الإجابة
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
وأسأل الله العظيم أن يصلح ما بينكما ويديم بينكما حياة الودّ والرحمة ..
بداية نشكر لك لطفك وحسن ظنك ، وطيب مشاعرك . نحن سعداء بك ، ودعواتنا لك بالسعادة .
أخيّة . .
لايوجد حياة بلا مشكلات ، ولا يوجد توقيت أو نسبة معينة للمشكلات تُعطي مؤشّر للسعادة أو للتعاسة !
مؤشّر السعادة والتعاسة في مشكلاتنا ليس في وجودها أو كثرتها أو حجمها .. بل المؤشّر في طريقة إدارتنا نحن لحياتنا وإدارة مشكلاتنا .
هذه من مهمّات البشر في هذه الحياة أنهم ( يعملون ) وسعادتهم تكمن على مقدار ما يعملون ومستوى الجودة والاتقان في العمل .
وإدارة الذات عمل.
وإدارة المشكلات عمل .
بقدر ما يكون عندك شعور بالمتعة في إدارة مشكلاتك بقدر ما يزيد ذلك من الشعور بالتحفيز والتفاؤل والسعادة .
إذن من الأمور المهمة في التعايش مع مشاكلنا : أن لا ننظر للمشكلات على أنها شيء مزعج جداً .. بل ننظر لها على أن فيها نوع من الفرصة لصقل مهارات التواصل في ظل الظروف الصعبة .
أخيّة ..
في مشكلاتك الزوجية ..
لا تبحثي بطريقة ( من المخطئ أنا أو هو ) !
بل ابحثي بطريقة : ماذا يجب علي أن أفعل لأكون أسعد ، وليس لأدين شريك حياتي !
لذلك حين تكتبي في البحث عن الحل أو تسألي مستشارا أو مستشارة عن الحل ..
لا تسألي وانتِ تنتظري منه إدانة لزوجك ..
لأن الإدانة لن تحل المشكلة !
ركّزي أن يكون هدفك هو الحل ، وليس الإدانة أو التعاطف فقط !
الصّبر يا أخيّة ليس ( نصيحة ) .. بل هو ( واجب من واجبات السعادة ) ..
من اراد أن يشعر بالسعادة فإنه يجب عليه أن يكون متحلّياً بالصبر ..
والصبر ليس عيبا ولا نقصا ولا مذلّة .. بل هو سياسة من سياسات إدارة الذات والتعامل مع الحياة .
لكن ..
الصبر لا يعني عدم تصحيح الخطأ ، فحين يخطئ الزوج على زوجته ، فالنصيحة بالصبر لها لا يعني الاستسلام لخطأ الزوج عليها .. بل يعني أن تصبر على تصحيح خطأه معها بطريقة لبقة وهادئة .
لذلك الصبر : واجب من واجبات السعادة .
أخيّة ..
الاعتذار بين الزوجين ( أدب ) و ( مهارة )
وهو سياسة من سياسات إدارة المشكلات ..
كون أنك ( تسكتين ) وتصمتين .. ليس في ذلك مشكلة .
بل أنت فعلت الشيء المناسب . ففي الحديث ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت).
أنتِ تدركين أنك لو تكلمت فإن الوضع سينقلب إلى جو من الشحناء ..
كنتِ حكميةً بصمتك ..
شعورك بأن في نفسك كلام .. هذاالشعور يأتيك لأنك تعتقدين أن صمتك ( ضعف ) !
لكن لو تحسّن اعتقادك تجاه الصمت بأنه حكمة ورزانة وعقل .. حينها لن تندمي على الصمت .. لكن ربما تندمين على الكلام !
كثير من مشاكلنا من أهم أسبابها طريقة تفسيرنا للمواقف والمفاهيم ..
فحين نفسّر الموقف أو المفهوم أو ردّة الفعل بطريقة سلبية فذلك سنعكس على مشاعرنا بشعور سلبي مؤلم .
وحين نفسّر ردّة الفعل بطريقة ايجابية فسينعكس على مشاعرنا بشعور إيجابي ..
حين تصمتين .. امدحي نفسك مع نفسك أنك استطعت فعلا أن تنتصري أولاً على ذاتك ، وثانيا على ( النزغة ) الشيطانيّة التي يريد الشيطان بها التحريش بينكم ..
نعم دعي زوجك يتكلم ..
يصيح .. يصرخ .. لا تواجهي كل تصرفاته ( السلبية ) في هذاالموقف بطريقة سلبية .
صراخه على نفسه ..
رفع صوته على نفسه ..
زمجرته على نفسه ..
كل هذه الأمور هي مشكلته وليست مشكلتك ..
فلا تعطي نفسك فرصة أن تشاركيه السلوك السلبي .. بل تصرفي بسلوك إيجابي وافتخري بسلوكك ..
إعتذارك ليس ضعفاً بل هو القوة .. حتى لو لم تكوني مخطئة .
اقرئي معي إن شئت قوله صلى الله عليه وسلم : ( ألا أخبركم بنسائكم من أهل الجنة التي إن ظَلمت أو ظُلمت أخذت بيد زوجها وقالت له : والله لا أذوق غمضاً حتى ترضى ) .
هل استشعرت حجم ما تفعلينه في الآخرة ؟!
نحن لا نعيش فقط في الدنيا وللدنيا !
بل هناك آخرة لها دور في تهذيب وإدارة ذواتنا .
لذلك حين تعتذرين .. فأنت في الحقيقة تجلبين السعادة لحياتك .. فلماذا الشعور بالألم من الاعتذار ؟!
أنت حين تعتذرين أليس بذلك تخففين عبئاً من مشكلات كانت ستكون لو لم تعتذري ؟!
إذن فكّري بالنتيجة ولا تفكّري .. ليش أنا فقط اللي أعتذر ؟!
في الحياة الزوجيّة كل طرف مسؤول أن يكون سبباً لسعادة نفسه وسادة شريكه ، وهذه المسؤولية لا حدود لها بين الطرفين .. بل حدودها ( التنافس ) .
والاعتذار كما أنه ( أدب ) .. ايضا هو ( مهارة ) ..
الاعتذار ليس شرطاً أن تقولي ( آسفه ) ..حتى لو أخطأ زوجك .. بل كوني لبقة في إعادة المياه إلى مجاريها بطريقة لا تجعل الزوج يشعر أن كلمة ( آسفة ) اصبحت مستهلكة ..
فمرّة ..
قولي له سمعت حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( ألا أخبركم بنسائكم من أهل الجنة التي إن ظَلمت أو ظُلمت أخذت بيد زوجها وقالت له : والله لا أذوق غمضاً حتى ترضى ) وأنا أريد أن أطبق هذاالحديث في حياتي معك .
هذا الأمر يثير فيه روح التنافس ، وربما يجعله هو ايضا يراجع حساباته .
إذن أخيّة ..
خلاصة القول ..
- السعادة ليست في عدم المشكلات . بل السعادة في إدارة المشكلات .
- الحل لا يكمن في اكتشاف المخطئ .. بل يكمن في : ماذا عليّ أن أفعل لكون سعيدة مع زوجي .
- الصبر واجب من واجبات السعادة . وحين تُنصحين بالصبر فذلك لا يعني أن تستسلمي بل أن تصبري على التصحيح ،وتصبري علىالتحسين في ذاتك أولاً ثم في زوجك .
- الاعتذار أدب ومهارة .. مارسي الاعتذار ما دام أنه يُسعدك أو يجلب لك السعادة .
- الصمت عند غضب زوجك هو الحكمة والعقل .
من الأفضل إذا أحببت أن تناقشي معه مشكلةما .. أن تتركيه حتى يهدأ وتختاري وقتا هادئا وتتكلمي معه باسلوب عاطفي هادئ .
حين يقول لك ( أنه مظلوممعك ) صدقيني هو لا يعني ما يقول .. هو فقط يريد أن يفضفض .. امنحيه فرصة ..
وأكثري من احتضانه .. وصارحيه بمشاعرك الدافئة .
أكثري له ولنفسك من الدعاء ..
والله يرعاك ؛ ؛ ؛
09-11-2014