الإجابة
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
وأسأل الله العظيم أن يديم بينكما حياة الودّ والرحمة ..
أخي الكريم ..
دعني أبدأ من حيث قلت : ( بأنى على قدر من التدين والأخلاق ) !
وهنا اسمح لي أن أسألك :
- هل تعتبر ما تفكر به الآن في معاملة به زوجتك هو من ( الأخلاق ) الحسنة ؟!
أخي الكريم ..
العلاقات المثالية بين اثنين لا يمكن أن تكون إلاّ في الجنة ، لذلك نحن نجتهد في أن نتخلّق بأخلاق أهل الجنة من الحب والسلام .
ومع ذلك فنحن بشر يقع منّأ التقصير والخطأ ..
لكن حتى نحافظ على قدر من الودّ في علاقاتنا ينبغي أن نقترب كثيراً من أدب القرآن في معالجة مثل هذه المواقف .
اقرأ مثلا قول الله : ( وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا ) [ الإسراء : 53 ] .
السؤال : هل هناك تعامل ( أحسن ) من التعامل الذي تنوي أنتعامل به زوجتك ؟!
إذا كان يوجد هناك تعامل ( أحسن ) فإن القرآن يدعوك لالتزام ما هو ( أحسن ) وليس ما هو ( حسن ) !
أخي الكريم ..
شيء طبيعي أن يحدث نوع من سوء التفاهم بين الزوجة وأم الزوج ، بين أهل الزوجة وأهل الزوج ..
هذا أمر طبيعي حدوثه في هذه الحياة الدنيا التي من سماتها الكدّ والتعب والبلاء والابتلاء .
ومن الخطأ في التعامل مع مشكلات ( العوائل ) بنوع من النديّة والحدّيّة في المواقف والمعاملة بالمثل .
لذلك نصيحتي لك ..
حين تاتي زوجتك تكلّم معها بلطف ..
أفهمها أنها لن تجد ( أم زوج ) كاملة في أوصافها وأخلاقها وتعاملها وسلوكها .
لأن هذه هي طبيعة البشر .. أنهم مجبولون على النقص .
وأفهمها أن من حسن البرّ والعلاقة التي بينك وبينها أن نصبر حتى على أهالي بعضنا وما قد يكون من أمهاتنا علينا .
فليس من الحكمة والمنطق أن أتطلّب أن يكون والديك على قدر من الأخلاق المثالية ..
وليس من المنطق والحكمة أن تتوقعي من والدتي أنتكون مثالاً عالياً في السلوك والأخلاق .
لذلك .. لا حل لنا إلاّ بأن نصبر عليهم ونداريهم ، ونحسن إليهم ..
أولاً ابتغاء مرضاة الله .
وثانيا : ابتغاء الجمال في حياتي أنا وانتي وحسن العلاقة بيني وبينك وأن نتجاوز ما يمكن تجاوزه من المشكلات بالتعايش والتراضي والعفو والتسامح .
لا تحاول أن تناقشها في تفاصيل الموقف .. ومن الغلطان هي أو هم !
إنما ناقشها فيما ينبغي أن يكون الموقف ..
وانه ينبغي أن يكون الموقف هو الصبر والتغاضي والحرص على الودّ وعدم القطيعة مهما كانت الظروف .
وأن واجبك كزوج تجاه أهلها أن تحترمهم وتحسن وصلهم ..
وواجبها تجاه أهلك أن تحترمهم وتحسن وصلهم ..
هي ليس مطلوب منها أن تتبع لراي أهلها ..
لكن مطلبو منها أن تدير حياتها بسعادة لا بتعاسة .
وهكذا وجّ÷ الحديث حول ماينبغي أن يكون هو الموقف .. وليس أن تجعل من نفسك حكماً بين زوجتك وأهلها وبين والدتك ..
وتدخلا في التفاصيل التي لن تنتهي إلاّ بخصام بينكما .
أكثر لها ولنفسك من الدعاء ..
والله يرعاك ؛ ؛ ؛
12-08-2015