بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمه الله وبركاته يصيبني الأرق أثناء النوم والسبب أني أفكر في الأشياء التي كرهتها وآذتني في الماضي أنا كثيرة الوساوس والعصبية وبسرعة أتضايق فما الحل أفيدوني جزاكم الله0
الأخت الفاضلة / ..
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..
أسأل الله العظيم أن يذهب عنك ما تجدين وأن يشرح صدرك ويقر عينك بما يرضيك في عفو منه وعافية..
أختي الفاضلة..
الوسواس والأرق والتضايق والعصبية تقريباً كلها سلوكيات متلازمة، هذه السلوكيات ربما يكون سببها حدث مضى وبقيت ذكرياته أو ربما يكون سببها ضعف الروح، أو قد يكون لها سبباً عضويّاً مؤثراً.
فإن كانت هذه الذكريات التي تفكرين بها وتتذكرينها هي معاصٍ أو أشياء غير مقبولة شرعاً فثقي تماماً أن علاج ذلك هو حسن التوبة والعودة إلى الله، فالتوبة تجبّ ما قبلها، بل التوبة تبدّل السيئات الماضيات حسنات باقيات. فإن كان حصل منك الندم والعزم على ترك تلك الأمور والتوبة والعودة إلى الله فثقي وقرّي عيناً فإن الله يفرح بك، ولا تجعلي هذا الماضي يشكّل عقبة تشغلك عن أن تحسني الظن بالله والثقة به واستشعار عظمة التوبة وأثرها.
أما إن كانت هذه الأحداث والمواقف هي تجارب حياتية ومواقف مأساوية مرّت عليك في سابق حياتك فاعلمي أن الماضي لن يتكرر بجميع فصوله إلاّ إذا تكررت أسبابه ومقدماته، ولذلك عليك أن تبتعدي ما استطعت عن أسباب تلك المآسي والمواقف المزعجة حتى لا تقعي فيها، واعلمي أن كثرة التفكير فيها ليس حلاًّ بل ربما أعاقك هذا التفكير عن أن يكون قرارك في شأن نفسك صائباً وذلك لتوتّر النفس وانشغال الذهن.
وقد تكون هذه الوساوس وهذا الضيق بسبب بعد الروح عن الله جل وتعالى، والله قد حذّر عباده من هذه الحياة التعيسة وبيّن لهم أنها حياة المبعدين المعرضين عن ذكره فقال: {ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكاً..} فكوني أكثر محافظة على فرائض الله في خشوع واطمئنان، أكثر التزاماً بسلوك وآداب الإسلام سواء في ملبسك أو كلامك أو ممشاك وغير ذلك، المقصود أن تعلمي أن حياة الروح هي الحياة الحقيقية، وحياة الروح إنما تكون بحسن التعلق بالله واللجأ إليه.
نصيحتي لك:
1 - إن تحافظي على الفرائض في أوقاتها وأن تغيري من حالك مع الله.
2 - إن تحافظي على الأوراد الشرعية (صباحاً ومساء دخولا وخروجا..) في كل وقتك وشأنك.
3 - إذا أويت إلى فراشك للنوم فلا تنامي إلا على طهارة ووضوء فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [من بات طاهرا بات في شعاره ملك فلا يستيقظ إلا قال الملك اللهم اغفر لعبدك فلان فإنه بات طاهرا].
وصلّي قبل أن تنامي ركعات الوتر ونامي على ذكر وطهارة.
4 - إذا أصبحتِ فأصبحي متفائلة, ذاكرة مبتسمة أكثر تفكيراً في أهدافك وطريق تحقيقها وإنجازها.
5 - لا تنامي في غرفة بمفردك.
6 - لا تجعلي الابتسامة تفارق محيّاك فكما أن للابتسامة أثر على الآخرين فإن لها أثراً على ذات الشخص المبتسم من حسن التفاؤل والهدوء.
7 - إذا شعرت بالوسوسة والعصبية والتضايق فاستغفري واستعيذي بالله من الشيطان الرجيم وافزعي للصلاة والدعاء.
8 - من المهم أيضا أن تعرضي نفسك على مختصة نفسية أو مختصة في الأعصاب لمعرفة إذا كان لهذا التضايق والوسوسة والأرق سبباً عضوياً.
أسأل الله العظيم أن يجعلك أكثر حيوية ونشاطاً في تحقيق أمنياتك في عفو منه وعافية.
الإستشارات
المقالات
المكتبة المرئية
المكتبة الصوتية
مكتبة الكتب
مكتبة الدورات
معرض الصور
الأخبار
ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني