الإجابة
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
وأسأل الله العظيم أن يشرح بالإيمان صدرك ، وأن يوسّع رزقك ويصلح لك زوجك وولدك .
أخي الكريم ..
المشاعر التي نشعر بها ليست وليدة اللاشيء !
نحن نخطئ حين نركّز النظر باتجاه مشاعرنا وننتظر أن تتغيّر هذه المشاعر .
المشاعر يا أخي كالحب والكره والاحباط والألم النفسي ونحو ذلك .. كل هذه المشاعر مرتبطة بالتفكير أو ( الفكرة ) ..
الفكرة التي تفكّر بها تنعكس على مشاعرك ..
حين تفكر بأن أولادك لا يهتمون .. فقط أنت لتلبية طلباتهم .. زوجتي لا تهتم بي ..
هذه أفكار .. بالطبع من يفكر تجاه أهله وأولاده بهذه الفكرة فلن تكون مشاعره مستقرة أو جميلة لأن الأفكار مؤلمة ..
لكن ماذا لو كانت الفكرة :
أبنائي هو ثروتي في حياتي ...
زوجتي تهتم بأولادي وتسد نقص عدم وجودي مع أولادي ..
هم يستحقون مني الحب والشّكر ..
بالطبع هذه الأفكار ستعطي مشاعر جميلة .
لذلك فقط الحل ..
أن تركّز نظرك تجاه ( أفكارك ) .
أفكارك هي المسؤولة عن مشاعرك ..
إذا قلت : كيف أتغيّر ..!
أقول لك : غير وحسّ، فكرتك تجاه أبنائك ، تجاه زوجك أنظر للجانب الايجابي في أبنائك ..
ربما أنك تعيش نوعا من قلّة ذات اليد أو ضعف الدخلالمادي ، وتشعر أن كثرة طلباتهم تحرجك ..
فقط تبسّم .. وثق أن كل أحد خلقه الله فقد تكفّل برزقه ..
كل ما عليك فقط أن تصرف عليهم على قدر الميسور والمتيسر لك وفي حدود طاقتك .
ولابد أن تُفهم زوجتك وأولادك وضعك المادي بطريقة لبقة بحيث يكون هناك تعاون من الجميع .
أخي الكريم ..
وجود الأبناء في حياتك .. هو الذي ألبسك شرف ( الوالد أوسط أبواب الجنة ) .
أنت بلا أبناء .. لا تملك هذا الشرف ..
لذلك دائمااتجه بتفكيرك نحو الأشياء الايجابية والجميلة في وجود أولادك وزوجتك في حياتك ..
حسّن علاقتك مع الله .. سيما ( الصلاة ) ..
فإن الله أخبر أن الصلاة لها تأثير على ضبط التوتّر النفسي عند الشخص فقال : ( إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا . إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا . وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا . إِلَّا الْمُصَلِّينَ ) [ المعارج 19 - 22 ] .
فتأمل كيف وصف حالة التوتّر النفسي عند الإنسان .. ثم استثنى ( المصلين ) من هذاالتوتّر النفسي .
لذلك اهتم بعلاقتك مع الله الذي بيده كل شيء .. واحسن صلاتك تستمتع بحياتك فـ ( الصلاة نور ) .
أخي الكريم ..
اجعل لك نصيب في عمل تطوعي ضمن مجموعة عمل سواء في السعودية أو في بلدك الأصلي حين تكون هناك ..
هناك مراكز الخدمة الاجتماعيّة .. اطلب منهم أن يشاركوك في وقت من يومك أو اسبوعك في بعض البرامج والأعمال الاجتماعية التطوعيّة ..
ستجد المتعة ..
ستجدرك حجم النعمة التي تعيشها ..
ستدرك أن إدخال السرور والسعادة على الآخرين ينعكس عليك بالسرور .
سيما أولادك وزوجتك ..
أكثر من التسبيح . فإن الله قرن بين التسبيح و ( الرضا ) ..
فقال : ( وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آَنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى ) [ طه : 130 ] .
عوّد لسانك التسبيح في الليل والنهار .
أجعل لنفسك ورداً من القرآن .. نصف ساعة قبل النوم لقراءة القرآن أو عشر دقائق قبل كل فريضة أو بعد كل فريضة لقراءة القرآن .
القرآن يشرح الصدر ..
اتلوه واستشعر أنك تتكلم مع الله .. واستأنس بلقائك مع الله .
وأكثر من الدعاء ..
والله يرعاك ؛ ؛ ؛
03-09-2014