أنا طالبة جامعية تركت الدراسة حيث أنني اسكن في السكن الجامعي و لا ارغب في العودة إليها حيث أنني أحافظ على صلواتي وأخشى ربي وقد أحسست وأنا في البيت مع أهلي أنني لا أضيع وقتي كثيرا حيث نظمت وقتا لتلاوة القرآن و حفظة و تفسير آياته ووقت آخر لقراءة الكتب التي تفيدني في دنياي و آخرتي فهل هذه الأمور قد ترضي ربي عوضا عن تركي للدراسة. وأرجو إخباري بأمور أخرى تفيدني في ديني ودنياي و آخرتي و جزاكم الله خيرا.
الأخت الفاضلة/......
أسأل الله العظيم أن ينفعك وينفع بك وأن يجعلك من القانتات الحافظات للغيب بما حفظ الله..
أختي الفاضلة...
التدين والاستقامة على طريق الهداية والنور لا يعني الانعزال عن الواقع والمجتمع، والانطواء على الذات.
نحن اليوم في زمن المسلمون فيه أحوج ما يكونون إلى التحصّن بالعلم (مطلق العلم النافع)، في كل مجال من مجالات الحياة، ومنوط بهذه الأمة أن تبلغ الريادة والسيادة في العالمين ولن تكون هذه الأمة كذلك إلاّ حينما تكون أقدر وأحرص على استغلال كل ما سخره الله تعالى لها لتحقيق العبودية في الأرض سواء على المستوى السياسي أو الفكري والثقافي أو الاقتصادي أو الاجتماعي أو نحو ذلك.
هذه الريادة تتطلّب من المسلمين كأمة أن يكونوا أبصر بواقعهم وبما يناسب هذا الواقع والتعامل معه على نور من الوحي، ومطلوب من أفراد المسلمين أن يكونوا على مستوى من حمل الأمانة والمسئولية والشعور بهمّ الإسلام والإعداد للمرحلة القادمة بما يناسبها.
أختي الفاضلة..
هذه المقدمة أردت منها تحفيز الهمّة إلى قضية مهمّة وهي: أن الإنسان المسلم عندما يريد أن يتخّذ قراراً مهمّاً في حياته فينبغي عليه أن لا ينظر إلى مصالحه الشخصية بمعزل عن همّ أمته ومجتمعه، بل يحرص دائماً على أن يستشعر أنه فرد من أفراد هذه الأمة وعليه مسؤولية عظيمة في سبيل تحقيق الريادة على العالمين.
أختي الفاضلة....
اختلاطك بالأخريات من بنات جنسك في الأماكن العامة والخاصة في مكان الدراسة أو غيرها مع الإصلاح والتوجيه والإرشاد خير من الانطواء والانعزال. ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير وأحب إلى الله من المؤمن الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم".
إنه ليس مطلوب من الفتاة الحرّة العفيفة الصيّنة الديّنة أن تصبح ولاّجة خرّاجة، بل سترها وعفافها وكرامتها في استقرارها ببيتها، لكن لا يعني القرار والاستقرار الانعزال دون التعلّم والتفقّه والتبصّر والعمل لهذا الدين ولما يقيم شأن نفسه وأمته على الطريق المستقيم.. ومتى ما تيسر للفتاة أن تتعلم وتُعلّم مع مراعاة ضوابط الشريعة في حقها هو خير وأفضل لها ولأمّتها.
تخطيطك لاستغلال وقتك تخطيط جيد وموفق - إن شاء الله - لكن التعلّم بالتعاون والمشاركة أبلغ في الأثر من التعلّم الذاتي المنطوي، لأن التعلّم مع الجماعة يعين ويساعد على تطبيق المعلومة على الواقع تطبيقاً صحيحاً، بعكس التعلّم الذاتي الذي غاية ما فيه أنه اختزان للمعلومات!!
جميل منك أن تحرصي على تهذيب نفسك وتزكيتها بالذكر والدعاء وقراءة القرآن، وجميل أن تضيفي إلى ذلك عملاً دعوياً تفيدين به غيرك كمشاركة في برامج دعوية أو صلة أو برّ أو نحو ذلك. فالتربية الفردية مطلوبة، والتربية الجماعية أيضا مطلوبة.
بعض الفتيات لا يتيسّر لهنّ التعلّم على مقاعد الدراسة لسبب أو لآخر، فمثل هذه وغيرها لابد أن تسلك طرقاً أخرى للتعلّم والتعليم، واليوم ولله الحمد
أصبحنا في عصر الطفرة التقنية، فتستطيع أن تستمع إلى درس عبر الأشرطة المسجلة أو عبر بعض مواقع البث المباشر الإسلامية على شبكة الانترنت أو نحو ذلك.
أوصيك أخيتي.. بالإخلاص والثبات وكثرة الدعاء والاستغفار، وأن يكون لك جهد - ولو بسيط - في نفع الآخرين وتوجيههم وإرشادهم أو تعليمهم ما ينفعهم في أي مجال نافع.
عسى الله أن ينفع بك ويجعلك من مفاتيح الخير..
الإستشارات
المقالات
المكتبة المرئية
المكتبة الصوتية
مكتبة الكتب
مكتبة الدورات
معرض الصور
الأخبار
ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني