الإجابة
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
وأسأل الله العظيم أن يختار لك خيراً ..
ي ابنتي ..
أهم خطوة في الزواج هي خطوة اتخاذ القرار وحسن الاختيار ..
من المهم أن تُدركي أن الإنسان مهما حرص على أن يختار ما هو أفضل ويتمحّل في الشروط والصّفات فإنه يبقى أن التوفيق بيد الله ، وأن العبد ضعيف إنما يختار لنفسه ما يراه أمامه ( والله يعلم وانتم لا تعلمون ) لذلك لابد أن يقوى عند الشاب والفتاة معنى الاستعانة بالله تعالى والرّضا مع البذل والأخذ بالأسباب .
هذه كخطوة أولى ..
كخطوة ثانية : السؤال الأهم ايضا : هل أنت راغبة في الزواج أصلاً ؟!
أم انك تريدين الزواج تحت ضغط عائلي أو نفسي أو اجتماعي ؟!
هل عندك الرغبة والاستعداد أن تكوني زوجة وتتحملي مسوؤوليات الحياة الجديدة بكل مافيها من تبعات ؟!
إذا لم يكن ثمّة رغبة ولا استعداد فمن الأفضل أن لا تغامري ..
وتأكّدي أن الرغبة والاستعداد ليس محطة وصول بمعنى اننا ننتظر هذه الرغبة بقدر ما أنها تكمن في أمور نفسيّة وغريزية عندك ، وايضا في حسن النظر للواقع والمستقبل .
الأمر الثالث :
هو وضوح رؤيتك ( أنت ) وليس غيرك لشريك الحياة من حيث صفاته ومواصفاته .
ماذا تريدين .. ومن تريدين ؟!
الأساس في المعطيات هو قوله صلى الله عليه وسلم ( إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوّجوه )
ولاحظي هنا عبارة ( ترضون ) فأساس الاختيار يقوم على الرّضا ..
والرّضا مادة نسبيّة بين الناس ، فميا يرضيك انت لا يرضي غيرك وما يُرضي غيرك لا يرضيك ..
فالمسألة تدور حول ( الذات ) .
الدين والأخلاق هما أساس الاختيار ..
ليس معنى الدّين أن يكون الخاطب صحابيّاً بقدر ما يكون محافزا على صلاته وما يظهر من شعائر الدّين محبّاً لدينه ، وكذلك الأخلاق ليس معناه أن يكون خالياً من أي نقص بشريّ !
بل حسن التعامل والبُعد عن المنكرات الظاهرة المشينة بصاحبها كالخمر والمخدرات والبخل و نحو ذلك .
فكون أنه يظهر عليه بعض الأمور التي ترينها أنتِ ( تقصير في الدّين ) ربما هو لا يراها تقصير في الدّين .. كاللحية مثلا .. غذ ربما يرى أن ( موضوع اللحية ) يقع في مساحة حرّة من اختلافات الفقهاء ونحو ذلك .
فلا تنظري للدين من خلال ( المتشابهات من أمور الدين بل انظري للدين والتديّن من خلال الأمور المحكمة في الدين ) .
لا أدري ماذا تعنين بكون قليل ذات اليد !
مسألة الفقر والغنى مسألة لا يملكها الانسان .. الغني يمكن أن يصبح فقيراً في لحظة والفقير يمكن أن يصبح غنيّاً في لحظة .
الأهم في هذا الجانب ليس الغنى والفقر بقدر ما هو في كون أن الخاطب مرتبط بمسؤولية وعمل ، ويكافح لأجل نفسه وحياته غير عاطل أو متّكل على مال أبيه او أحد من قرابته .
فكون أنه يعمل بمسؤولية يكفي .. فإن الرزق قيمته في بركته لا في كثرته .
كون أن اهتماماته تختلف عن اهتماماتك .. هذا شيء طبيعي بين الناس . ولابد أن يكون كذلك أصلا .
الاختلاف في الاهتمامات لا يعني التعارض .. ولا يعني أيضا أن يوغل المرء في اهتماماته في حال أنه في حياة مشتركة مع زوج أو زوجة إنما عليه أن يقترب في اهتماماته إلى اهتمامات زوجه والعكس .. بمعنى يكون هناك نوع من المرونة في الاهتمامات وعدم التشنّج فيها .
ي ابنتي ..
نصائح من حولك زنيها بميزانك انت لا بميزانهم هم ..
أنت ماذا تريدين .. من تريدين
هل تريدين الزواج الآن أم لا !
بالطبع الحياة الجديدة فيها مسؤوليات ..
هل تجدين في نفسك القدرة على أن توازني بين سمؤوليات التعليم والحياة الزوجيّة ؟!
هناك الكثير من الفتيات وممن تعرفين أنتِ أيضاً من هي متزوجة وتدرس !
اسألي نماذج من ذلك من صديقاتك او قرابتك ..
اسألوا عن الخاطب جيداً ..
فغذا كان يملك صفات جيدة ومواصفات جيدة ..
اعرضي عليها ما ترغبين تحقيقه في حياتك وماهي أولوياتك كالدراسة ونحوها ..
وانظري تجاوبه وتقبّله لذلك ..
إن كان مناسبا من هذه الوجوه .. استعيني بالله واستخيري وثّقوا ذلك في العقد ..
واحسني استخارة ربك ..
فالاستخارة تمنحك الرّضا أياً كانت النتيجة الآن أو مستقبلاً .
والله يرعاك ؛ ؛ ؛
15-07-2016