أنا فتاة متزوجة منذ 8 اشهر تقريبا وأعاني من بعض السلبيات من قبل زوجي واللي لم تتعدل او تتغير حتى الان وهي : 1 - عدم السلام والترحيب عليّ عند الدخول للمنزل . 2- التلفظ ببعض الألفاظ النابية عليّ أحياناً ...مع عدم ردي عليه بالمثل . 3- عدم الاحترام والتقدير في المعاملة . 4- الكذب عليّ دائما ..حتى وصلت لمرحلة عدم تصديقه في اي شيء . احس بضيقة شديدة من العيش معه وهو يملك هذه السلبيات وأكثر . مع العلم أني أعامله بالحسنى وأحاول ألاّ أقصّر معه في أي شيء يخص الحياة الزوجية . ارجو وفقكم الله اعطائي حل لمشكلتي . وجزاكم الله خيرا.

 وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته . .
 وأسأل الله العظيم أن يبارك لكما وعليكم ويديم بينكما حياة الودّ والرحمة . .

 أخيّة . .
 نحن نخطئ حيننعتقد أن ( الحياة الزوجية ) ينبغي أن تكون في كل ظروفها وأحوالها على نوع من (المثاليّة ) و ( الورديّة في الحب ) .

 أنت نشأت وتربيت قرابة ( 28 ) سنة  في بيئة معيّنة ، وفي ظل ثقافة معينة في داخل بيئتك وأسرتك . .  فبالطبع تعوّدت على أمور وسلوكيات وعادات معينة في التعامل .

 وزوجك في المقابل نشأ وتربى لأكثر من ( 30 ) عاماً في ظل بيئة وثقافة معيّنة وعادات وسلوكيات معيّنة ، بالطبع هذه العادات والسلوكيات لابد وأن تظهر على طريقة تعامله في حياته الزوجيّة .

 المطلوب من الزوجة ليس أن تتوقع ( زوجاً ) مثاليّاً من كل جهة .
 ولا على الزوج أن يتوقع أن يجد ( زوجة ) مثالية من كل جانب .

 شيء طبيعي في بداية العلاقة بينكما أن تظهر سلوكياته وعاداته .. لا تنظري لهذه العادات والسلوكيات من خلال ( ثقافتك ) و ( عاداتك ) أنت !
 بل افترضي أن شريكك هو شخص فيه جوانب اختلاف عنك . .
 هذه الجوانب الاختلافية بين الطرفين . .  تذوب مع الوقت حين نتعامل معها بنوع من ( التعايش ) ونوع من ( التهذيب ) و ( الترشيد ) الهادئ .

 فكون أنه يدخل ولا يسلّم  ..  هذا الأمر في نظرك ( يعتبر شيء مؤلم ) .. بينما هو ربما لم يتنبّه لهذاالأمر أنه ( يضايقك ) أو أنه ( شيء خاطئ ) !

 لذلك نصيحتي لك :
 
 - أن تدركي أن السعادة في الحياة الزوجية ليست في المثالية ولا في الراحة ..
 إنما السعادة في ( الكفاح ) و استثمار أي مشكلة في حياتكما لتكون فرصة أن تتعلمي منها مهارات جديدة في إدارة حياتكما . .
 لابد أن تنظري لحياتك مع زوجك على أنها هي ( الحياة ) .. وواجبك أن تتعلمي مهارات وتهيّئي نفسيّتك أنتكوني أكثر قدرة على أن تسيري بحياتكما إلى برّ الأمان .

 - السلبيات التي تلاحظينها في زوجك .. كالألفاظ وعدم السلام .. حاولي أن تتجاوزيها بطريقة معاملته  بضدها .. فحين لا يُسلّم ( سلّمي ) وحين يتلفّظ بألفاظ غير مقبولة .. قولي له : اسأل الله العظيم أن كما طهر هذا اللسان بقراءة الفاتحة والصلاة علىالنبي صلى الله عليه وسلم أن يطهره من الالفاظ غير الجيدة ..
خاطبي عاطفته . .  أسمعيه الكلمة الطيبة ..
 الأهم .. أن لا تيأسي أو تُحبطي . .. فالسعادة في البذل .

 - عدم الاحترام .. هذه عبارة ( فضفاضة ) .. فأحيانا نحن نتوقع من شريك حياتنا أن يعاملنا  بطريقة معيّنة .. مثلاً ( لايرفع صوته ) أثناء الكلام .. وحين يرفع صوته .. مباشرة نفسّر ذلك بأنه ( عدم احترام ) !
 في الواقع الأمر ليس كذلك .. هو ( يرفع صوته ) ربما لأن هذه ( عادة ) تعوّد عليها أو ربما لأي سبب آخر ..
 لذلك من الخطأ أن نربط بين سلوكه وبين أن نفسّره بطريقة نقلل فيها من شأن أنفسنا .
 فينبغي أن أنظر للخطأ على أنه مشكلة المخطئ وليس مشكلتي .. وأحرص دوماً على أن لا أربط بين خطأه وبين مشاعري وشخصي ونفسيّتي .

 - الكذب .. سلوك يلجأ إليه الزوج  عندما يشعر بالمحاصرة من جهة زوجته بكثرة الأسئلة التحقيقية ( وين كنت .. مع مين .. ومتى ..) وما إلى ذلك .. الزوج حين يشعر بالمحاصرة  ربما يهرب لـ ( الكذب ) فالكذب سلوك ( هروبي ) . .
 لذلك احرصي علىأن تمنحي زوجك الثقة ..
 وفي نفس الوقت ( قلّلي ) من أسلوب الأسئلة التحقيقية .

 - لا تعتقدي أن الزوج يجب أن يتغيّر  .. ولا تتوقعي أن فرصة ( 8 ) أشهر هي فرصة كافية للتغيير أو على الأقل للتحسين ..
 هناك جوانب ( جميلة ) في زوجك .. فكّري فيها .. ركّزي اهتمامك ونظرك إليها .
 وتأكّدي أنه لا يوجد رجل ( كامل ) أو ( مثالي ) .. فكل إنسان منّأ مثل القمر له جانبان جانب منير وجانب مظلم ...

 - احرصي على بناء الروح الايمانية بينك وبينه من خلال الاهتمام بالصلاة وقراءة القرآن .. فوجود هذه الايمانيات بينكما سبب في تنزّل الرحمات ..

 - أكثري له ولنفسك من الدعاء ..

 والله يرعاك ؛  ؛؛