الإجابة
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
وأسأل الله العظيم أن يصلح ما بينكما ، ويصرف عنكم السوء وأهله .
أخيّة . .
لو سألتك ..
لماذا تريدين الرّجوع لزوجك ، مع أنه يهجرك ، وقد تغيّر عليك كثيراً . ومع ذلك الآن هو لا يريد أن يرجعك من تلقاء نفسه !
فالسؤال : لماذا تريدين الرّجوع ؟!
هل فقط لأن حركتك تقيدت في بيت والدك ؟!
أو لأن معاملة أمك وإخوانك تغيرت ؟!
وهل هذه الأسباب بالنسبة لك تعتبر أسباب حقيقية تدفعك للرجوع إلى حيا أنت - في وجهة نظرك - عانيت فيها الهجر لمدة سنتين !!
أخيّة ..
حين أطرح عليك مثل هذه الأسئلة ..
إنما ليستثير ذلك عندك مكامن التفكير وحساب الأمور بمنطقية وتعقّل لا بعاطفية مثاليّة !
عشت مع زوجك ( 14 ) سنة !
لم تجدي منه تغيّراً إلاّ في ( سنتين ) ، مما يعني أنه وخلال ( 12 ) سنة كانت معاملته لك جيدة !
فهل يمكن أن تنسي ( 12 ) سنة في مسافة ( سنتين ) !!!
الأمر الآخر ..
لك ولكل زوجة .. في المشكلات الزوجية ينبغي أن نكون أكثر حكمة في إدخال طرف ثالث فيها من أهلك أو من أهله ..
فليس دائما نشرك طرفا ثالثا ، وغذا اضطررنا إلى أن نُشرك طرفا ثالثاً فيكون ذلك بقدر حدود المشكلة لا بالقدر الذي نذكر له فيها كل التفاصيل !!
أخيّة . .
حين نلاحظ تغيّراً على الزوج ..
فإن مسافة ( 14 ) سنة من العشرة أعتقد أنها مسافة كافية لتعرفي فيها طبع زوجك وطريقته في التفكير وكيف يمكن حواره أو مناقشته ..
في مثل هذه الحالة .. لا نركّز على تغيّره هو ..
لكن نركّز : كيف يمكن أن نتغيّر نحن ونؤثّر عليه بتغييرنا لأنفسنا .
على القاعدةالقرآنية : ( إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ) [ الرعد : 11 ] .
التغيير على مستوى ( المجموع ) يبدأ منالتغيير على مستوى ( الذات ) والفرد نفسه .
العلاقة الزوجية كلما طال عمرها كلما مالت نحو ( الملل ) ما لم يجتهد الطرفان على مدافعة هذا الملل بـ :
- التجديد .
- استشعار الهدف الأهم من هذه العلاقة .
- التعايش مع العلاقة بكل ظروفها دون أن نتشبّث بمثاليات معينة في العلاقة الزوجيّة .
جددي في وسائل جذبك ..
في اهتمامك بنفسك ..
بزوجك ..
بأطفالك ..
ببيتك بصورة جاذبة ومتجددة .
قد يتأخّر التأثير .. لكن يزيد من حماسنا استشعار ( العمر السعيد ) الذي كان بيننا وأن هذا الفتور ربما هو كسحابة الصيف قريبا تنقشع !
سلبيات زوجك . .
لا تواجهيه بها بقدر ما تحاولي أن تنبهيه لها بطرق غير مباشرة ، وأنت أعرف بشخصية زوجك وطبيعته ..
فالخيانة مثلا يمكن تصحيح المسار برسائل مؤثرة .. بحسن التبعّل ، بفتح المجال أمامه للحلال بدل الحرام .
أخيّة ..
أما وإن الأمر الآن أنك بين رضى ( والدك ) وكرامة ( نفسك ) !
فالنصيحة ..
1 - أن تمنحي نفسك فرصة منالوقت لتتعايشي مع الوضع الجديد في بيت أهلك . تعايشا إيجابيّاً بحيث يكون لك أثر على أهلك وخصوصا والدك .
بمعنى اقتربي من قلبه ومشاعره .
2 - رتّبي اهتماماتك ما دمت الآن في بيت أهلك ..
ركّزي الاهتمام بأطفالك ، وابعديهم عن جو المشكلة بينك وبين زوجك بطريقة هادئة .
3 - راسلي زوجك بما يلين قلبه ويذكّره بالأيام السعيدة بينك وبينه .
واتصلي به .. لا تتوقعي أبداأن تكون ردّةفعله مثالية .. لكن حفّزي نفسك لذلك بأنك تقومين بعمل صالح .
لا تركّزي الآن على مسألة ( كرامتي ) !
ولا اعني هنا أن تتجاهلي ذلك .. إنما أعني لا تضخّمي هذا الجانب في حسّ: وشعورك بحيث يمنعك عن أن تتصرفي أو تبادري للصلح بينك وبين زوجك .
لا تجعلي الأولاد دائما هم الذين يطلبون من والدهم .. هذه الطريقة لها انعكاسات نفسية سلبية على الأطفال ..
ما دام أنه زوجك .. تواصلي معه أنت .
بالنسبة لأمر والدك .. لا تشغلي نفسك الان بموقف والدك .
ركّزي على أن تقنعي زوجك أن يأتي ليرجعك ، وإذا أخطأت أعتذري ..
حين يقتنع .. بعدها نسّقي معه طريقة معينة يتفاهم بها مع والدك على أن يراعي في ذلك إكرام والدك وأن يحتسب في ذلك الأجر .
الخطوة التي تسهّل ( رضا ) والدك هو أن تجتذبي زوجك إليك مرّة أخرى .
لا تتعجلي الأمور ..
وكوني هادئة . .
وكما قلت لك تعايشي مع الوضع الجديد ، واستفيدي من هذاالوضع بما ينّمي حاضرك ويطوّر مستقبلك .
وركّزي الآن ما دمت في بيت أهلك على إكرام أهلك ورعاية أطفالك . وفي نفس الوقت ابذلي الأسباب في اجتذاب زوجك إليك .
وأمر مهم جداً ..
انطرحي بين يدي الله تعالى دعاء واضطراراً إليه .
فقد قال : ( أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ ) [ النمل : 62 ] .
والله يرعاك ؛ ؛ ؛
25-11-2015