زوجتي مصرّة على طلب الطلاق وترفض الصلح !

 
  • المستشير : عبدالله
  • الرقم : 3804
  • المستشار : أ. منير بن فرحان الصالح
  • القسم : استشارات فقه الأسرة
  • عدد الزيارات : 22309

السؤال

السلام عليكم... مبدئيا أعتذر على الإطالة و لكن بعض التفاصيل ربما تكون مهمة. أنا رجل متزوج منذ 5 سنوات و لى طفل يبلغ من العمر 4 سنوات. و زوجتى متدينة و من عائلة طيبة. و منذ أن تزوجت و أنا أعيش فى السعودية و نقضي إ جازاتنا فى مصر كل عام. عندما تقدمت لخطبة زوجتى اشترطت عليها و على والدها أن قرار عملها بيدى حتى لو لم يكن هناك سبب أن أمنعها من العمل و قد وافقوا على ذلك. و عندما جائت زوجتى للسعودية و جدتها تعانى من الوحدة فتركتها تكمل رسالة الماجستير حتى تكون نوع من استغلال الوقت. وكانت الحياة بيننا عادية أحيانا يشوبها بعض الشجار لاختلاف بعض الطبائع. كان يغلب على هذه الخلافات أن زوجتى عنيدة بعض الشىء و هو ما كنت أقابله بردّ فعل غالبا ما يكون خطأ. و لكن كنا سرعان ما نتصالح إما أصالحها و إما تصالحنى هى حتى جاء موعد مناقشة الرسالة. واتفقنا على أنها تسافر مصر لإنهاء الرسالة ثم نعود سويّاً حينما أنزل أنا لقضاء الإجازة. الآن و بعد مرور سنة لم تنتهِ الرسالة و لا نعلم متى تنتهى. حينما نزلت زوجتى لمناقشة الرسالة كانت الأمور بيننا طيبه - على الأقل من جانبى. و حينما نزلت لقضاء الإجازة كانت الأمور طيبة أيضا. و لكن بسبب البعد كانت حالتى النفسية سيئة بعض الشىء و لكنى لم أطلب منها أن تترك الرسالة و ذلك لحبها للرسالة و للمجهود الذى بذلته. فكنت حينما أتصل بها يكون الحديث بيننا جافا حتى أدركت ذلك فحاولت تصحيح الموقف. و لكنها فاجأتنى بأنها فى حالة سيئة و بعدة عدة حوارات أبلغتنى أنها تريد الانفصال. تدخلت والدتها وأقنعهتا أن تكون هناك فرصة ثانية ليتدارك كل منا أخطاءه ، و كنت على و شك عملية جراحية فجاءت إلى الرياض لتكون بجانبى -و هو ما يحسب لها - و لكن العملية تأجلت و قضينا فترة بسيطة ثم عادت لتكمل رسالتها. وحينما عادت لمصر أبلغتنى أنها تنوى العودة للسعودية فور انتهائها من الرسالة. و بعد فترة و جدت أنها بدأت تتغير ثانية فحاولت الحديث معها فى ذلك فأبلغتنى أنها لا تريد العودة و أنها تكرهنى. ثم فى اليوم الثانى اتصلت بى و اعتذرت و قالت بأنها سوف تعود عن طيب نفس غير مرغمة. ثم بعد فترة أبلغتنى أنها لن تعود. فتحدثت إليها زوجة أحد الأصدقاء فقالت أنها سوف تعود و لكن تريد فترة لتكمل الرسالة واشترطت أن أسافر إليها حتى أتعهد أمام أهلها بحل المشكلات التى تتخوف منها. فقبلت ذلك. ثم بعد فترة أخبرتنى أنها لا تنوى العودة وأنها تريد الطلاق. و الآن أنا لا أدرى ماذا أفعل؟ وقد أبلغتها أنه حتى إن تم الطلاق فلن أظلمها و لكن علينا أن نأخذ فرصة أخرى و لكنها ترفض أى محاولة للحل. حتى أنّي طلبت منها أنه إذا تم الطلاق أن تقضى فترة العدة فى بيتنا " لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا" و لأقضى بعض الوقت مع إبنى الذى أشتاق إليه و يشتاق إلى و لكنها ترفض كل شيء قد يؤدى لحل المشكلة. أريد نصيحتكم و إذا حدث الطلاق هل من حقها أن تقضى فترة العدة فى بيت أهلها؟ و جزاكم الله خيرا... و السلام عليكم و رحمة الله .

12-02-2014

الإجابة

 وعليكم السلام ورحة الله وبركاته ..
 واسأل الله العظيم أن يصلح ما بينكما ويفكيكما شر الشيطان وشركه .
 
 أخي ...
 أهم خطوة في حل أي ، وفي  إعادة بناء الاستقرار الزوجي بين الزوجين أن يكون هناك ( إرادة ) صادقة من الطرفين  للإصلاح ..
 قال الله : (  إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا ) [ النساء : 35 ] .
 لاحظ كيف ربط بين ( إرادة الإصلاح ) وبين التوفيق .
 فالإرادة الصّادقة والرغبة في الإصلاح سبب مهم في التوفيق وبناء الاستقرار  بين الزوجين .
 
 أخي ..
 مثل هذه المواقف المتشنّجة في العلاقة بين الطرفين ..
 تعطينا مؤشّر أن نعيد ونعمل مراجعة لمواقفنا وسلوكياتنا مع شريك حياتنا ..
 بمعنى ما الذي أوصل الزوجة أو حتى الزوج إلى مرحلة لا يقبل فيها عرض الصلح والتقارب .
 لذلك مهم جدا أننستفيد من مواقف الحياة لما نستقبله من أيّامنا .
 
 أخي ..
 أما وإن الأمر كما وصفت من أن الزوجة غير راغبة في التقارب ووضع الحلول .
 فالنصيحة لك : 
 أن توسّط بعض المصلحين من أهلك وأهلها .. للتوافق على الصّلح والإصلاح .
 فإن أصرّت على الطلاق . . 
 فإن الزواج كما أنه شريعة فكذلك الطلاق هو شريعة من الله وحقهاالتعظيم ..
 ولذلك ينبغي عليك وعليها تعظيم هذه الشريعة  بالأدب الذي أدّبنا الله به في مثل هذا الموقف ..
 - فلا يجوز للزوجة أن تطلب الطلاق من زوجها لغير ما بأس .
 - ولا يجوز للزوج أن يضارّ زوجته  ليرغمها على الطلاق .
 - كما لا يجوز أن يطلّق الرجل زوجته في طهر جامعها فيه . بل ينبغي أن يقع الطلاق في طهر لم يجامعها فيه أو في حال كونها حاملاً .
 - وفي حال الطلاق الرّجعي  : لا يجوز للزوج أن يخرج زوجته من بيته ، ولا يجوز لها أن تخرج هي من بيته إذا لم يخرجها هو منه إلاّ أن يكون هناك ضرورة ، ومثل هذه الضرورات يحددها الحاكم الشرعي ( القاضي )  وذلك امتثالاً لقول الله ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا ) [ الطلاق : 1 ] .
 فهذا حق الله تعالى .. ولا يجوز للزوج أو الزوجة أن يهضم هذا الحق الذي حدّه الله تعالى  ، لنه سيقع في الظلم  ( فقد ظلم نفسه ) ..
 فإن اصرّت الزوجة علىالخروج من بيت زوجها في حال العدّة فإنها والحال هذه تبقى ( ناشزاً ) لا نفقة لها ولا سكنى .
 
 ومع هذا .. أنصحك لا تتعجّل في الطلاق إلاّ إن أصرّت هي ولم تقبل البتة بالصلح . فلعل الله يعوّضك عنها خيرا فإنه قد قال : ( وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعًا حَكِيمًا ) [ النساء : 130 ] .
 
 فتأمل كيف وعد بالغنى والسعة ، فالطلاق قد يكون بوابة لحياة أفضل .
 
 والله يرعاك ؛ ؛ ؛ 
 

12-02-2014

استشارات اخرى ضمن استشارات فقه الأسرة


 

دورات واعي الأسرية


 
 

إستطلاع الرأي المخصص لهذا اليوم!


هل ترى أهمية لحضور دورات عن العلاقة الخاصة بين الزوجين :

    
    
    
    
 

ناصح بلغة الأرقام


4008

الإستشارات

876

المقالات

35

المكتبة المرئية

24

المكتبة الصوتية

78

مكتبة الكتب

13

مكتبة الدورات

444

معرض الصور

84

الأخبار

 

إنضم إلى ناصح على شبكات التواصل الإجتماعي


 

حمل تطبيق ناصح على الهواتف الذكية


 

إنضم إلى قائمة ناصح البريدية


ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني