اهلي يحجرون زواجي إلاّ من عائلتي !

 
  • المستشير : وحيدة
  • الرقم : 2396
  • المستشار : أ. منير بن فرحان الصالح
  • القسم : استشارات فقه الأسرة
  • عدد الزيارات : 12181

السؤال

السلام عليكم ورحمه الله ،، سعدت كثيرا عندما استطعت أن اضع مشكلتي ، لأن كثير من المواقع لا تقبل الاستشارات ،، أرجو منك تقبل كلماتي بصدر رحب ،، والرد علي بأقرب وقت ( مأجورين ) نظرا للضيق والهم الذي اعيشة ( والله يرحم الحال ) باختصار : أنا فتاة عمرة 26 ، وتقدم لخطبتي كثير من الشباب ، منهم أئمة مساجد وحفظة لكتابه ، وطلبه علم، وفي كل مرة أهلي يرفضون بحجة أنه ليس من أهلنا ، أبي توفي من عامين ، وهو كان اشد تكبرا وكان يرى جميع الناس أقل منا منزله (رحمه الله) .. والآن ليس لدي سوى اخ واحد ، وهو متزوج ولديه ابناء ، وفي بداية الثلاثين وهو رجل محترم وطيب ، ولكــن في هذا الموضوع يقول : ( لا ازوج من خارج العائلة وأنزل من مكانتي بين ابناء العمومه ) مع العلم بأن يوجد من أقاربنا من زوج بناته لقبائل اخرى ، ولدي خال في السعودية زوج بناته لعدة قبائل ، وعندما طلبت مساعدته للأسف لم يقف معي وانصدمت من رده فعله .. وليس لدي محرم غير أخي ،، وأنا والله يشهد على كلامي ـ ما أرسلت هذه الاستشاره وبحثت في هذا الموضوع إلا أني وصلت لمرحله لا استطيع أن اصبر اكثر من ذلك .. فأهلي وللأسف في أمر الزواج غير مهتمين وقد قالوا لي إن لم ياتيك أحد من الأهل تبقين من غير زواج ( أي لا يهم ان اتزوج ) وقد تقدم لي من شباب الأهل ولكن وبصراحة لم ارتاح لأحد منهم ،، فأنا ارغب في رجل ملتزم يخاف الله ... والآن يوجد عده شباب ملتزمين \"اخوان بعض الصديقات \" يرغبون في التقدم لخطبتي ولكن اهلي دائما ردهم ( لا لا لا لا ) أرجوكم ارشدوني لحل ،، لأني ارغب بأن اعف نفسي بالحلال بانتظار ردكم على احر من الجمر وأنا اسفه ، وارجو أن تتقبلوا كلماتي بصدر رحب مــلاحظة : مع العلم بأن لدي اختي اكبر مني 30 سنه ، تزوج احد الاقارب ، وتطلق وهي عمرها 20 ولديها ولدان وإلى الآن لم تتزوج بسبب نفس المشكلة ( الغريب لا نزوج) .. ابنتكم : وحيدة

16-06-2011

الإجابة

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته . .
 وأسأل الله العظيم ان يكتب لك خيرا ويختار لك خيرا ويرزقك العفّة ويزيّنك بالعفاف .
 وشكرا لجميل لطفك وحسن ظنك ،ونسعد بك اختا طيبة ناصحة نافعة . .
 
 أخيّة . ..
 حقيقة حين قرأت رسالتك ، وكاني اقرأ الم المعاناة فيها في كثير من الفتيات اللاتي لم  تتح لهنّ فرصة للتعبير عمّا في أنفسهن وهنّ يعانين قريبا من مشكلتك .

 أخيّة . .
 بداية لابد أن تدركي  أن الزواج ( رزق مقسوم ) وكل إنسان  قد كتب الله له رزقه من يوم أن كان في بطن أمه ، فقد جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه  قال : " إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما . ثم يكون في ذلك علقة مثل ذلك . ثم يكون في ذلك مضغة مثل ذلك . ثم يرسل الملك فينفخ فيه الروح . ويؤمر بأربع كلمات : بكتب رزقه ، وأجله ، وعمله ، وشقي أو سعيد . . ."
 فكل شيء كتبه الله لك من الرزق  فقد كتب له  أجلاً وقدراً . قال تعالى : " وما ننزله إلاّ بقدر معلوم " . وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن كل مخلوق  سيتوفي رزقه كاملاً فقال : " والذي نفس محمد بيده لن تموت نفس حتى تستوفي رزقها " .
 لاحظي أنه قال ( تستوفي ) ولم يقل ( تأخذ ) والاستيفاء يعني  الكمال في الخذ بحيث لا ينقص شيئ .
 فرزقك مكتوب  بعدده وأجله ووقته . فحين يشتدّ  بك الضيق   املئي قلبك تفاؤلاً بربك وتصديقاً بوعده واختياره لك .

 أخيّة . . .
 مسألة الزواج من العائلة  ليست مذمّة ولا نقصا ولا عيباً أن لا يرغب ولي الفتاة  إلاّ فيمن هو من داخل العائلة . الأهم أن يكون هذا الذي من داخل العائلة  ممن يُعلم عنه حسن التديّن مع حسن الخُلق .
 ولا اقول لك أنه لا ينبغي الخروج من العائلة . .  لأن الأصل في الكفاءة للزواج ( الدين والخلق )  . .  لكن حين يكون هذا العُرف  موجوداً وتجدين فيه نوع تشدّد من جهة أهلك فلا حرج في أن تراعي هذا العُرف على أن لا يكون ذلك على حساب التساهل في ( الدين والأخلاق )  . .  بمعنى لو تقدّم لك شخص من العائلة فلا ترديه لمجرد أنه من العائلة أو لمجرد أنك ترغبين بشخص من خارج العائلة . .  بل انظري دينه وأخلاقه  ، ولا تتشدّدي في مقاييس التديّن والأخلاق  بمعنى أن تكون نظرتك لمعنى التديّن والأخلاق نظرة متزنة غير مثاليّة ففي مثل هذا الزمن من النادر أن تجدي شاباً  يكون اقرب في تديّنه واخلاقه لما عليه الرعيل الأول .
 والمقصود من هذا هو : بدل من أن تطلبي من الآخرين أن يراعوا ظرفك .. حاولي أنت مراعاة ظرف واقعك لكن بطريقة إيجابيّة . .  فإن من الصعب التغيير في الآخرين لكن من السهل أن نغيّر في أنفسنا في قناعاتنا وأفكارنا . .
 أعيدي النّظر فيمن تقدم لك من أهلك وعائلتك ، ووزاني بين الأمور بطريقة صحيحة .

 هذا الكلام لا يعني التبرير لأهلك في رفضهم لمن يتقدم من خارج العائلة بحجة أنه ليس من العائلة . .
 بل مع النصيحة لك بأن تعيشي مراعية لظرف واقعك ومجتمعك .. ايضا تحاوري مع ( أخوك ) بطريقة هادئة . .  وكلميه بلغة راقية وحاوريه في الأمر . .  وذكّريه أن الزواج قسمة ورزق  ، وانه لا ينبغي له ان يرد صاحب الدين والخُلق لمجرد أنه ليس من العائلة . .
 وأفهميه حاجتك ورغبتك بكل وضوح وانك أنثى وخلق الله فيك ما خلق في كل أنثى من حب الامومة والرغبة في تكوين أسرة وبيت واطفال .
 وذكّريه أن مراعاته لحاجاتكم وانتم أخواته أهم من مراعاة ( ابناء عمومته  ) فإن ابناء العمومة لن يشبعوا فيكم هذه الحاجة والرغبة .
 فإن رايت أنه لا يتأثر من كلامك . .  فمن الحلول أن تكلّمي بعض أهل الخير والفضل من الدعاة أو المصلحين ممن لهم تأثير على ( أخيك ) أو قبول عنده ليتكلموا معه في الأمر .
 وفي كل هذا استعيني بالله  وليكن قلبك ممتلئا بالتفاؤل والثقة بربك .
 تكلّمي مع والدتك ايضا  . .   استثيري فيها عاطفتها كوني صريحة معها . . واضحة في بيان رغبتك وحاجتك .
 وأفهميها أن الزواج سترة وعفّة في مثل هذا الزمن الذي كثرت فيه الفتن .
 وكل هذا ينبغي أن يكون بلغة هادئة من غير تشنّج . .

 وآخر الحل إذا رأيت أنهم يتشدّدون في هذاالطريق ويقفون  عثرة دون نصيبكم ..  فدونكم القضاء ، فإن القضاء ينصفكم . .  لكن مثل هذه الخطوة ينبغي أن تكون خطوة متأخرة جدا .
 
 أكثري من الاستغفار .. الاستغفار .. الاستغفار . .  فإن الله وعد ووعده الحق " فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفّارا . يرسل السماء عليكم مدراراً . ويمددكم بأموال وبنين .. "
 لاحظي أنه قال ( يمددكم ) ولم يقل ( يعطيكم ) أو ( يحقق لكم ) .. الامداد فيه معنى النصرة والبركة واللطف  . .
 فلا يزال  لسانك رطبا من الاستغفار مع الدعاء .
 
 والله يرعاك ؛ ؛ ؛  ؛

16-06-2011

استشارات اخرى ضمن استشارات فقه الأسرة


 

دورات واعي الأسرية


 
 

إستطلاع الرأي المخصص لهذا اليوم!


هل ترى أهمية لحضور دورات عن العلاقة الخاصة بين الزوجين :

    
    
    
    
 

ناصح بلغة الأرقام


4008

الإستشارات

876

المقالات

35

المكتبة المرئية

24

المكتبة الصوتية

78

مكتبة الكتب

13

مكتبة الدورات

444

معرض الصور

84

الأخبار

 

إنضم إلى ناصح على شبكات التواصل الإجتماعي


 

حمل تطبيق ناصح على الهواتف الذكية


 

إنضم إلى قائمة ناصح البريدية


ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني