الإجابة
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
وأسأل الله العظيم أن يختار لك خيرا ويكتب لك خيرا ..
أختي الكريمة ..
إن من نافلة القول أن أذكّرك واذكّر كل قارئ وقارئة أن الزواج رزق مقسوم ، فهو من جملة الأرزاق التي كُتب للإنسان من يوم أن كان في بطن أمّه .
مما يعني أن ما كُتب لك لن يتأخّر عن حينه ووقته الذي كتبه الله تعالى .
ولأننا لانعرف آجال أرزاقنا فغننا مأمورون فقط بفعل الأسباب الشرعية في استجلاب أرزاقنا التي كتبا لله وقدّر .
غير أن استشعار أن ( الرزّاق ) هو الله تعالى ، وانه لن يتركنا هملاً مهما يكن ، هذاالشعور يمنحناافيمان والاستقرار والهدوء النفسي الذي يجعلنا أكثر ثباتاً عند اتخاذ قرار مهم في منعطف من منعطفات حياتنا ، دون أن يكون هناك ضغط نفسي خوفا من فوات رزق او طمعاً ولهفة على رزق لا ندري هل فيه الخير لنا أم لا !
أخيّة ..
من خلال رسالتك فهمت أن التواصل بينك وبين اشاب ، وان هذاالتواصل لم يخرج للنور !
وعموماً ما دام أن الأمر وصل للرغبة في الزواج والارتباط ..
فهنا لابد أن تنظري للأمر بواقعية لا بمثاليّة ..
- فإذا كنتِ تعرفين أو يغلب علىظنك أنوالدك وأهلك لن يقبلوا الزواج خارج بلدك ، فإن من الحكمة والعقل والتعقّل أن تقطعيتواصلك مع هذاالشخص .
- كان هذا الشاب واضحاً معك في ذكر ظروفه وما يريده منك ..
إن كنت لا تجدين في نفسك القدرة على التأقلم والتعايش مع الوضع الذي ذكره لك ، فإن من الحكمةوالتعقّل قطع التواصل .
من الخطأ أن تبني قرارك على ( التجربة )
أو على فكرة : ربما أستطيع ألتأقلم أو التعايش !
إنما القرار يُبنى على ( قناعة ) و ( رغبة ) بحيث أنك تتحملين تبعات هذاالقرار .
أخيّة ..
فكرة ( أخاف أن يتأذّى ) هذه فكرة خاطئة ، فأنت غير مسؤولة عن الآخرين ، إنما مسؤوليتك عن نفسك ، ومسؤوليتك أن لا تؤذي نفسك لأجل أن لا يتأذى الآخرون !
الزواج بناء ومشروع للحياة !
وليس هو مصحّة او نزهة أو وليمة تقبل المجاملات !
الزواج المراد منه بناء حية واسرة واستقرار ، ويس فقط مراعاة مشاعر الطرف الآخر .
الذي أستطيع أن أنصحك به ..
ما جاء في الأثر : ( إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوّجوه )
فالأساس في كفاءة الخاطب أن يكون صاحب دين وبخاصة محافظته علىالصلاة والشعائر الدينية الظاهرة .
وأن يكون صاحب أخلاق ببعده عن رذائل الأخلاق كالمخدرات والخمور والنساء ، ويتصف بحسن المعاملة .
ومثل هذا كيف يمكن السؤال عنه إذا كان هو في بلد غير بلدك !
ثم إن العيش في بلد منفتح له تبعاته الأخلاقية وللغربة تبعاتها النفسيّة ..
وازني بين كل هذه الأمور ..
وانظري هل تحقق لك الرضا والقبول النفسي للخاطب أم أنها لا تشكل ذلك !
فإن من الدلالات المهمّة على حسن الاختيار هو ما يحصل من ( الرضا النفسي ) عن الخاطب وما يحيط به من ظروف .
والله يرعاك ؛ ؛ ؛ ؛ 0
18-03-2015