السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. اتمنى ان اجد حلاً لما انا فيه لديكم .. انا فتاه كنت امارس العاده السرية على فترات متقطعه .. ولم امارسها الا عند شعوري بالشهوه الشديده .. وفي بعض الحالات لا استطيع ان اكبح جماح نفسي عن فعلها .. رغم انني اكثر الاستغفار واشغل نفسي عنها كثيرا بالطاعات وقد وضعت لنفسي عقاباً بعد كل مره امارس فيها هذه العاده .. وتصل الى ان تسؤ نفسيتي عند امتناعي عن افراغ شهوتي واصبح عصبيه .. حتى افعلها مجددا .. واحيطكم علماً بأنني ولله الحمد لست متابعه للمقاطع الجنسيه ابداً ولا يهمني مشاهدتها ولا البحث عنها .. ! هذا الشيء يضايقني كثيراً لانني اعزم النيه عن الاقلاع عنها تماماً .. ولكن تراودني نفسي وتغلبني .. حتى اشعر بالندم بعدها .. وهل حقا تجوز ممارسة العاده السريه في حالة الشهوه الشديده ؟ افيدوني في ذلك .. واريد طريقه تجعلني اقطعها تماما فأنا اخاف الله واخاف من ان اموت على هذا الفعل المشين .. وجزاكم الله عني خير الجزاء
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
واسأل الله العظيم أن يكفيك بحلاله عن حرامه وأن يملأ قلبك حباً وتعظيماً له .
أخيّة ..
هنيئا لك هذه النفس اللوّأمة والروح الطيبة والقلب الشغوف بمراقبة الله والخوف منه .
وإن إنساناً يملك بين جنبيه مثل هذه النفس التي تلومه على الخطأ ، والقلب الذي لا يجد أنسه إلاّ فيالقرب من الله ومراقبته لهي نفس أقرب إلى التغيير والتحسين للأفضل بإذن الله .
أخيّة ...
بالنسبة للعادة السريّة تكاد تصبح ظاهرة متفشيّة بين الشباب ( ذكوراً وأناثاً ) بل حتى عند بعض المتزوجين .. وهي في الواقع نتيجة لمقدمة . .
الشهوة في الانسان هي نعمة ، وجانب كمال في الكمال الإنساني ، فالانسان الذي لا شهوة له يعتبر فيه نقص أو مرض أو خلل !
ولذلك من الأهميّ’ بمكان أن نحسّ، نظرتنا للشهوة على أنها ( نعمة ) وتستحق الشّكر والرعاية .
ونخطئ فعلاً عندما ننظر للشهوة نظرة دونيّة .
وإن من جميل شكر النّعم أن نستخدم النعمة فيما أحل الله ، وان نجتهد قدر الامكان على أن لا نستخدمها فيما لا يحبه الله ويرضاه . هذا هو معنى الشّكر .
وشكر النعمة يزيدها بركة ولذّة وحلاوة . وجحودها وكفرانها يؤذن برحيلها أو تنقلب ألماً وحسرة وعذاباً على صاحبها ...
وهكذا في كل نعمة أنعم الله بها علينا
أخيّة ..
فالشهوة .. هي قوة وغريزة كامنة وحركتها في الانسان ليست حركة لا إرادية كحركة نبض القلب أو حركة ( الفكر ) و ( التفكير ) .. بل هي قوّة كامنة متى ما وُجد ما يثيرها ويحرّكها تحرّكت .
وكل إنسان أعرف وابصر بمداخل نفسه واعرف بما يثير شهوته ويحرّكها .
أحياناً الفكرة ، النظرة ، الكلمة ، الهيئة ، الحوار ، القصّة ، طبيعة ما يقرأه الانسان ، ما يتكلم به مع الآخرين ، علاقته بمن حوله .... إلى غير ذلك من الأسباب والمهيّجات التي تهيّج الشهوة في داخل الانسان .
ومن صدق مع نفسه عرف من اين يعالجها .
لذلك .. اعرفي ما هو الذي يهيّج شهوتك ويحركها .. واغلقي بابه .
أخيّة ...
خلقنا الله تعالى ( بشراً ) ولم يكلّفنا أن نكون ( ملائكة ) في أخلاقنا وسلوكنا .
لذلك تعتري الانسان حالات من الضعف والتقصير والغفلة فيقع فيما ينزّه نفسه عن أن يقع فيه !
لكنها لحظة الضعف .
والمؤمن الحصيف العاقل ليس هو الذي لا يقع ..
لكن هو الذي إن وقع قام وأناب واستغفر واجتهد وحرص على أن لا يقع مرة أخرى ، فإن وقع لم ييأس ولم يستسلم ولم يُحبط .. بل قام مرة أخرى واستغفر وتاب وأناب ..
وهكذا .. كلما وقع نهض بقوة اقوى مما كان عليه من ذي قبل .
أخيّة ..
من أخطر آثار التعوّد على ممارسة هذه العادة ليس كون أنها ذنب أو معصية ، بل ما تجرّ إليه من القنوط واليأس من رحمة الله .
وإن الشيطان يستغل مثل هذا ليكرّس في الانسان شعور الألم والحسرة والشعور بالنفاق والضيق حتى يجرّه إلى ما هو أعظم من ممارسة هذه العادة وهو ( اليأس والقنوط من رحمة الله ) !
ومن أيس من رحمة الله خسر الدنيا والآخرة !
لذلك أخيّة ..
لا تجعلي من شعور الألم شعوراً يصيبك بالإحباط بقدر ما يدفعك إلى التصحيح والتغيير للأفضل .
إن الله يقدّر على عبده الذنب ليعرف العبد قدر نفسه ، وأنه مهما بلغ في تقواه وحرصه إلاّ أنه يذنب .
فما تجدينه من الألم لا تضخّميه في نفسك بالقدر الذي يجعلك تشعرين معه بالعجز والاحباط ..
لكن اعتبري كل وقوع تقعينه هو نقطة لتجديد العلاقة مع الله والعودة إليه .
قد لا يفيد كثيراً وضع العقوبات على النّفس .. لأن ذلك مما يزيد أيضا من الضغط النفسي على الانسان .
إنما يفيد الانسان :
الحرص على عدم فتح الأبواب المغلقة .
الحرص على التوبة والعودة كلما وقع .
حسن الظن بالله .
المسألة يا أخيّة ليست هي : هل العادة السريّة حلال أم حرام . ومتى تجوز ومتى لا تجوز !
هذا نوع من البحث الذي نحاول أن نوجد فيه لأنفسنا مهرباً يخفّف علينا من سياط الضمير !
لكن المسألة هنا مسألة ( إرادة ) ...
الصّدق مع الله يعني الفلاح .. يقول النبي صلى الله عليه وسلم : " أفلح إن صدق " .
والله تعالى قال : " إن يعلم الله في قلوبكم خيراً يؤتكم خيراً مما أُخذ منكم ويغفر لكم " .
اعتني بقلبك .. وبصدق إرادتك ..
وثقي أن الله يعينك ..
وكلما شعرت بهيجان شهوتك .. فبدل من أن تُعصّبي وتتوتّري .. افزعي مباشرة إلى الوضوء والصلاة ..
وصلّي لله ركعتين وركّزي هدفك فيها أن يكفيك الله شرّ ما أهمّك ..
وهكذا .. كلما هاجت نفسك أريحها بالصلاة ..
ألم يقل النبي صلى الله عليه وسلم : " أرحنا بها يا بلال " .
كلّما هاجت نفسك ، وتحرّكت شهوتك .. ذكّريها بحب الله .. ذكّريها بأن الله أحب إليك من هواك وشهوتك .
ابتسمي وانتِ تذكرين نفسك ..
ذكريها بروح المؤمنة الواثقة بربّها ..
أكثري أخيّة من الصيام .. وتقليل الأكل .
فإن النبي صلى الله عليه وسلم قد أوصى الشباب بالصيام وهي وصية عامة للرجال والنساء .
أكثري من قراءة القرآن بتأمل وتدبّر سيما في سورة يوسف عليه السلام .
ابتعدي عن كل ما يثير ويحرّ: شهوتك ..
وكما قلت لك ليس ضروريّاً أن يكون الذي يحرك شهوتك هو مقطع جنسي أو صورة جنسية .. قد تكون قصة أو فكرة أو محادثة أو خلوة .. اعرفي مدخل نفسك .
فالانسان على نفسه بصيرة .
حفّزي نفسك لتركها والبعد عنها بتذكّر ىثارها على نفسك ..
وما يصيبك من الألم بعد اللذّة ..
وما قد يكون لها من أثر مستقبلي عليك في علاقتك الزوجيّة ..
العادة - يا أخيّة - مثل حصى الخذف .. لا تقتل العدو وتنكأ العين !
وهكذا هذه العادة لا تطفئ الشهوة بل تزيدها وتؤجّجها .. لأن ممارسة العادة يعتمد على التخيّل والتخيّل قوة متحركة في الانسان ، والخيال لا يتوقف ولذلك كلما مارس الانسان العادة على أساس أنه يطفئ شهوته والنتيجة تأتي عكسيّة ..
حفّزي نفسك .. بمثل هذه الآثار ..
أخيّة ...
اشتكي إلى الله شكواك .. ارفعي يديك بصدق وإلحاح .. وثقي أن الله قريب " يجيب دعوة الداعي " إذا دعاه .
هو الذي خلقك ..
وهو ارحم بك ..
وهو أعلم بما يصلحك وما يكون لك عوناً .. فاسأليه لكن بيقين .
ومع ذلك أخيّة ..
إذا وقعت .. لا تتأخّري عن التوبة والاستغفار والنّدم . وتبدئي انطلاقة جديدة .
أسأل الله العظيم أن يوفقك ويكفيك ويسترك .
الإستشارات
المقالات
المكتبة المرئية
المكتبة الصوتية
مكتبة الكتب
مكتبة الدورات
معرض الصور
الأخبار
ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني