أحب زوجي لكنه تزوج بأخرى .. ونار الغيرة تخنقني !

 

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. إلى الدكتور مازن مع خالص الدعاء بالتوفيق والسداد .. دكتور مازن أنا الحمدلله مشكلتي ماهي معقدة لأن ربي رزقني بزوج يحبني ويحترمني وأنا والله مو مقصره عليه بشي المشكلة تكمن بأنه تزوج علي بعد سنوات جدا\" قليلة بحياتنا ماتتجاوز خمس سنوات أنا جدا\" انصدمت والله يادكتور من قوة صدمتي ماكان عندي أي ردة فعل تشفي غليلي وتخفف علي مصابي بالعكس بعد ماعرفت زعلت شوي يمكن ماكملت يوم حتى وتكلمت وبكيت وهداني بكلامه المعسول ورجعت حياتنا طبيعية أنا يادكتور أحس أحيانا\" أني أبالغ بحبي له هو ظهر بحياتي بقترة فقدي لأغلى إنسان بحياتي مصدر الحب والحنان بالنسبة لي والدي الله يرحمه ويسكنه جنات الفردوس الأعلى أمي الله يحفظها تحن علي وتحبني بس كنت أشوف حنان أبوي الله يرحمه غير فكان بالفترة هذي شاملني بحبه وعطفه وحنانه حتى تعلقت فيه وتركت دراستي لأنه هو يشتغل بمكان وأنا أدرس بمكان ثاني بالرغم من تفوقي بدراستي كنت جايبه نسبة 96إلا أني تخليت عن دراستي بكل بساطة حاولت أدرس لكن والله ماقدرت دخلت جامعات ثانية كنت أداوم كم شهر واترك الدراسة أحس ماقدرت أبعد عن بنتي لحظة وبعدين ربي رزقني ببنتي الثانية وتعلقت في بناتي أكثر بس والله حبي له واحترامي له كان يزيد مع الأيام وأهله مره يحبوني أنا صح مو إجتماعية طلعاتي قليلة لكن الحمدلله الناس تحبني وتحترمني ويفتقدوني كثير آسفة يادكتور على الإطالة لكن والله أني الآن في هم وحزن مايعلم فيها إلا ربي زوجي أكبر مني بخمس سنوات بس اللي تزوج علي بنت عمه عمرها 16سنة حسيت في الآونة الأخيرة أن إهتمامه فيها زايد والمكالمات بينهم مره كثيرة أنا والله يادكتور أحاول انسى وجودها في حياتي لكن ماأقدر أتخيل أن قلبه سكن فيه غيري طبعا\" الزواج باقي بالصيف أنا يادكتور خايفه إذا بدايتها كذا كيف بنكون بعدين والله أني أحس بمشاعر الكره بدأت تجتاحني بقوة وأنا والله عمري ماكرهت أحد أوتمنيت له الشر أحس بالإكتئاب, كردة فعل مني قلت له يغير كل أثاث البيت وهو وافق أنا يادكتور اللي قاهرني كنت أحرم نفسي من أشياء كثيرة عشان ماأضغط عليه ماديا\" طيب ليه الآن يلبي لي كل طلباتي والله كل شي قاعد يسويه لي مايعني لي شي حتى كلام الحب كأن يقوله لجدار مايحرك فيني شي يادكتور أحس أنه حطني في موقف صعب ايش بيقولون عني متزوج عليها بعد خمس سنوات من زواجهم بس والله والله يادكتور أني أفكر بالطلاق ولو بكيفي اليوم قبل بكره لكن أطالع بعيون بناتي وولدي له كم شهر بس وقلبي يتقطع وقول تحملي واصبري ايش تبغين فيه ماأدري يادكتور ايش اسوي لولا وجود أمي وأخواتي الله يحفظهم لي وأطفالي بس المشكلة الكبيرة يادكتور ودي انسى حبي له ودي مشاعر الكره تكبر بداخلي ودي امسك عليه شي لكن ماهو معطيني مجال الآن احنا صح في بيت واحد لكن ماأكلمه كثيربس من أسبوع تقريبا\" أحيانا\" اهدى وانسى وأقول لاتفرحين الشيطان فيك أطفالك الآن هم أهم شي في حياتك لكن أحس بعدي عنه هو طريقي الوحيد للإنتقام منه وتعبير بسيط عن غضبي زمان كنا نتحاور وأقول له كل شي أحسه لكن الآن أكره أقول له أي شي عن نفسي طبعا\" بناتي ماأخليهن يحسن بالشي هذا لأن صحتهن النفسية والله عندي بالدنيا دكتور الله يسعدك ارشدني كيف أتعامل معه بس لاتقول لي اكسبيه والكلام هذا والله أني أحيانا\" أكره أطالع حتى في وجهه أحس أنه حطم حبي له وماحافظ عليه دكتور أحس مصدر الأمل لي بعدالله تعالى هم أطفالي وبس أما حبي وحياتي أحس أنها ضاعت وقلبي انكسر كيف اتصرف يادكتور الله يوفقك ويرفع درجاتك في الدنيا وفي الآخرة يارب يارب وجدا\" آسفه على الإطالة...

11-10-2010

الإجابة

  وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته . .
 وأسأل الله العظيم أن يطمئن قلبك ويجعلك قرة عين لزوجك ويجعله قرّة عين لك . .

 أخيّة . .
 حقيقة جميل منك هذا الحب لزوجك ، وهذا الشعور المنصف تجاهه  . .  لم تحملك شدّة غيرتك على أن تقولي فيه  ما لا يجمل !
 
 أخيّة . .
 اسمحي لي أن أسألك . .
 هل فعلا تحبين زوجك ؟!
 هل أحببتي زوجك شحماً ولحماً  فقط ؟!
 كل الرجال شحم ولحم !
 أم أنك أحببت الشّهم الحنون الكريم الخلوق  !!
 إذا كنت أحببت الشّحم واللحم . .   فإن الشّحم واللحم يتغيّر ويتأثّر بجريان العمر واعتلال الصحّة .

 لكن إن كنت أحببت شهامته وأدبه وأخلاقه وحنانه عليك ... فهذه الأخلاق ( مبادئ ) لا تتغيّر بجريان العمر ولا باعتلال الصحة ولا بتغيّر الظروف والأحوال عند من كانت هذه الأخلاق عنده ( مبادئ ) .
 
 إذن اطمئني . .
 الكريم .. سيبقى كريماً . .
 المحب سيبقى محبّاً . .
 الحنون سيبقى حنوناً !

 ثم اسمحي لي أن اسألك مرة أخرى . .
 لو تزوّج زوجك بأخرى .. هل تتوقعين أنه يمكن أن ينقص شيء من رزقك الذي كتبه الله لك من يوم ان كنت في بطن أمك ؟!
 هل تتوقعين في المقابل لو لم يتزوّج زوجك عليك أنه سيزيد رزقك أكثر مما كان كُتب لك وانت في بطن أمك ؟!
  وتذكّري أن ( الحب ) رزق من الله  يمنحه الله من شاء من عباده .. ولذلك قال : " وألّف بين قلوبهم لو أنفقت ما في الأرض جميعاً ما ألّفت بين قلوبهم ولكن الله ألّف بينهم " .
 فما قسمه الله لك من الحب في قلب زوجك لن يزيده  لو لم يتزوّج عليك ، ولن يُنقصه زواجه عليك !!
 فلماذا القلق إذن  !!
 لماذا الاكتئاب ؟!
 لماذا الاستسلام للشعور بالإحباط والكره ؟!
 ما دام أنك أحببت في زوجك ( أخلاقه ) !
 ما دام أنه لن ينقص أو يزيد من رزقك شيء سواء  تزوّج أو لم يتزوّج  ..
 لا تقولي أخشى أن يميل إليها أكثر ..
 أخشى أن يحبها أكثر ..
 القضية كما قلت لك هو ( رزق مقسوم ) لا يزيده الحرص ولا يُنقصه الكسل !
 ثم إن الحب منحة من الله . .وإنما جهد الناس هو التودّد وبذل السّبب .


 أخيّة . .
 نخطئ أحياناً فنسمّي بعض مشاعرنا تجاه الآخرين ( حبّاً ) وهي في الواقع ليست مشاعر ( حب ) !
 المشاعر التي تجدينها في نفسك هي مشاعر ( تملّ: ) وليست مشاعر ( حب ) !
 لأن مشاعر ( الحب ) تدفعنا أن نحب ما يحبه المحبوب  . .
 بعض الزوجات تعيش مشاعر ( حب التملّك ) وليست مشاعر ( الودّ والرحمة ) ..
 الحب .. ينبغي أن يمنح الطرفين الأمان ..
 الأمان  في حدود المباح . .
 
 في الحقيقة بعض الزوجات هي تحب نفسها أكثر من حبها لزوجها بل حبها لزوجها إنما هو حب لأجل نفسها لا أكثر من ذلك !!
 إذا كان الزوج كريم الطبع ، ولا يمنع زوجته  مما ترغب  ، ويحرص على إرضائها ماديّاً وعاطفيّا ، لطيفا حنوناً . . فلماذا هذاالشعور  بحب ( التملّك ) !!

 يا أخيّة ..
 هناك استراتجيّة تقول : الحب ليس أن تنظر إلى عين من تحب .. لكن الحب .. أن تنظر وأنت ومن تحب باتجاه واحد .

 أخيّة . .
 الغيرة .. خلق محمود حين يدفع بصاحبه إلى النماء والتنمية والمحافظة .
 وتكون صفة سلبيّة حين يكرّس في نفوسنا الحقد والكره والبغض والألم ..

 زوجك الان تزوّج . .
 ولم يتزوّج وهو غاضب عليك أو متضايق منك . .
 لكن قد يستغل الشيطان ثغرة ( افراطك في الغيرة )  ليضخّم  الموقف في نفس زوجك فينصرف بحبّه وكل حبه إلى ( الأخرى ) !!
 
 هو يمتلئ قلبه  سروراً وحبوراً  . . وأنت تكرّسين في حسّك ومشاعرك  شعور الكره والألم !
 أنت تخنقين نفسك بيديك !

 نعم لا أطلب منك أن تتجرّدي من أنوثتك وطبيعة غيرتك كأنثى ..
 لكن المأمول منك  - وانت المتعلمة المتميّزة في عقلك ونضجك  وتحصيلك المعرفي والعلمي  - ان تكوني أكثر ضبطاً لمشاعرك . . . .
 وأن تكوني أكثر إيماناً بما قسمه الله لك . .
 وأن تكوني أكثر ثقة بالله وحسن ظن به جل وتعالى أن رزقك زوجاً طيّباً لا يمكنك ان تتصوري  أن تكوني معه مظلومة من جهته . .
 
 أنصحك :
 - أن تكثري لنفسك من الدعاء .
 فإن أم سلمة رضي الله عنها لما خطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرته أنها امرأة غيور !
 فأفهمها النبي صلى الله عليه وسلم أنه سيدعو  لها أن يخفف الله عنها ما تجد . .
 فأكثري لنفسك من الدعاء واسألي الله بصدق  أن يعينك على ضبط غيرتك .

 - عيشي حياتك كما تريدينها أنت .. لا كما يريدها الناس !
 لا تقولي .. ماذا سيقول الناس عنّي ؟!
 يا أخيّة . .  لا تجعلي مقالة الناس ومراعاة مشاعرهم أهم من مراعاة رغبة زوجك ومشاعر زوجك ومشاعر نفسك أنت ايضاً !
 الناس لا يمكن إرضاؤهم . .
 أكاد أجزم أن هذه الفكرة هي أكثر ما يضغط عليك ( نفسيّاً ) في هذا الموضوع . .
 وذلك لأنك تعطين الناس أكبر من حجمهم . .
 تعطين كلام الناس  دائرة أوسع من دائرة نفسك وزوجك . .
 صدقيني  أخيّة . .
 لو فكّرت أن هذا الأمر  يُسعد زوجك ويُدخل عليه الفرح . .  فأعتقد أن مشاعره ورغبته عندك أغلى واهم من رغبات الناس ومشاعرهم ..
 حتى ولو كانت رغبات زوجك  في أمر  يصعب عليك - ولا أقول يستحيل -  تقبله بصورة سريعة ..
 لكنك  تجتهدين في أن تأقلمي نفسك على الوضع إرضاء لزوجك لأنك ( تحبينه ) !
 صدقيني أخيّة . .  لآ أقول لك هذا لأني رجل وأميل لأبناء جنسي ( الرجال ) ..
 لكنّي اقوله نصحاً لك وحرصا ..
 لأن الأمر الآن قد حصل .. فلا يفيد ان تجتذبي هذه الافكار الى نفسك فتزيد من الألم وتضغط عليك ..
 لكن اجتذبي  الافكار التي تساعدك على أن تتأقلمي على الوضع .

 -  لن أقول لك حاولي أن تكسبيه ..
 فأنت في الواقع تحبينه - و لا تزالين - فقط هو ألم ردّة الفعل . .
 اهدئي قليلاً . . الأهم أن لا تتصرفي بسلوك أو تصرف قد يجرّ عليك ألماً أو حسرة في مستقبل الأيام .

 -  اقتربي من زوجك أكثر  ..
 لا لأجل أن تكسبيه .. لكن لأجل أن يرضى الله عنك .. لا تنسي أنك في ( عبادة )  وإن من أجل القربات والأعمال الصالحة حسن تبعّل الزوجة لزوجها ..
 إنك بهذا القرب لن تكسبيه .. لكنك تكسبين ما هو أعظم .. تكسبين رضا ربك ..
 وماهي غاية العبد إلاّ أن يرضى الله عنه ؟!
 ومن رضي الله عنه أرضى عنه الناس ..
 فقط اهتمّي به .. احرصي عليه .. وتبعّلي له واستمتعي بذلك لأنك تقومين بعمل يحبه الله ..
 تذكري ( يحبه الله ) . .  ( يحبه الله ) .

 -  كم هو السرور الذي شعرت به عندما اختار الله لك زوجك . .
 كم من الفرح . .
 كم من الاطمئنان .. والشعور الجميل عشته  ( 5 ) سنوات ولا تزالين وستزالين - بإذن الله - تعيشينه .
 هذاالسرور والاطمئنان أفلا يسرّك ويسعدك أن يدخل هذا السرور على نفس أختك  ؟!
  اقرئي بهدوء  قوله صلى الله عليه وسلم : " حب الناس إلى الله أنفعهم و أحب الأعمال إلى الله عز و جل سرور تدخله على مسلم .. "
 لحظة . .  أعيدي  وكرري ( أحب الأعمال ) ليس إلى نفسك ولا إلى زوجك .. لكن ( أحب الأعمال إلى الله )
 سرور تُدخله على مسلم ..!
 صبرك واحتسابك الأجر عند الله في السرور  الذي يدخل على تلك الفتاة  هل تظنين أنه أمر سهل ..
 قد تشعرين أنه موقف ( مثالي ) . .  صدقيني هي وسيلة  ومهارة لترويض نفسك .. لتعيشي حياتك أكثر إيجابيّة  وأطهر حباً .. عيشي الحب في كل لحظة . . لا تجعلي ردة الفعل تحرمك من  أن تفرّطي في لحظة حب كانت بينك وبين زوجك . .

 أخيّتي . .
 ابسمي .. وظنّي بربّك خيرا . . فهو الذي يخلق ويختار : " والله يخلق ما يشاء ويختار " ..
 وما اختاره الله لك  وقدّره .. هو ( الخير ) كل الخير لك . .  مهما كان في ظاهره الألم ..
 اقرئي إن شئت : " فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيراً كثيراً "
 لاحظي أنه يقول ( خيراً ) وليس فقط ( خيراً ) وإنما ( خيراً كثيراً ) .

 وفقك الله واسعد وأصلح لك في ذريّتك .

11-10-2010

استشارات اخرى ضمن استشارات التربية الأسرية


 

دورات واعي الأسرية


 
 

إستطلاع الرأي المخصص لهذا اليوم!


هل ترى أهمية لحضور دورات عن العلاقة الخاصة بين الزوجين :

    
    
    
    
 

ناصح بلغة الأرقام


4008

الإستشارات

876

المقالات

35

المكتبة المرئية

24

المكتبة الصوتية

78

مكتبة الكتب

13

مكتبة الدورات

444

معرض الصور

84

الأخبار

 

إنضم إلى ناصح على شبكات التواصل الإجتماعي


 

حمل تطبيق ناصح على الهواتف الذكية


 

إنضم إلى قائمة ناصح البريدية


ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني