الإجابة
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
وأسأل الله العظيم أن يكفيك بحلاله عن حرامه ، وان يوسّ‘ عليكم في الرّزق .
أخيّة . .
البخل من أسوأ الأخلاق التي يمكن أن يتصف بها إنسان !
وذلك لأن البخل يجرّ إلى ( الحسد ) و ( سوء الظن بالله ) . فالبخيل حاسد لأي نعمة تصيب غيره . وهو يحبس ماله لأنه ينظر للمستقبل بنظرة تشاؤميّة وهذا من سوء الظن بالله .
ولأن البخيل تصيبه كل يوم دعوة الملائكة ( اللهم أعطِ منفقاً خلفا ، وأعط ممسكاً تلفا ) !
والإسلام من بدايات العهد المكي يقرن بين ( الصلاة والزكاة ) ويؤكّد على قضية ( الصدقة وإكرام اليتيم ) ونحو ذلك مما يعني أهميّة تطهير النّفس وتزكيتها من هذه الصفة الذميمة .
غير أن تقييم بعض الزوجات لبخل أزواجهم قد لا يكون واقعيّاً بقدر ما يكون مثالياً لأنها تخلط بين طموحاتها التي بلا حدود وبين تدبير الزوج لأمر بيته وميزانيّة الأسرة .
في العادة أن الرّجل ينظر للمال على أنه لـ ( التدبير والإدّخار ) ..
والمرأة تنظر للمال على أنه لـ ( الصرف ) !!
وطبيعة الاختلاف بين الطرفين في طريقة نظرتهم للمال قد يُوجد نوعاً من الخلاف .
لذلك أول نصيحة ننصح بها الزوجات ..
أن تكون نظرتها وتقييمها لواقع زوجها في التعامل مع المال هي نظرة ( قنوعة ) بحيث تستطيع أن تحدّد موقفه من النفقة الواجبة وموقفه من التوسعة فيما هو ليس من الواجب ولا من الضروريات .
الزوج الذي يدبّر ميزانية الأسرة في حدود ( الواجب ) بالطبع لا يمكن أن يوصف بأنه ( كريم ) فهو في منزلة أقرب للبخل ..
لكن مثل هذا أهون ممن يمنع الواجب .
في مثل هذه الحالة ..
يمكن معالجة الزوج من خلال المدح ، ومشاكرته بهدوء لا بتهوّر في القيام ببعض مستلزمات البيت . وبوعظه وتخويفه من البخل من خلال رسائل أو مقالات في هذا الموضوع .
أمّأ من كان حاله في أنه يمنع الواجب ويحب جمع المال ولا يهتدي بأمر الله في النفقة والإنفاق ..
فمثل هذا من الخطأ مشاركته المال بقرض أو مشاركة في بناء أو نحو ذلك فإن مثل هذا السلوك يكرّس في نفسه حب الاكتناز .
وهنا موقف الزوجة ينبغي أن يكون موقفاً حازماً ..
الحزم لا يعني العنف والتشنّج والصراخ لكن يعني ( الإصرار عليه بلطف ) أن يقوم بمسؤوليته تجاه بيته ومسؤوليات بيته على الأقل في الحدّ الواجب بحيث لا تكون هناك مرونة في هذاالحدّ .
أيضاً مع وعظه وتذكيره بأن البخل يُذهب بركة المال ، ويصيب المال بالتلف بسبب دعاء الملائكة على البخيل كل صباح .
يمكن للزوجة أن تجلس مع زوجها جلسة هادئة جداً وتحاول أن تحفّز فيه الرغبة في التغيير والتحسين ..
وأن تتجنّب الألفاظ التي تدلّ على الاتهام والتحقير والسخرية ..
بل ما رايك : أن نتفق على طريقة إدارة ميزانيّة الأسرة لهذاالشهر ..
وهكذا ..
لا أحبّذ أبداً أن تشارك الزوجة زوجها ( البخيل ) المال في بناء أو تجارة أو نحو ذلك إلاّ أن يكون هناك ورقة اتفاق وشروط بين الطرفين حول هذه العلاقة الماليةالمشتركة بين الطرفين .
لا يكفي الاتفاق الشفهي بل الكتابي وشهادة الشّهود .
ايضا من الخطأ أن تتحمّلي أنتِ مصاريف البيت ( كلّها ) ينبغي أن تضعيه على واجهة المسؤولية عن بعض المستلزمات كالإيجار ، ونفقات البيت الضرورية .
لا تُظهري أمامه صرفياتك على نفسك أو على ابنائك أو على البيت ..
أخيّة ..
من المهم جداً أن لا تربطي بين سلوكه وبين ذاتك !
كون أنه بخيل فذلك لا ينبغي أن يشكّل عليك شعوراً بالحرج أمام أهلك ..
لابد أن تفصلي بين سلوكه الخاطئ وبين نفسك ..
سلوكه الخاطئ هو من يتحمّل شؤمه وتبعته وليس أنت .. فلمَ الحرج ؟!
ولو قالا لناس أنه بخيل ؟!
هم يقولون عنه وليس عنك !
صحيح أن الموقف صعب .. لكن في مثل هذا الظرف حتى تستطيعي أن تتعايشي مع الموقف بطريقة ايجابية احرصي على أن تفصلي بين سلوكه وبين ذاتك .
من حق الزوجة ( شرعاً ) أن تأخذ من مال زوجها ولو بغير إذنه على قدر حاجتها إن كان مقصّراً في حقها ..
غير أن هذا الحق الشرعي لـ ( الزوجة ) ينبغي أن تكون الزوجة لبقة في الأخذ به حتى لا يتفاقم الأمر إلى مشاكل أخرى .
استمتعي بالشيء الجميل في زوجك .. ما دمت قررت البقاء معه فلا أقل من أن تستمتعي بما هو ممكن وجميل في شخصية وطبع زوجك ..
أكثري له ولنفسك من الدّعاء ..
والله يرعاك ؛ ؛ ؛
27-10-2014