فتاة تأثرت بملحدين

 

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته تعرفت على فتاة طيبة جدا, حنونة، جميلة، أحببتها كثيرا، و بعد التعرف أخبرتني عن أشياء رهيبة تقوم بفعلها في حياتها والمشكلة أن عمرها لا يتجاوز 20 سنة، حاولت مرارا مساعدتها حتى أني يوما أخذتها للصلاة العصر في المسجد و حضور محاضرة التوبة، أحسست أنها تأثرت حينها و فجأة عادة كما هي مجرد خروجنا من المسجد. دعوتها إلى المنزل فمنحتها ورقة وقلم وطلبت منها أن تكتب كل ما تحسه و لماذا تفعل بنفسها ذلك، إليكم ما كتبت........فقالت....... \"لا أستطيع أن أتوب و أن أرجع عن الطريق السيئة التي أتبعها و التي أصبحت أعتبرها عادية جدا، و ضميري لا يؤنبني كثيرا فهو يصحو مرة في قرن، و لا يكون لتأنيبه أثرا على حياتي، أحن إلى التوبة و تلك الحياة العفيفة اللحظة التي يضحى فيها لكن سرعان ما أرجع إلى حياتي العادية. لا أستطيع فإيماني ضعيف لدرجة أنني أشك في وجود الله وبعض الأحيان أصبح متيقنة من ذلك، و أحاول إخفاء ذلك أمام الناس كي لا أجرح شعورهم و كي أحتفظ على صورتي لديهم، هذا لأنني عاشرت مؤخرا أناس ملحدون و أثروا في بأفكارهم، و هذه هي مشكلتي فهل من حل\" كان هذا ما كتبته هذه الفتاة، أحبها كثيرا رغم خلقها و أحب مساعدتها, فأرجوا إرشادي لطريقة سهلة عليها، جزاكم الله خيرا لا تؤخروا عن الجواب لأنها بحاجة ليد المساعدة فحرام أن نتركها في عماها. فليوفقنا الله إنشاء الله في عمل الخير.

27-06-2010

الإجابة




الأخت الفاضلة / نعيمة..
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..
واسأل الله العظيم أن ينفعك وينفع بك وان يهدي ضال المسلمين والمسلمات وان يردهم إليه ردّا جميلا..
أختي الفاضلة..
أولاً: لابد أن تعلمي أن الهداية لا يملكها البشر، ولو ملكها أحد من البشر لكان النبي صلى الله عليه وسلم أحق بها في هداية أعمامه وأقاربه..
لكن تبقى الهداية منحة إلهية وهبة ربانية، قال تعالى: "إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ" (56)
صحيح أننا مأمورون بحسن دعوة الناس ونصحهم وبيان الحق لهم لكن ليس علينا أن نهديهم "ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء"
المقصود من هذه المقدمة أيتها الفاضلة أننا أحياناً في خضم حرصنا على هداية الآخرين ونصحهم وتوجيههم ننسى أنفسنا بمعنى أننا ربما ننجرف في حين غفلة، وربما أن شدة التعلق والحرص تجعل من تلك الشبهات التي يقع فيها المدعو عوالق تعلق في أذهاننا فلربما أثرت علينا من حيث لا نشعر فننزلق والعياذ بالله.. ولذلك هناك حدّ معين نقف فيه عند خط (السلامة لا يعدلها شيء)!!
المهم إقامة الحجة والبرهان وحسن التوجيه وصدق النصح والحرص فإن لم يستجب فإننا لا نيأس لكن ندعوه بحذر ونراقب أنفسنا حتى لا ننزلق!!

ثانياً:
هذه الفتاة لم تبيني ما هي (عادتها السيئة) التي تعود إليها بين حين وآخر..
هل هي عادة (شهوة) أو عادة (شبهة) ويظهر لي من خلال رسالتها إليك أن عندها شبهات عقدية خطيرة تصل إلى حدّ الإلحاد وإنكار وجود الله - ولا حول ولا قوة إلا بالله - فإن كانت هذه من عادتها ولها عادة شهوة فإن دواء الشهوة لا يكون قبل دواء الشبهة لترتّبهما على بعض.. فإن من ينكر وجود الله فإنه لن يحجبه عن هواه حاجب إلاّ هواه!!
ومثل هذه الفتاة لو تخبرين بعض أهل الدعوة في مدينتكم ممن له القدرة على بيان شبهات الملحدين وردّه وتبيين الحقائق للناس بطريقة جذّابة منطقية عقلية فإن ذلك هو الأخير لك ولها..
ولا بأس أن تهديها بعض الأشرطة والكتب التي تتحدّث خاصة عن عظمة الله وأسمائه وصفاته وأثارها في الخَلق.
هناك مسموعات للشيخ (النابلسي) حول أسماء الله وصفاته. يعرضها بطريقة مبسطة وجذّابة تجدينها على هذا الرابط:
http://www.nabulsi.com
وغير ذلك من الكتب التي تدل على عظمة الله في خلقه ككتاب: عبوديّة الكائنات.

ثم يا أختي لا تعلّقي نفسك بها كثيراً ولا تعوّلي عليها كثيراً بل ليكن حبك لها في حدود حب النصيحة ودعوتها إلى الخير..
واحذري من أن تديمي التواصل معها إلاّ في حدود معيّنة..
ولا بد أن تخففي كثيراً من التواصل معها خاصة بعد ما تقومين بنصحها ودلالتها على الخير وإهدائها ما يكون عوناً لها - إن شاء الله - إلى معرفة الحق والهدى وترقّبي الحدث عن بُعد.. وحاولي أن تسعي في تطوير ذاتك وتهذيب نفسك وتزكيتها فإن النفس التي بين جنبيك أحوج إلى الاجتهاد والنصح والحرص على صلاحها وإصلاحها..

أسأل الله العظيم أن يكتبك من الداعيات إلى الخير وأن يجعل من مفاتيح الخير ويثبتك على البر والهدى.

27-06-2010

استشارات اخرى ضمن استشارات فقه الأسرة


 

دورات واعي الأسرية


 
 

إستطلاع الرأي المخصص لهذا اليوم!


هل ترى أهمية لحضور دورات عن العلاقة الخاصة بين الزوجين :

    
    
    
    
 

ناصح بلغة الأرقام


4008

الإستشارات

876

المقالات

35

المكتبة المرئية

24

المكتبة الصوتية

78

مكتبة الكتب

13

مكتبة الدورات

444

معرض الصور

84

الأخبار

 

إنضم إلى ناصح على شبكات التواصل الإجتماعي


 

حمل تطبيق ناصح على الهواتف الذكية


 

إنضم إلى قائمة ناصح البريدية


ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني