أخي . . يتأثر برفاقه كثيرا

 

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فضيلة المستشار: اخي شاب عمرة 17 عام منتقل الى الصف الثالث ثانوي ماشاء الله تبارك الله اخي شخصيتة متذبذبة كل سنة بأخلاق على حسب الصحبة التي معه ففي سنة يكون الأبن البار والمثالي المتفوق في دراستة وسنة الأبن العنيد الغير مطيع المهمل في دراسته كيف نتعامل معه لأنه شديد التأثر باصدقائة بشكل كبير وعائلتنا عائلة محافظة لا أحد يتفرج على مسلسلات والحمدلله_ ثبتنا الله واياك _والقنوات المتواجدة في المنزل قنوات اسلامية لكن هذا التلفاز لأن اخي يريد ان يتفرج على المباريات فقط وأنا الآن اشك في تصرفاته أصبح يتفرج على المسلسلات في التلفاز في البداية كان يتفرج والصوت منخفض وليس بشكل كبير لكن الآن لم يعد يعطي لأحد احترام يتفرج والصوت مرتفع والموسيقى مرتفعة حتى شكل لباسة تغير لم يعد يحترم كبير ولا يقدر صغير ((السنه هذه تعرف على اصدقاء جدد وابناء اقاربنا غير محافظين وليس لديهم قيود وممنوعات في حياتهم )) اصبح يتأخر عن الصلاة لايذهب الا بعد الأقامة ..في السابق كان حريص عليها وكان موقف العائلة اننا كنا ملاحظين تصرفة وعلى وعي كامل بكل تصرفاتة لكننا لم نصادمه بل بدأنا بالتدريج معه لكي يبتعد عن هذه الأمور الآن الحمد لله الأمور في تحسن بأذن الله وبحول الله وقوته للمعلوميه اخي طالب في حلقات التحفيظ ومنتظم فيها ومستواها الدراسي الحمد لله ... الآن يا مستشار نريد ان نعرف كيف نتصرف مع اخي كثير التأثر بأصحابه فهو لايفرق بين صاحب السوء والصاحب الصالح كيف نتعامل معة وكيف نحافظ على شخصيتة.. اللهم اصلح اخي وجميع شباب المسلمين وابنائهم اللهم آمين))

20-07-2010

الإجابة

 وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته . .
 وأسأل الله العظيم أن يديم بينكما حياة الألفة والرضا والودّ والتراحم  ..
 وشكر الله لك جميل لطفك وحسن حرصك .

 أخي الكريم ..
 من المهم جداً أن لا نغفل ونحن نحرص على هداية من نحب عن :
 1 - أن الهداية منحة من الله يهبها من شاء من عباده ويصرفها عمن يشاء .
 قال الله تعالى : " إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء "
 فتأمّل كيف أن الله صلى الله عليه وسلم يعلّم  نبيّه هذه الحقيقة من خلال المعرفة  والواقع ..
 وإدراك هذه الحقيقة يجعلنا أكثر اعتماداً وثقة بالله  أكثر من اعتمادنا على الأسباب والوسائل على أهمية اتخاذ الأسباب والوسائل الممكنة المشروعة .
 كما أن إدراك هذه الحقيقة يعطينا حماية من الشعور باليأس أو الإحباط أو القعود عن الاستمرار في الحرص على دعوة وتوجيه وهداية من نحب . لأن شعورنا أن الهداية من الله يمنحنا أملاً وتفاؤلاً  مما يدفعنا للعمل والثبات عليه .

 2 - أن نُدرك أنه ليس معنى كوننا أسرة ( ملتزمة ) أو ( متديّنة ) فينبغي أن يكون الجميع في الأسرة على هذا القدر من التديّن والاستقامة .
 وأن لا نجعل من هذا الشّعور والواقع الاجتماعي بالنسبة لكم كاسرة ملتزمة يشكّل ضغطاً عليكم في أنه ولابد أن يكون الجميع في الأسرة ( ملتزمون ) !
 هنا يصبح فيه نوع من التزاحم في النيّات . والله يحب أن يكون العمل له خالصاً  لا لأجل الناس ولا لأجل الواقع الاجتماعي .
 
 بعض الأسر يشكّل عليهم واقعهم ( المتديّن ) نوعاً من الضغط النفسي  والشّعوري تجاه  سلوكيات أبنائهم مما قد يدفعهم إلى التهوّر في استخدام اساليب قمعيّة  أو شديدة الحزم .. مما يزيد الفجوة بين الابن وأهله .


 أخي الكريم ...
  الشاب في مثل هذاالعمر ..
 هو في العادة نتاج للتربية التراكميّة التي تلقّاها منذ صغره ..
 فما كان يُغرس فيه بطريقة صحيحة ومحبّبة يظهر أثره الآن ، وما كان يغرس فيه بطريقة خاطئة يظهر أثره بالعكس .
 بعض الاباء يقصّر في التوجيه أو  يتساهل أو يعتمد أسلوب المنع  والشدّة في أهم مراحل التربية ويظن أن المنع أو القسوة كفيلة بتهذيب سلوك الطفل .
 أهم مراحل العمر التربويّة .. هيالمراحل الأولى من عمر الانسان .. المراحل التي تسبق مرحلة المراهقة .

 أخي ..
 الشاب في هذه المرحلة ..
 لا يحب التوجيه المباشر ..
 ويتضايق من كثرة النّقد ..
 هو يرى نفسه وقيمته من خلال ما يفعل ..
 يرى قيمته من خلال ما يختار لنفسه ..
 حتى لو كان ما اختاره لنفسه خاطئاً ..
 فهو يرى قيمته ليس في الخطأ لكن في كون أنه مستقل باختياره لنفسه .
 لذلك مهم جداً أن يبتعد الآباء في مثل هذه المرحلة عن التوبيخ أو التوجيه المباشر ( افعل لا تفعل ) أو النّقد الدائم  ...
هو يحتاج في هذه المرحلة إلى من يقدّره ويحترم رأيه ويتقبّله ويتناقش معه ويشعره بالأمان والحب والحرص .
 وهذا ما يفتقده كثير من الأبناء في مثل هذا العمر من آبائهم ...
 يشعرون أنهم محل انتقاد ..
 وأن تصرفاتهم محل  نقد وعدم تقبّل من آبائهم ..
 لذلك يصرّون على المعاندة .. لأن المسألة مسألة إثبات ذات .

 اطلب من والدك أن يكون أكثر قرباً من أخيك ..
 أكثر ملاطفة له في الكلام والحوار والاستشارة وغشعاره بوجوده في البيت .
 
 الشاب في مثل هذا العمر يحتاج أن يكون منتجاً .. لأنه يرى قيمته فيما يُنتج .
 لاحظوا اهتمامات أخيكم المهنيّة ..
 أشركوه في بعض المهن ..
 في العمل ..
 في دورات  شتعره بالانتاجيّة ..
 كون أنه يذهب إلى التحفيظ لا يكفي !
 بل من المهم أن يكون هناك إشغال لاهتماماته  ولا يشعر فيه بتحقيق شيئ من ذاته ..
 
 من الجيد أن يكثر الوالد من صحبة ابنه معه في سفره أو ذهابه هنا وهناك فيما يكون متناسباً من الظرف والحال . هذه الصحبة تزيد الابن تجربة وخبرة ، وفي نفس الوقت تبعده عن الصحبة الفاسدة .

 وما دام أنكم تعرفون أنه يتأثر كثيرا بالصحبة .. فابحثوا له عن صحبة مؤثّرة أقرب لمراعاة اهتماماته وظرف حاله كشاب في مقتبل عمر  الفتوّة والقوّة .
 لا تكفي صحبة التحفيظ ..
 هناك أصحاب خير .. يحتوون  صاحبهم في كل لحظة بالتواصل والاتصال والاهتمام والزيارة والسفر ونحو ذلك .
 
 أخي ..
 الدعاء الدعاء .. باب عظيم من أبواب طلب الهداية وحصولها .
 والهل تعالى كل ليلة في الثلث الأخير من الليل يقول : هل من سائل فأعطيه .
 ومن آكد الدعوات إجابة دعاء الوالدين ..
 فكل هذه المبشرّات والوعود  تعطينا يقيناً كاملاً بالله تعالى  وثقة به واعتمادا عليه  في السؤال والطلب .

 والله يرعاكم .

20-07-2010

استشارات اخرى ضمن استشارات التربية الأسرية


 

دورات واعي الأسرية


 
 

إستطلاع الرأي المخصص لهذا اليوم!


هل ترى أهمية لحضور دورات عن العلاقة الخاصة بين الزوجين :

    
    
    
    
 

ناصح بلغة الأرقام


4008

الإستشارات

876

المقالات

35

المكتبة المرئية

24

المكتبة الصوتية

78

مكتبة الكتب

13

مكتبة الدورات

444

معرض الصور

84

الأخبار

 

إنضم إلى ناصح على شبكات التواصل الإجتماعي


 

حمل تطبيق ناصح على الهواتف الذكية


 

إنضم إلى قائمة ناصح البريدية


ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني