من جميل بركات هذا الشهر المبارك أنه شهر الفرحة والحب والبشرى . ولقد تجلّى ذلك من خلال اليسر الذي شرعه الله في هذه العبادة ، ومن خلال تطبيقات النبي صلى الله عليه وسلم لاحياء هذه الروح في حياة المسلم وتزكيتها ( روح الحب والبشرى والفرحة ) .
جاء في الحديث عن أبي هريرة – رضي الله عنه - أن النبي – صلى الله عليه وسلم- قال : "أتاكم رمضان ،شهر مبارك ،فرض الله عز وجل عليكم صيامه ،تفتح فيه أبواب السماء ،وتغلق فيه أبواب الجحيم ،وتغل فيه مردة الشياطين ،لله فيه ليلة خير من ألف شهر من حرم خيرها فقد حرم " . أخرجه النسائي 4/129 ح(2106) ،وأحمد 2/230 ،385 ،425
قال ابن رجب - رحمه الله - في ( اللطائف ) : وكان النبي صلى الله عليه وسلم يبشر أصحابه بقدوم رمضان ، .... ثم ساق هذا الحديث ، ثم قال : قال العلماء : هذا الحديث أصلٌ في تهنئة الناس بعضهم بعضاً في شهر رمضان . أ.هـ
فهذا أوان دخوله يعلّمنا النبي صلى الله عليه وسلم كيف نبدأ هذا الشهر بروح ( الحب الاجتماعي ) بين الناس . سيما بين الأسرة الواحدة .
فيا ترى ماذا سيكون هو الشعور بينك وبين زوجتك وأبنائك لو ابتدأتتم الشهر بينكم بالبشرى بما بشّر به النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه .. ؟!
أن روح البشرى تدفع للعمل . .
وتزيد من الألفة والودّ بينكم . .
وليؤكّد الوحي معنى ( الحب ) في مدرسة الصيام ، تصف لنا عائشة رضي الله عنها هدياً من هديه صلى الله عليه وسلم مع زوجاته في رمضان ، تقول : كان النبي صلى الله عليه وسلم يقبل ويباشر وهو صائم ، وكان أملككم لإربه .
ومرّة كان في معتكفه فتزورخ زوجته صفية رضي الله عنها فيسامرها وتتحدث إليه ساعة ثم قام يوصلها إلى بيتها .
إن هذا التطبيق النبوي للحياة الزوجية في هذا الشهر الفضيل ليؤكّد لنا معنى تنمية الحب بين الزوج وزوجته ، وأن الصيام لا يمنع من تفعيل الحب والملاطفة بين الزوجين .
إن من تنمية الفرح وبثّه ونشره أن يحرص الزوجان على تذكير بعضهما البعض عند كل فطر بقوله صلى الله عليه وسلم : " للصائم فرحتان فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه " .
إن هذه النصوص ما جاءت لتبقى جامدة أو تراثاً يُحفظ في بطون الكتب .. وإنما جاءت لتكون واقعاً تطبيقيّاً نلمس أثرها في حسّنا وشعورنا وفي حياتنا مع زوجاتنا وأبنائنا وأهلينا وجيراننا ومع كل مسلم ومسلمة .
ولحرص الوحي أن يبقى هذا الحب بين الناس ، وتبقى هذه الروح حيّة حيويّة في تعاملات الناس سيما في هذا الشهر الفضيل جاء التوجيه إلى دحض كيد الشيطان في التحريش أو الخصومة وعدم مواجهة الخصومة بالخصومة . ففي الحديث الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : الصيام جنة ، فلا يرفث ولا يجهل ، وإن امرؤ قاتله أو شاتمه ، فليقل إني صائم - مرتين - .
( إنّي صائم ) يذكره بالعبادة العظيمة .. وفي نفس الوقت يذكّره بروح الحب وأنها الروح التي ينبغي أن تكون بين المسلمين الصائمين .
أيها الصائمون . .
انشروا الحب والفرح بينكم . .
أيها الأزواج . .
تحابوا . .
أيها الآباء . .
علّموا أولادكم معنى الفرح والبشرى ، واغرسوا فيهم هذه الروح .
فرمضان .. مدرسة الحب .
الإستشارات
المقالات
المكتبة المرئية
المكتبة الصوتية
مكتبة الكتب
مكتبة الدورات
معرض الصور
الأخبار
ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني