زوجي يفرق بين ابنتي وابنائه من زوجة أخرى

 

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله .. بارك الله ‏?فـي موقعكم وأثابكم خيرا كثيرا على جهودكم .. باختصار .. أنا فتاة تزوجت ‏?فـي الواحد والعشرين من عمري رجل أرمل ( لديه طفلان ) وهو رجل صالح ولا أزكيه على الله .. لكنه يعاني من بعض المشاكل النفسية القديمة والتي أثرت عليه وعلينا .. بداية زواجنا أخبر أهلي أن أولاده الصغار عند أهل أمهم رحمها الله .. لكن ما إن تزوجته حتى بدأت المشاكل معهم .. والتي تسببت ‏?فـي عدم رؤيته أطفاله 4 سنوات نهائيا .. خلال هذه السنوات كنت قد أنجبت طفلة جميلة ولله الحمد .. أول سنتين كان يحبها حبا شديدا ولا يرد لها طلب حتى أننا أسميناها على والدته ، لكن بعد تجاوزها السنتين حصلت مشكلة تافهة بيني وبينه وبطريقته الدائمة ‏?في تكبير الأمور وحملها فوق ما يلزم وتوقعه لأمور لن تحدث ابداً ( نظرا لحياته السابقة المحملة بالمشاكل إلى أن توفيت أم اولاده ) ! الشاهد : بعد هذه المشكلة أردت بالاتفاق معه أن أرتاح ‏?فـي بيت أهلي .. بصراحة تعبت تعب شديد من أسلوبه .. نفسيتي المرحة تغيرت تماماً ، أسلوبي الجذاب أصبح باهت حتى الاختناق ، أنا نفسي كرهت حالي ، وأردت البعد قليلا . قضيت مدة شهرين تقريباً ، لا تواصل معنوي بيننا نهائيا ولا يسأل حتى عن بنته ، لكن لم أحتج اليه ‏?فـي هذه الفترة كوننا اتفقنا على البعد والراحة ... رجعت له وبدل أن أرى زوجي تغير حاله للأفضل رأيته ازداد سوءا .. صبرنا وما باليد حيلة ... بنيتي الصغيرة والتي تعرضت لأقوى صدمة من أبيها ، بعد مرور فترة على عدم رؤيته لها وفي أول رحلة لنا تعرضت لضرب قاسي جدا منه كونها لم تستجب له ، فالطفلة الصغيرة ذات السنتين لم ترغب الخروج من اللعبة ومع الإصرار أخذت تصرخ مما دفع ( ابوها ) لضربها على وجهها حتى يؤدبها بزعمه .. لم أسكت نهائيا عن ما حصل وكنا ‏?فـي توتر شديد حتى رجعنا ، طبعا تحدثت معه لكن لم أرَ منه اي ندم على فعلته للأسف .. ( قوله أنا لا احب الصراخ ) أقل كلمه ممكن اسمعها تنهي حوارنا الأصم .. وتستمر الحياة ويتكرر الموقف هذا مرات قليلة يفقد فيها أعصابه على ابنته التي من لحمه ودمه والتي لا تكاد تفهم شيء من هذه الدنيا حتى تستوعب أسلوب والدها .. ما أخفيكم أنا اول المتأثرين بما يحصل ، وحاولت بشتى الطرق تغير أسلوبه .. لدرجة كرهت الخروج والتنزه معه .. لا أنكر ‏?فـي الأيام الأخيرة كان يعدني بالسيطرة لكن لم أرَ اي تغير مع الأسف . مرت أربع سنوات كان يحاول بين الفترة والأخرى المطالبة بحضور أولاده وكنت لا أمانع أبداً فقد كنت أتوقع ماهو فيه من حرمانه منهم .. استجاب اخيرا جد أولاده وتنازل له، كون الحضانة لهم ، واحضرهم عندي ، طبعا كنت أحدّث ابنتي دائما عن اخوتها .. فهي تحبهم قبل أن تراهم .. كبر الأولاد اعمارهم 9 سنوات و7 سنوات لاحظنا اختلاف ‏?فـي تربيتهم عن طريقتي ، فأنا إنسانة أهتم جدا بالنظافة وهم لم يتعلموا أساسيات النظافة حتى ( دخول الحمام أجلّكم والاغتسال ... الخ ) عموما هم صغار وحرصت أن أغيّرهم احتسابا لله وحبا ‏?فـي زوجي .. كنت وقتها حامل بمولودي الثاني . بداية حال زوجي ‏?فـي طريقة تعامله مع الأطفال جميعا هو نفسه أسلوبه التوبيخ القاسي والضرب اللا مبرر له ، لكن سرعان ما بدأ يتغير فقط مع اولاده مما دعاني للثناء عليه وتنبيهه أن الصغيرة كذلك تحتاج مثل ما يحتاج اخوتها .. لكن ابداً كأني أتكلم مع الجدار .. وكون مستواهم الدراسي جدا ضعيف .. وهم من أصحاب الحركة الزائدة .. جعله يتناسى أمر ابنتنا ، والله الذي لا لا إلہ الا هو لم اطلب شيئا زائدا لي ، لكنه لا يرى أننا نحتاج شيء .. أو أقل الاهتمام .. أنجبت المولود الثاني ، تغير حاله قليلا .. لكني تعبت كوني لم أجد بعد كل هذه المدة أي استجابة من الأطفال ومسؤليتهم وجدتها أكبر من طاقتي ، ليس كرها فيهم بل أني أحبهم ، لكني أخاف أن أظلمهم بسبب تعامل ( ابوهم ) الجاف مع اختهم الصغيرة .. حتى أهله مع الأسف تغيروا تجاه ابنتي ، أعرف أن هؤلاء أيتام وكل ينظر لهم بعين أخرى ، لكن طفلتي تأثرت جدا ، وكنت أحاول بطريقتي أن كل هذه الامور عادية جدا .. الحاصل : أخبرت زوجي بعدم قدرتي على كل ذلك وكون مسؤليتي ثقلت بالمولود الجديد فأنا لا أستطيع تحمل مسؤليتهم نهائيا .. وطلبت منه الزواج حتى ، أو أن يصبرني حتى يكبروا ويتحملوا مسؤلية أنفسهم قليلا ويكونوا مع والديه بعد ذلك .. لكنه رافض أبداً بديلاً غيري .. ورافض الاستجابة لرغباتي البسيطة !! أريد فقط أن يحنْ على هذه البنت ، لماذا يعاملها بهذا الجفاء ؟؟ يجيب انتِ تتخيلي أنا أحبها ومن هذا الكلام ، وافعالك : ( لا يناديها باسمها إنما ( يا بنت ) ، أي غلط ولو كان صغيرا وبخها عليه سواء باللفظ أو باليد ، حتى طريقة مزاحه معها قاسية يأتي لها ويلعب ‏?فـي شعرها أو يداعبها حتى تبكي من يده ....) طبعا ممكن تتسأل ربما البنت شقية أو عنيدة !! أخبرك أنها غير ذلك ابداً بل هي طفلة هادئة وذكية جدا لا قوة الا بالله وتحفظ من كتاب الله سوراً كثيرة وسابقة كثير أطفال ‏?فـي سنها .. فالمفروض كأي أب يفخر كون لديه ابنة بهذه المميزات .. فأي مكان تذهب إليه - حماها الله - تلفت الإنتباه بأدبها وتربيتها .. من يصدق تذهب إليه فرحة جدا بتكريم من معلمتها مثلا ً، وبدل أن يبارك لها .. يقول لها وأختك لم تكرم ؟؟ اولا هم ‏?فـي مراحل مختلفة وسن مختلف ، فالمقارنة عقيمة .. الان أنا ‏?فـي حيرة ،، يعلم الله أني أعامل أولاده وأحسبهم أولادي وهم يحبونني وينادوني بأمي ولا أريد كسر خاطرهم .. لكن تربيتهم ومسؤليتهم أصبحت هما على ظهري .. وكل يوم أحلم بالهدوء والراحة التي فقدتها بمجيئهم .. الحيرة اتعبتني .. وأكاد اتأقلم كم يوم وما ألبث على أقل موقف انفجر .. وهذا ليس أسلوبي مع الأسف .. أتمنى إجابة شافية ونصيحة تقودني للصواب .. وجزاكم الله خيرا..

13-12-2013

الإجابة

 وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
 واسأل الله العظيم ان يكتب أجرك ، ويزيد في قلب زوجك حبك وحب ولدك .
 
 أخيّة . . 
 لو سمحتِ لي أن ابدأ رسالتي إليك من عند عبارتك ( وكل يوم  أحلم بالهدوء والراحة التي فقدتها بمجيئهم  ) !!
 في الحقيقة انك قبل مجيئهم وصلت لمرحلة بينك وبين زوجك أن طلبت منه أن تبتعدي عنه ، وابتعدتِ عنه فعلا لمدة شهرين وأنت في بيت أهلك .
 هل كان طلبك ذلك لنك كنت تعيشين هدوءً أم لأنك كنت تبحثين عن الهدوء ؟!
 فإن كان طلبك لأنك كنت تعيشين الهدوء . فطلبك لم يكن موفقا ..
 وإن كان لأنك تبحثين عن الهدوء .. فماذا اختلف الآن ؟!
 
 أخيّة .. 
 الهدوء .. الاستقرار .. السعادة في هذهالحياة ليس محطة وصول يمكن أن يصل غليها الإنسان ويضع فيها كل همومه وينتهي منها !
 بل السعادة والاستقرار والهدوء في التعايش ةالتأقلم على الحياة بكل ظروفها وحسن إدارتها بالطريقة التي تشعرني بالرضا عن نفسي ، وفي نفس الوقت ينتج عنهاالشعور بالهدوء النفسي .
 
 الحياة الدنيا لا راحة فيها أبداً ..
 ولو تامّلت حياتك بكل مراحلها لوجدت أن كل مرحلة كانت لها مشكلاتها وتبعاتها ومسؤولياتها . تختلف من حيث تأقلم النفس معها لكن تتفق في أن كل مرحلة لها مشكلاتها وتبعاتها .
 
 إذن حتى نكون سعداء ..
 ليس المطلوب أن تتغيّر الظروف من حولنا ..
 كم من مريض كان يشعر بألم المريض فلما رزقه الله الصحةوالعافية بدأت معه مشكلات جديدة لم تكن في وقت مرضه ..
 وكم من فقير كان يعاني تعاسة الفقر والم الحاجة ، فلما أغناه الله صار يعاني منمشكلات أخرى لم تكن  وقت فقره !
 وهكذا ..
 فالسعادة ليست بتغيّر الظروف من حولنا بقدر ما هي في طريقة تفكيرنا  في الأمور والأحداث والمواقف من حولنا .
 
 صحيح وجود ابناء زوجك يزيد من المسؤولية ..
 لكن صدقيني وجودهم منحك فرصة ان تتعلّمي مهارات جديدة في كسبهم وفي غرس قيم جميلة في شخصياتهم لدرجة أن زوجك لا يبتغي عنك بديلة !
 ألا تعتبري أن هذا انجاز ؟!
 الانجاز ليس أن تكون النتائج 100% كما أتمناها .. لكن أنتكون هناك نتائج ولو بطيئة فهذا انجاز .
 
 كل الذي أستطيع أقوله لك وبصدق : 
 غيري فكرتك وطريقةتفكيرك تجاه ابناء زوجك ..
 لا تفكري أن وجودهم زيادة مسؤولية ..
 لكن فكري أن وجودهم فرصة  سانحة لك لتخوضي تجربة صقل مهاراتك في التعامل والتواصل مع اختلاف أعمار الأطفال .
 فكّري أن وجودهم وحسن رعايتهم فرصة ( أجر ) قد ينعكس عليك بركة رعايتهم على حياتك وحياة أطفالك . انت اليوم قائمة بين طفليك .. لكن الحياة لا تدوم لأحد وصنائع المعروف تقي مصارع السوء .
 فكّري أن وجودهم فرصة أن تكسبي قلب زوجك  ،وان وجودهم فرصة ايضا لتحسين بعض سلوكيات زوجك .
 
 هنا لا تتوقعي أن زوجك يمكن أن يتغيّر في ظرف شهر أو شهرين أو حتى سنوات ..
 لا تقيسي التحسن لمجرّد مواقف ..
 بل التحسن يقاس في كون أن زوجك في غالب حاله أنه أفضل في تصرفه وسلوكه من المواقف التي تعدّينها عليه في مواقفه مع ابنتك .
 
 حرصك الزائد على ابنتك ربما يُشعرك بأن والدها جاف معها ..
 وربماايضا ملاحظته هو لحرصك الزائد على ابنتك يجعله يتعامل معها بنوع من الجفاء .
 
 أعتقد أنه من المناسب أن لا تناقشيه في اي موقف يحصل مع ابنتك ..
 لا تقولي له لماذا قلت لها كذا أو لماذا ضربتها أو لماذا لم تقل لها مثل أختها وهكذا .
 هذه المناقشة تزيد من عناده - ربما - .
 صحيح بعض المواقف يحتاج إلى تنبيه .. لكن تخيّري وقت التنبيه ان يكون في وقت هادئ ومناسب ، وليس ضرورياً أن يكون التنبيه في نفس موقف الحدث .
 يعني اختيار الوقت ..
 اختيار الالفاظ المناسبة . . 
 اللغة الدافئة في المناقشة ..
 هذه كلها أسباب ووسائل لأن يتقبّل زوجك مناقشته في اي أمر ، ويكون تجاوبه مناسباً .
 
 اقترحي على زوجك  أن يحضر خادمة ، لو على سبيل اليوم او اليومين في الأسبوع .
 عودي لشخصيتك المرحة ..
 ولا أزال أقول لك ..  شخصيّاتنا لا تتأثّر كثيرا بالظروف والأمور من حولنا بقدر ما تتأثّر أكثر شيء بطريقة تفكيرنا وتفسيرنا للأحداث من حولنا .
 فحين نفسرها أو نفكّر فيها بطريقة مقلقةأو مؤلمة أو متعبة فباطلبع سينعكس ذلك على مشاعرنا وسلوكنا .. ولأننا في كثير من الأحيان نتهرّب مننقد أنفسنا فإننا نلجأ إلى تعليق الأمر بالظروف من حولنا . وأنها هي التي أثّرت علينا .
 
 نعم .. لا أقول أن الظروف ليس لها تأثير . بل لها تاثير لكن نحن نستطيع أن ندير هذه لظروف ولا نستطيع أن نصنعها  .. وأفضل إدارة للظروف  هو إدارة الأفكار .
 وإلاّ فما معنى الصبر ..
 ما معنى الحكمة ..
 ما معنى الرضا .. 
 حين نأمل أو نتمنى أن تكون الظروف على ما نتمنى ؟!
 
 أهتمي بأطفالك وأبناء زوجك ..
 اهتمي بزوجك ..
 اهتمي بنفسك ايضا واستمتعي باهتمامك بنفسك . . 
 
 واكثري من الدعاء ..
 
 والله يرعاك ؛ ؛ ؛ 

13-12-2013

استشارات اخرى ضمن استشارات التربية الأسرية


 

دورات واعي الأسرية


 
 

إستطلاع الرأي المخصص لهذا اليوم!


هل ترى أهمية لحضور دورات عن العلاقة الخاصة بين الزوجين :

    
    
    
    
 

ناصح بلغة الأرقام


4008

الإستشارات

876

المقالات

35

المكتبة المرئية

24

المكتبة الصوتية

78

مكتبة الكتب

13

مكتبة الدورات

444

معرض الصور

84

الأخبار

 

إنضم إلى ناصح على شبكات التواصل الإجتماعي


 

حمل تطبيق ناصح على الهواتف الذكية


 

إنضم إلى قائمة ناصح البريدية


ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني