الإجابة
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
وأسأل الله العظيم أن يديم بينكم حياة الودّ والرّحمة ..
أختي الكريمة ..
لا يمكن بأي حال أن نعيش في معزل عن النّاس ، فوجود الناس ووجودنا بين الناس أمرٌ لايمكن التحرّز منه .
وفي حياتنا الزوجية لا يمكن أن نعيش في معزل عن المنظومة العائلية ، فأهل الزوج لهم وجود وأهل الزوجة لهم وجود والأقارب من الجهتين .
مما يعني وجود طبائع ونفسيات وثقافات وأنماط متعددة ، وقد تكون في بعضها متصادمة !
وهنا .. ليس الحل هو أن تتغيّر الظروف أو الأشخاص من حولنا لنعيش سعداء !
بل الحل : أن نفكّر نحن كيف نتغيّر بطريقة صحيحة لنتعايش مع واقعنا بمتعة .
ومن الأمور التي تعيننا علىالتعايش :
- أن أفرّق بين تصرّفي وتصرّف الآخرين .
فتصرّفي يعنيني ، وتصرف الآخرين يعنيهم ولا يعنيني !
حين تقولين : ( هي تستفزّني ) !
أنت في الحقيقة لا تستطيعين أبداً أن تفرضي عليها أن تتصرف بالطريقة التي تعجبك ..
لكن بإمكانك فعلاً أن تغيّري نظرتك وتفسيرك لأي موقف يصدر منها ، فلا تفسّريه بطريقة سلبيّة !
لاحظي أن المسؤول الأول عن مشاعرنا هي أفكارنا وطريقةتفكيرنا وردّة فعلنا تجاه المواقف ..
ماذا لو أنّ: اعتبرت تصرفات والدة زوجك على أنها تصرفات بدافع الحب ، حتى ولو كان تعبيرها عن حبها خاطئا ، لكن دافعها بريء وطاهر ..
وليس دافعهاالاستفزاز !!
حين تفكّرين بأن دافعها الاستفزاز .. ستشعرين بتشنّج مشاعرك تجاه أي موقف يصدر منها .
لكن لو تغيّرت فكرتك في طريقة تفسير مواقف والدة زوجك فستشعرين أنه بالإمكان التعايش مع تصرفاتها ويمكن تقبّلها في إطار فكرة إيجابيّة .
أخيّة ..
من قديم .. كان بعض الشعراء يتغزّل في القمر .. وبعضهم يهجو القمر !
والقمر على حاله ..
لا يهتم لهم !
صحيح أنه جماد ليس فيه مشاعر ..
لكنه يعطينا عبرة ..
لا يمكن أن نفقد رونقنا وجمالنا ما دمنا لا نعطي انتقادات الآخرين بالاً ، سيما وأنها غير واقعيّة ..
أنت تعرفين مننفسك الجمال والأدب..
فحين تسمعين من اي أحد نقدا لجمالك وأدبك يخالف الواقع ..
فإن تأثّرت فهذا يعني .. أن عندك مساحة ضبابية في جانب ثقتك بما تملكين .
وإن لم تتأثّري .. بمعنى لم تعطِ الأمر بالاً .. فأنت تضيفين لنفسك جمالاً وأدباً برصيد إضافي .
يُذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو الإنسان الممتلئ بالإنسانية والمشاعرالطاهرة ، كان يسمع - ربما - بشكل يومي السب والشتم والاتهام بالكذب والسّحرو الجنون !
فكان يحزن صلى الله عليه وسلم ، لا لأنهم يحاربوه ويشتموه ، وإنما لأنه يأسف على حالهم أن يستمرّوا في غيّهم فيعاقبهم الله .
وكان صلى الله عليه وسلم يسلّي نفسه ويعلّمنا كيف نسلّي أنفسنا في مثل هذاالمواقف ، فكان يقول : عجبت كيف يصرف الله عنّي اذى قريش ، يدعونني مذمّماً وأنا محمد !
لاحظت قوّة الثقة ..
هو نظر لنفسه وما يملك ولم ينظر لقولهم تجاهه ..
يدعونني مذمّماً ، وأنا محمد !
فحين تسمعين كلاماً ينتقص من جمالك ..
فالتفتي لنفسك لا إلى ما يقولون .. وعيشي فرحتك بنفسك وما تملكين .
أخيّة ..
من الأمور المهمّة في التعايش مع والدة الزوج ..
هو أن تجعلي هدفاً منأهدافك : أن تكسبي والدة زوجك !
فلا تفكّري ابداً باي طريقة أو فكرة تبعدها عنك أو تبعدك عنها ، أو بطريقة ( اكتفي شرّها ) إنما فكّري بطريقة : كيف أكسبها .
واجعلي هذاالهدف تحدٍّ في حياتك ..
وتأكّدي تماماً ..
أنك متى ما كسبت والدة زوجك فأنت قد كسبت زوجك أيضاً .
الأم في حياة كل إنسان .. هي الثّابت في حياته ولا يمكن لعاقل أن يتخلّى أو يؤذي أمه لأجل سعادة نفسه ، مهما كان تصرّفها .
لذلك ..
- لا تشتكي والدة زوجك لزوجك ، فإن ذلك مع الوقت يحزنه ، وربما فتح عليك جبهة أخرى لمشاكل أنت في غنى عنها .
- أحسني السؤال عنها ، والاتصال بها وكسب قلبهابالهدية والكلمة الطيبة .. ودائما ناديها بـ ( أمي ) أو ( ماما ) كما تعوّدت أن تنادي أمك .
- لا تذكري والدة زوجك عند أهلك إلا بخير ..
في بعض نزهتك مع زوجك تعمّدي أن تناديوالدة زوجك لتشارككم .. لا تتُشعريها بالممانعة إنماأشعريها بالترحيب والتقبّل والفرح ..
الممانعة تزيد من عنادها .
وحين تشعريها بالتقبّل لا تشعريها بروح الاضطرار إنما بروح الرغبة والاستشعار أن في إكرامها بركة على حياتك مع زوجك لأنها ( أم ) .. فإكرامها بركة عليك وعلى زوجك .
- اقترحي على والدة زوجك أن يكون بينك وبينها عمل مشترك .
واحرصي أن يكون هذاالعمل مشترك بينك وبينها عمل تثقيفي أو إيماني ..
كأن تقترحي عليها فترةالمساء أو بعد المغرب كل يومين تقرئين معها كتاباً في السيرة أو تقرئين معها صفحات من القرآن .. وهكذا .
هذاالعمل المشترك يعمل نوعاً من التوأمة النفسية بينك وبينها ..
أكثري لها ولنفسك ولزوجك من الدّعاء ..
ودائما تذكّري : لايمكن أننعيش في معزل عن الآخرين لكن يمكن أن نتعايش معهم .
والله يرعاك ؛ ؛ ؛
22-03-2015
السؤال :
جزاكم الله خيراً ونفع بكم على هذه النصيحة .. سأعمل بها بإذنه تعالى .. وأسأل الله لي ولكم السعادة في الدنيا والآخرة
الاجابة :
بارك الله فيك واسعدك
المجيب : أ. منير بن فرحان الصالح