أشعر بأنني وحيدة في تربية أبنائي

 

السؤال

لا أحب أن أسمي ما أعانيه في حياتي الزوجية بمشكلة ولكن لنقل أنها حالة من سوء الفهم أو سوء الاتصال. أنا متزوجة من 15 سنة من رجل متزوج فأنا زوجة ثانية وزوجي رجل عادل فلي يوم وليلة ولها يوم وليلة. ولي من الأبناء سبعة الحمد لله وزوجي رجل بار بوالدته فهو يذهب إليها مرتين أو ثلاث مرات أسبوعيا للغداء معها فهي وحيدة بعد زواج جميع أبنائها و وفاة زوجها. في بداية زواجي كنت سهلة الحركة أذهب مع زوجي إلى حيث يريد أشاركه بره بوالدته, هواياته.. الخ الآن بعد أن كبر الأبناء وكثرت متطلباتهم واحتاج الأبناء للتواجد في المنزل لفترات أطول بحكم الدراسة وبدأت أبذل معهم مجهود ووقت أكثر في سبيل تعليمهم و تربيتهم و الترفيه عنهم في هذا الوقت شعرت بالوحدة وأن الحمل ثقيل وخصوصا أن عددهم 7 أصغرهم عمره سنة ونصف ويحتاج إلى رعاية مباشرة مني. حاولت بأن أطلب من زوجي مشاركتي في حمل هذه المسؤولية فكان يقول لي ربونا أمهاتنا بنفس ظروفك ولم يشتكوا ونسي زوجي بأنني امرأة عاملة وهذا مختلف عن ظروف أمهاتنا ونحن نحتاج لراتبي فالمعيشة هذه الأيام صعبة ولن أشكي الحال لأن هذا ما يعانيه الجميع. المهم ألخص لك ما أعانيه: أشعر بأنني وحيدة في تربية أبنائي و هذا يجعلني عصبية عندما أفشل في شيء مثل المتابعة اليومية لواجبات الأبناء المدرسية, أو عدم وجود الوقت الكافي لشراء مستلزمات البيت من أكل وشرب و مواد استهلاكية, أو عدم القدرة على المتابعة اليومية للخدم من تنظيف وطهي وترتيب للمنزل. وأخيرا لكم مني جزيل الشكر.

23-02-2010

الإجابة




الأخت الفاضلة / .......

عسى الله أن يبارك لك في جهدك ووقتك وأن يصلح لك ولدك وزوجك..
جميل منك هذا التفاؤل الذي بدأت به رسالتك، وأجمل منه أن لو أكملت تفاؤلك حتى في نهاية رسالتك...
خمسة عشر عاماً من الاستقرار والحب والمودةّ بينك وبين زوجك وولد وذرية عمر مبارك وحياة مباركة إن شاء الله.
ثقي تماماً أن الخوف من الفشل والشعور بالفشل هو الفشل!!
حين لا تتحقق للإنسان النتائج المرضية فهو:
- إما أنه يتمنّى نتائج لا تتوافق مع إمكاناته، فهو يصاب بالإحباط حين لا تتحقق له هذه النتائج لأن الأمنيات سيطرة عليه أكثر من الواقع.
- أو لأنه ما أحسن  الطريقة السليمة للوصول إلى النتيجة التي يريدها.
ولذلك أخيتي الفاضلة ينبغي عليك أن تكوني واقعيّة في تخيّل النتائج المرغوبة سواء من أبنائك أو من متابعتك للخدم، بمعنى أنه ينبغي أن يكون هناك تناسب بين إمكاناتك ووقتك المبذول في تحقيق النتيجة مع النتيجة!!

أختنا الفاضلة..
الحياة بمسؤولياتها تحتاج إلى وعي في التخطيط، وبراعة في توزيع الأعمال والأدوار على الآخرين، وحسن التخلص من بعض الاهتمامات التي تكون غير لازمة أو يوجد من يقوم بها!!
ولذلك أختي الفاضلة لعلي أن أنجح في مساعدتك بهذه التوجيهات:
1 - احرصي على حسن صلتك بوالدة زوجك، وحسن الوصل والاتصال لا يلزم بالضرورة كثرة الزيارة، تستطيعين متابعة والدة زوجك من خلال الاتصال (هاتفياً) تستطيعين أن تعبري عن مشاعر ودّك لها من خلال هدية بين فترة وأخرى، من خلال سؤالك لزوجك عنها وعن بره بها، المقصود إشعارك لزوجك بحرصك وعمل بعض الأمور البسيطة التي لا تكلفك مشقّة في الخروج والدخول  تجعل من حبال الوصل والودّ ممدودة بينكما، على أن هذا لا يمنع أن تحددي يوماً للزيارة الدورية لها.
2 - وزّعي أدوار العمل على أبنائك في البيت واغرسي فيهم روح المسئولية ولا تجعلي منهم أبناءً اعتماديين اتكاليين على خدمة الخدم أو على ما توفرينه أنت لهم.
علّمي أبنائك كيف يحافظون على نظافة وترتيب أنفسهم وبيتهم ومكان نومهم، علّميهم كيف يحضرون بعض الأغراض للبيت من السوق ونحوه.. علّمي بناتك كيف تجيد فن الطبخ وغير ذلك مما هو من خصوصيات البنات.. وشجّعيهم على ذلك، هذا التعليم والتشجيع يخفف عليك كثيراً من الأعباء ويوزّع الأدوار بشكل صحيح، كما أنه يشكّل سلوك الأبناء على نحو سويّ يستطيعون معه التعايش مع واقعهم من غير اتكال أو دلال زائد عن حدّه.
3 - حاولي ما استطعت أن  تتخففي من بعض المسؤوليات التي يوجد من يكفيك مؤنتها، كالعمل خارج البيت، فإن العمل خارج البيت يسلبك وقتاً ليس بالقليل من ساعات يومك، وهي ساعات ثمينة لا تستطيعين أن تنجزي فيها ما يصلح شأن بيتك وولدك بقدر ما يصلح شأن صاحب العمل ومؤسسته ونشاطه!!
عمل المرأة خارج البيت قضية حساسة جداً خاصة في مجتمعنا المسلم الذي حرص الإسلام فيه على أن يعطي المرأة مكانها اللائق بها ومسئولياتها اللائقة بمكانتها، فإن أعظم مسؤوليات المرأة هي مسؤولية بيتها وزوجها وأبنائها، كما أن هذا الحرص من الإسلام لأن  تتفرغ المرأة لبيتها وزوجها كان من أجل أن لا يتنصّل الرجل من مسؤوليته في توفير النفقة التي تُصلح شأنه وشأن أهله وولده.
عملك خارج البيت يؤثر سلباً على عملك داخل البيت، قد تقولين أن الحاجة تضطر المرأة للعمل!!
أقول لك الحاجة والضرورة تقدّر بقدرها بحيث لا تطغى هذه الضرورة  فتؤثر على أولويات مهمّة في حياتك وحياة أبنائك، بإمكانك أن تتخففي من وجود الخدم في البيت لتخفّ مخرجات الإنفاق، طالما وان لك سبعة من الأبناء - بارك الله فيهم - فهم أولى بمتابعتهم وتعلميهم كيف ينهضون ببيتهم وأسرتهم، أنت بهذا تخففتي من متابعة الخدم إلى متابعة الأبناء وهم أولى بالمتابعة، وهكذا تفرّغتي لبيتك أيضاً.
إنه ينبغي عليك ترتيب الأولويات في حياتك وحياة زوجك وتوزيع المسئوليات كلّ فيما يخصّه، فمثلاً:
- مسؤولية العمل والنفقة على الزوج واجبة.
- مسؤولية الخروج للسوق وشراء المستلزمات المنزلية أيضا هي من مهمّة الزوج أو من مهمّة الأولاد الكبار.
وهكذا أنتِ بحاجة إلى ترتيب الأولويات في حياتك وحسن توزيع المسئوليات، صحيح أن الأمر يحتاج إلى إعادة ترتيب وربما كانت فيه مشقة بادئ الأمر لكن دائماً تعب البدايات يدلّ على سعادة النهايات!!
واعلمي أن الوقت التي تقضينه خارج البيت يؤثر ولابد عليك في نتائجك التي تريدينها داخل البيت!!
4 - احرصي أخيتي على تنمية روح التفاؤل والصبر والأمل مع العمل في نفسك ونفس أبنائك، وكلّما شعرت بأن النتائج غير مواتية لك فلا تيأسي بل غيّري من طريقتك وأسلوبك، ألا ترين أن النملة كلما سقطت من على جذع الشجرة حاولت مرة أخرى لكن بسلوك طريق آخر!!
5 - أحرصي أخيتي على أن تكوني أكثر قرباً من الله عز وجل وخاصة في بيتك وأمام أبنائك وذلك بإقامة الصلاة وأمرهم بذلك وتعويدهم على الذكر والطاعة وقراءة القرآن، فإن الأسرة التي تسودها روح الإيمان والطاعة تكون أكثر تفاؤلاً ورضاً وقناعة.

أسأل الله العظيم أن يبارك لك في زوجك وولدك وأن يجعلكم قرة عين لبعضكم.

23-02-2010

استشارات اخرى ضمن استشارات التربية الأسرية


 

دورات واعي الأسرية


 
 

إستطلاع الرأي المخصص لهذا اليوم!


هل ترى أهمية لحضور دورات عن العلاقة الخاصة بين الزوجين :

    
    
    
    
 

ناصح بلغة الأرقام


4008

الإستشارات

876

المقالات

35

المكتبة المرئية

24

المكتبة الصوتية

78

مكتبة الكتب

13

مكتبة الدورات

444

معرض الصور

84

الأخبار

 

إنضم إلى ناصح على شبكات التواصل الإجتماعي


 

حمل تطبيق ناصح على الهواتف الذكية


 

إنضم إلى قائمة ناصح البريدية


ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني