الإجابة
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
وأسأل الله العظيم أن يختار لك خيرا ويكفيك شرّ كل ذي شر ..
أختي الكريمة ...
في الطلاق خاصّة ..
علّمنا القرآن تربية عظيمة للنّفس في مثل هذا الظرف والمنعطف النفسي الحرج بالنسبة للمرأة وللرجل أيضاً .
علّمنا القرآن أن نتخلّص من أيّ تعلّق نفسي أو أمل بالمخلوق إلى التعلّق بالخالق ، وحسن الظن به .
فقال في سورة الطّلاق : ( فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّهِ ذَلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا ) [ الطلاق : 2 ]
لاحظي قوله : ( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا ) وهذا انتقال بالنّفس من حال الاستغراق في اللحظة الحاضرة إلى حال رفع الأمل والثقة واليقين بما عند الله من خلال تعديل اتجاه البوصلة من التفكير في ( الطليق ) إلى العمل بما يُرضي الله ويحقق التقوى في النّفس من حسن الظن واليقين .
لاحظي قوله ( يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا ) يعني تكفّل الله بأن يجعل له مخرج ..
وهو سبحانه الذي وسع علمه كل شيء يعلم ماهو المخرج الأنسب والألطف بعبده أو أمته .
والمقصود أن ( المطلقة ) لا يجدر بها أن تنشغل بالتفكير أو المبالغة في متابعة طليقها اين ذهب ، وماذا قال ولماذا فعل ..!
لأن مثل هذه المتابعة لا تزيد المطلقة إلاّ ألماً وتحسّراً ، وربما يضعف في قلبها اليقين وحسن الظن بالله .
لذلك أخيّتي ..
نصيحتي لك ..
تفرّغي الآن لنفسك ..
فالطلاق فرصة لإعادة ترتيب الحياة الخاصة بك من جديد ..
سواء مع ذاتك أو مع أطفالك إن وُجد ..
أو مع قراباتك وأهلك ونحو ذلك ..
أمّا السؤال : لماذا المطلّق لا يفكر بالزواج مرّة أخرى !
فالذي يستطيع أن يُجيب عن هذا السؤال بدقّة هو صاحب الشأن ، لأنه أعرف بحال نفسه .
ما ذكرته من أسباب هي مجرّد ( توقّعات ) لا أكثر ..
قد يكون يرفض الزواج ..
لضعف ثقته بنفسه !
لخوفه من أن يكرر تجربة في نظره تجربة فاشلة !
قد يكون مريضا .. قد وقد .. وكل هذه توقعات لا أكثر .
أسأل الله العظيم أن يرزقك برد اليقين .
والله يرعاك ؛ ؛ ؛
03-02-2015