سيدى الفاضل , السلام عليكم ورحمة الله وبركاته سيدى الكريم عندى مشكلة اود ان استشيركم فيها بارك الله فيكم , مشكلتى اننى خاطب لاخت منتقبة وملتزمة و نحسبها من طلبة العلم ولا نزكيها على الله ولكننى احب فتاة اخرى اقل منها التزاما ولكنها تستجيب للنصح فقد نجحت بفضل الله ان اجعلها تلتزم بالصلاة و تقلل من لبس البنطلون جدا و تفكر جديا فى لبس الخمار المشكلة عندى اننى حاولت ان ابعد عنها كثيرا لكننى فشلت لدرجة اننى اخبرتها اننى مصباب بفيرس c حتى نفترق ولكنها قالت انه لا يهم وان هذا لا يساوى شيئا بجوار اننى سأتقى الله فيها و اعلمها دينها , اتصلت بوالد خطيبتى واخبرته اننى مصاب بالفيرس لعله يقرر ان ننفصل فارتبط بمن احب ولكنه تقبل الامر ببساطة شديدة فما كان منى الا اننى اخبرت من احبها بان نبقى اخوات فقط فاتهمتنى اننى انتقم منها لاننى سبق ان عرضت عليها الارتباط قبل ان ارتبط بخطيبتى الحالية فرفضت ثم حدثت مشكلة فى العمل الذى نعمل فيه معا فرأت اننى شخص جيد و انها اخطأت فى حقى وكان ذلك بعد ان ارتبطت بخطيبتى فما كان منى الا ان اخبرتها اننى سأحاول ان ارتبط بها باية طريقة ولكننى لا اعدها بشىء , الان هى تظن اننى كذبت عليها وانا اقسم بالله اننى فعلا احبها وارغب فى الارتباط بها ولكن ما ذنب خطيبتى فى الموضوع ما يحزننى انها تتهمنى بالكذب وانا ما فعلت ذلك ولا قلت لها بان نبتعد عن بعضنا الا لاننى اكاد اكون متأكدا بعدم امكانية ان نرتبط وحتى لا اكون مخادع لها سيدى, سؤالى بارك الله فيكم : هل اترك الانسانة التى انا خطبتها وارتبط بهذه الانسانةام ما فعلته هو الصواب ام ماذا افعل بارك الله فيكم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته . .
وأسأل الله العظيم أن يختار لك ما فيه خيرك وقرّة عينك ويبارك لك وعليك وان يجمع بينكما على خير . .
أخي الكريم . .
الزواج منعطف خطير وهام في حياة الانسان . .
هو انتقال من حياة إلى حياة أخرى لها مسؤولياتها وتبعاتها . .
فالزواج ليس علاقة حب !
ولا هو وعود في لحظة عاطفة جيّاشة !
الزواج مسؤولية . . وعبادة . .
العلاقة الزوجية علاقة تحوطها المسؤوليات والتحدّيات . .
مما يعني أن اهم خطوة على طريق الاستقرار هي خطوة ( حسن الاختيار ) .
لأن ( الاختيار ) له تبعاته وما بعده .
وهنا أوصاك حبيبك محمد صلى الله عليه وسلم بقوله : " فاظفر بذات الدين تربت يدياك "
لأن ذات الدّين هي من ستكون عوناً لزوجها على ظروف الحياة وطبيعتها وواقعها . .
ولئن أكرمك الله بفتاة مؤمنة منتقبة طيبة خطبتها ورأيتها وارتاحت لها نفسك .. فكيف تستبدل المعلوم بالمجهول . . ؟!
كيف تستبدل الحاضر بالغائب ؟!
كيف تستبدل الموثوق بالمظنون ؟!!
أخي الكريم . .
الشعور العاطفي الذي تجده تجاه هذه الفتاة هو شعور ( مؤقّت ) ينتهي إذا زاحمته المسؤولية والتعقّل . .
سقف التوقّع الآن عندك ( عالِ ) جداً . . لكن ( الواقع ) غير التوقّع .
أخي الكريم . .
النقاط المشتركة بينك وبين خطيبتك أكثر منها بينك وبين هذه الفتاة . .
وأن تدخل حياتك الجديدة مع شريك تتفق معه في كثير من النقاط أهدأ لك ولها من أن تدخل حياتك ويوجد هناك نقاط عالقة بينك وبينها !
نصيحتي لك . .
- أن تدرك تمام الإدراك أن الله لم يجعل أحداً من الناس وصيّاً على أحد .. قال تعالى : " ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء " .
فكون أن الأخت تغيّر سلوكها وحجابها وقربها من ربها . . فهذا شيء لها هي .. فإن كان التغيير مشروطاً بك وبوجودك فهذا اتغيير لن يدوم !
وإن كان التغيير الذي حصل من أجل الله ولله فهو الذي يدوم على خير بإذن الله .
وأن تدرك أنه مهما حرصت على هدايتها فإنه لن يكون لها إلاّ ما كتب الله لها ، ولن تكون أرحم بها أكثر من ربها .
- أن تدرك تماماً أن ( النساء ) فتنة للرجل . وان علاقة الرجل بالمرأة الأجنبيّة عنه ينبغي أن تكون علاقة في حدود ما يحبه الله وأحله لعباده . فلا يكون خلوة ولا اختلاط محرم بين الرجل والمرأة ولا تباسط او كلام لغير حاجة . وقد قال صلى الله عليه وسلم : " إيّاكم والدخول على النساء " .
والله تعالى لما ذكر أمر النساء قال بعدها : " وخلق الإنسان ضعيفا " قال ابن عباس رضي الله عنهما : هو ضعف الرجل عند ذكر النساء .
مما يعني أنه ينبغي عليك أن تكون اكثر حيطة وصيانة لنفسك من ان تزيد عليها الضعف !
وقد جاء في الأثر " يا عبد الله .. لا تفتحه إنك إن تفتحه تلجه " .
- الله سبحانه وتعالى أخبرنا أن فلاح الإنسان في أي أمر من أموره متعلّق بأمرين :
الأول : إتيان الأمر من بابه المشروع .
الثاني : التقوى . التي هي امتثال أمر الله .
قال تعالى : " وأتوا البيوت من ابوابها واتقوا الله لعلكم تفلحون "
وخطيبتك عرفتها وأتيت الأمر من بابه .
لكن هذه الأخت التي عرفتها وصارت بينك وبينها علاقة .. أعتقد أن العلاقة التي بينك وبينها لم تكن من ( بابها ) المشروع .!
تأكّد أن الفلاح كل الفلاح في الاعتبار بهدي القرآن وامتثاله .
- من الحكمة والتعقّل أن تقطع صلتك وتواصلك بهذه الفتاة . . لأنها باب فتنة عليك .
وسبب لحصول الفرقة بينك وبين زوجتك التي اخترتها لنفسك بروح مؤمنة .
ولا تلتفتي لي تلبيس من تلبيسات إبليس ليضعف عزيمتك وهمّتك في قطع الطريق قبل أن تصير الأمور لى ما لم تكن تحسب له حساب .
أسأل الله العظيم أن يحميك ويكفيك ويختار لك ما فيه خيرك وقرّة عين لك .
والله يرعاك ؛ ؛ ؛ ؛
الإستشارات
المقالات
المكتبة المرئية
المكتبة الصوتية
مكتبة الكتب
مكتبة الدورات
معرض الصور
الأخبار
ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني