السلام عليكم انا اعاني من زوجي بسبب علاقاته الخارجه عن إطار الزواج اكتشفت هذا الامر وعمر ابنتي الكبرى سنه وواجهته وكانت صدمه بالنسبه له وحاول تهدأتي ويحلف بالله انه ليس هو بل احد أصدقائه ومرت السنين وكنت لابد ان اجد بعض الامور غير المطمئنه ولكني لم اعتمد أسلوب الصدام على كل شي احيانا بتلميحات واحيانا بمزاح له دلالاته الى ان وجدت قبل ايام رسائل متبادله في جواله بينه وبين امراه فطفح الكيل وتمت المواجهه مره اخرى ووجدت الصدمه باديه والخوف على وجهه ويحاول ايضا تهدأتي ويقسم بالله مره اخرى انه احد أصدقائه ولكني مللت من كذبه ومللت من اصدقاء السؤ الذين يصاحبهم وافكر في الانفصال بشكل جدي اريد نصيحتكم علما ان زواجنا له 12 سنه لدي ابنتان الكبرى عمرها 9 سنوات والصغرى 5 سنوات ولا يعلم احد بهذه الامور سواء اهلي او اهله . اشعر بالضياع وتشتت التفكير لا اعرف هل الانفصال هو الحل الامثل ام لا ؟!
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته . .
واسأل الله العظيم ان يهدي قلب زوجك ويزيّن الايمان في قلبه ويصرف عنه السوء والفحشاء . ويديم بينكما حياة الودّ والرحمة .
أخيّة . .
دعيني أفترض معك أنك طلبت الطلاق ..
فهل ( الطلاق ) ينهي المشكلة أم يفتح عليك باباً جديداً لمشكلات جديدة ؟!
ليس هناك ( حياة بلا مشاكل ) . .
الحياة طبيعتها ( المشكلات ) . . والسعادة في الحياة في طريقة إدارتنا لمشكلات الحياة والتعامل معها بطريقة تزيد من منسوب السعادة في حسّنا وشعورنا . . وليس التعامل مع المشكلات بطريقة لاتفتح لنا بصيصاً للسعادة بل تفتح علينا أبواباً من تكالب مشكلات جديدة تحوّل حياتنا إلى ياس وإحباط .
أخيّة . .
يستحيل على أي زوجة أن ترتبط برجل يمكن أن يكون ( ملائكيّاً ) في طبعه وسلوكه .
ومن الخطا ( الكبير ) أن تتوقع الزوجة من زوجها أن يكون ( ملاكاً ) بلا خطأ أو معصية أو ذنب .
إذ أن هذه هي طبيعة ( بني آدم ) فقد جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " كل ابن آدم خطّاء وخير الخطّائين التوّابون " .
فلاحظي أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقل : خير بني آدم الذي لا يخطئ .. بل قال " خير الخطّائين التوّابون " .
فالخيرية ليست في الخطأ .. إنما في التوبة التي تنقل الانسان من مستنقع الخطا إلى دوحة الصفاء والنقاء والطهرو العفاف .
أخيّة . .
هذا الكلام لا يعني ( تبرير ) الخطأ ، أو هي دعوة للمعصية أو الذنب .
إذ يكفي من المعصية اسمها أنها ( معصية ) لله تعالى العظيم .
لكن مقصود هذا الكلام .. هو أن تتكوّن عندنا ( الواقعيّة ) المنضبطة في النظر للخطأ والمخطئ .
وكون أن زوجك يكلم فتيات أو له علاقة بفتيات فهذا ( خطأ ) ولا يمكن بحال أن يكون عمله هذا ( صحيحاً ) وهو مدرك تماماً أنه على ( خطأ ) ودليل ذلك . . وعده لك بأن تكون آخر مرة ونحو ذلك .. مما يعني ان ( الخطأ ) لا يمكن أن يكون في لحظةما ( شيئا صحيحاً ) .
أخيّة . .
المخطئ بحاجة إلى من ينتشله من خطأه ومعصيته .
بحاجة إلى من ينقذه لا إلى من يكرّس فيه ضعف نفسه .
وأعتقد أنك ( تحبين ) زوجك .. والحب يفرض عليك أن لا تتخلّي عن زوجك في لحظة هو احوج ما يكون لك . فسقوطه في الخطأ يعني حاجته غلى من يساعده لا إلى من يتخلّى عنه ..
لأن التخلّي يجعله يولغ في الخطأ والمعصية والذنب .
أنصحك أخيّة :
1 - أن تعتني ابتداء بقضيّة تنمية الروح الايمانية عندك وعنده . لأن مشكلات ( الهوى والشهوة ) يبدأ علاجها بتقوية ( الروح الايمانية ) عند الشخص .
واسمحي لي هنا أن أسألك : كيف هي عنايتك بالصلاة ؟!
وكيف هي عناية زوجك بالصلاة ؟!
إن التفريط في الصلاة يجرّ إلى مشكلات وانتكاسات على المستوى الفردي والاجتماعي ..
انتكاسات على مستوى الحس والشعور وعلى مستوى السلوك والعمل .
فبقدر قرب الانسان من الصلاة والمحافظة عليها بقدر ما يكون ذلك سبباً في البعد عن هذه الانتكاسات ولو وقعت انتكاسات فإن المحافظ علىالصلاة يكون أقرب للموعظة والاتعاظ من الشخص الذي لا يصلّي .
لذلك .. أنصحك ان تراجعي علاقتك ( مع الله ) .. وتبدئي في الاهتمام بالصلاة وحقوق الله تعالى ، وتساعدي زوجك على أن يكون محافظاً على الصلاة مهتمّاً بها . .
لابد ان تدركي ويدرك هو أن التغيير يبدأ من هنا . .
2 - احرصي على أن تطهري بيتك من كل الوسائل التي تكرّس من وجود الشيطان - إن وُجد - كالقنوات الفضائية غير تلمحافظة ، الموسيقى والغناء ، والصور ، والاختلاط ..
بمعنى أن يشعر ويلاحظ زوجك أن هناك تغيير على مستوى الاستقامة والقرب من الله أكثر .
3 - احرصي على أن تعتني بنفسك من جهة صناعة الاغراء لزوجك في كلامك وطعامك وشرابك وحسن استقبالك له وتوديعك له .. فبعض الأزواج يجد نفسه فريسة سهلة للوقوع في مثل هذه المستنقعات بسبب أنه يعاني من قصور في اهتمام زوجته به من الناحية العاطفية والغريزيّة .
انتبهي واهتمي لذلك .
4 - اقتني بعض الكتب والسمعيات ( الأشرطة ) التي تحوي نصائح وتوجيهات ، وتخيّري من ذلك اسماء بعض الدعاة والمشائخ المؤثرين .
5 - راسلي زوجك على ايميله بين فترة وأخرى ببعض المواقع النافعة ، والمقاطع والمرئيات سيما التي تدعم من قضية غرس مراقبة الله تعالى .
6 - تكلّمي مع زوجك بهدوء . . وأفهميه أن ابنته الآن في عمر الـ ( 9 ) فبعد كم سنة ستصبح ( أنثى ) مسؤولة على عتبة الزواج والغريزة والشهوة وقد يبتليه الله تعالى في بناته بما يفعل هو مع بنات الناس ..
لأن ( الأعراض ) دين وقضاء . . فهل يتوقع أن الله ( يغفل عنه ) !!
والعرب كانت تقول : ( دقّة بدقّة ولو زدت لزاد السقّا ) .
ذكّريه بأن الله ( يراه ) . . .
ذكّريه أنه ( رجل ) والرجولة تعني المروءة .. و ( المروءة ) لا تتوافق مع أن يكون ( ذئبا ) يتلاعب بأعراض المسلمات ..
ذكّريه بأن فعله هذا قد يحقق عنده ( لّة ) محرمة لكنه قد يحرمه من ( اللذّة ) المباحة .. وقد تكون هذه المعصية سبب في تشتت اسرته وضياع شمله . . والسبب أنه يجري وراء سراب !
حفّزي فيه الشعور بالرجولة ، كما تحفّزي فيه الشعور بالألم بتذكيره بعواقب فعله . .
أفهميه .. أن من أعظم أسباب وقوعه في هذه المشكلة . .
- ضعف العلاقة مع الله .
- صحبة السوء .
واطلبي منه أن ينقذ نفسه لأجل نفسه أولاً وان يبدأ في تغيير صحبته ، وليكن أصحابه من الناس الذين يدلونه علىالله ويذكّرونه بربّه .
لأن صحبة السوء يزيّ،ون له المنكر فإذا وقع فيه تركوه وحيداً يتخبّط في شؤم معصيته .
7 - أكثري أخيّة من الدعاء مع الاستغفار .
وتحيّني فرص إجابة الدعاء كأدبار الصلوات وأوقات السحر قبل الفجر .
8 - اقترحي على زوجك أن يكون لكما موعداً كل ليلة مع ( القرآن ) تجلسان مع بعضكما قبل النوم لتقرءا جزءا من القرآن مع بعضكما . واقترحي عليه ايضا أن يقتني بعض أشرطة القرآن ويجعلها في سيارته ليستمع إلى القرآن في حال كونه في طريقه إلى العمل أو البيت لأن للقرآن أثر على القلب وهو النور والهداية والاطمئنان والاستقرار .
أسأل الله العظيم أن يديم بينكما حياة الودّ والرحمة .
الإستشارات
المقالات
المكتبة المرئية
المكتبة الصوتية
مكتبة الكتب
مكتبة الدورات
معرض الصور
الأخبار
ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني