أن هذا من الشيطان ولن يضر الانسان ما رأى ..
 قال صلى الله عليه وسلم : " الرؤيا الحسنة من الله ، فإذا رأى أحدكم ما يحب فلا يحدث به إلا من يحب ، وإذا رأى ما يكره فليتعوذ بالله من شرها ، ومن شر الشيطان ، وليتفل ثلاثا ، ولا يحدث بها أحدا ، فإنها لن تضره   "
 فتأمّلي :
 - يستعيذ بالله من شرّها وشر الشيطان .
 - يتفل عن يساره ثلاثاً .
 - لا يحدّث بها أحداً .
 والنتيجة : ( لن تضرّه ) .

 أخيّة ...
 تصالحي مع نفسك . امنحيها فرصة أن تخرجي إلى الناس أن تعيشي معهم بطبيعتك . وأن تتيقّني بيقين أنه لا يكون شيء إلاّ بأمر الله . وأن حرصنا أو خوفنا لن يدفع شيئاً قدّره الله وأمر به .
 " إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون " !
 وها أنتِ تلاحظين أن انعزالك  لم يدفع عنك الخوف .. بل زاد عليك القلق والاكتئاب والتوتّر .
 جرّبي أن تخرجي ..
 أن تعيشي اليقين ..
 وأن تتركي المجهول لما يقدره الله .. وثقي أن الله ( رحمن رحيم ) لا يقدّر على عبده أو امته إلاّ ما فيه خير له حتى ولو كان مؤلماً .. لكن هذا هو الخير له .
 ألا تجدين أن بعض الناس ربما يوقّع على عملية بتر ساق ولده أو يده .. هو يوقّع لأنه يدرك أن الرحمة به أن تُبتر يده او قدمه حتى لا ينتشر المرض في بقيّةجسمه ..
 وهكذا - ولله المثل الأعلى - قد يقدّر الله على عبده أو أمته بعض ما يُؤلم لأن في هذاالقدر رحمة به وما على العبد إلاّ أن يقول " أمنت بالله " .

 أكثري من قراءة القرآن ..
 أكثري من قراءة سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم .. وعيشي مع حياته لحظة بلحظة .
 وأكثري من الاستغفار .. فإن النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " من لزم الاستغفار جعل الله له من كل همّ فرجا ومن كل ضيق مخرجاً ومن كل بلاء عافية "

 أسأل الله لك العفو والعافية .
 

13-07-2010

استشارات اخرى ضمن استشارات التربية الأسرية


 

دورات واعي الأسرية


 
 

إستطلاع الرأي المخصص لهذا اليوم!


هل ترى أهمية لحضور دورات عن العلاقة الخاصة بين الزوجين :

    
    
    
    
 

ناصح بلغة الأرقام


4008

الإستشارات

876

المقالات

35

المكتبة المرئية

24

المكتبة الصوتية

78

مكتبة الكتب

13

مكتبة الدورات

444

معرض الصور

84

الأخبار

 

إنضم إلى ناصح على شبكات التواصل الإجتماعي


 

حمل تطبيق ناصح على الهواتف الذكية


 

إنضم إلى قائمة ناصح البريدية


ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني