الزواج .. العمل .. طموحي وفتوري !

 

السؤال

مساء الخير .. اسأل الله تعالى أن يعنكم على تقديم النصح الرشيد النافع ولكم جزيل الشكر .. استشارتي: ابنتكم فتاة .. غير متزوجة .. موظفة .. احاول أن الخص مشكلتي في نقاط .. 1- تاخر زواجي ورغبتي الشديدة في رجل مستقيم يعينني على طاعة الله .فكيف اتعايش مع تأخر النصيب في حياتي 2-أعمل في عمل اداري لإحدى المراكز النسائية ولكني غير مرتاحة في عملي بسبب فوضوية الهيكل الاداري وخاصة المدير الذي لا يصلح للإدارة لانه يفقد السيطرة والضبط في عمله كمدير مما أدى ذلك إلى فوضوية في المركز كله وتساهل أغلب الموظفين بأعمالهم وهذا الجو لم اتكيف معه لاني جدية في عملي . 3- أحب المساهمة في عمل الأنشطة والبرامج المنوعة المفيدة ولكن واجهت عدم قبول اسلوبي الجدي من قبل المركز الذي أدى إلى اختلاف بيني وبين من معي مما أدى ذلك إلى انسحابي من المساهمة في الانشطة فهم يعملون بعشوائية مفرطة 4- افكر في ترك عملي والبحث عن مكان اخر منظم فهل هذا من الصواب.رغم حبي للمركز 5- كيف أعيش بحرية في حياتي وفي أداء عملي بعيدا عن الحاقدين والحاسدين للنشاطي في العمل . 6- عندما اواجه عوائق او مشاكل في أي نشاط اقدمه في عملي او حياتي سرعان ما أصاب بالاحباط والفتور لفترة تطول للأسف ...؟؟ 7- وهي النقطة المهمة بالنسبة لي الا وهي علاقتي بالله فترت .. كنت اقوم الليل واقرأ القران واخشع واتلذذ بصلاتي .. وأعمل الكثير من الصالحات لكن الان فترت احافظ على الفرائض نعم ولكن لم اعد صاحبة الهمة العالية بعلاقتي بربي مثل السابق ختى القران قلت قراءتي له فاصبحت في الشهر مرة او مرتان .. فكيف اعود .. ساعدني في حل تلك النقاط في نفسي.. وشكرا

03-06-2010

الإجابة

 وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته . .
 أسعدك الله وبارك فيك  وزادك من فضله . .

 أخيّة ..
 نشكر لك ابتداءً حسن ظنك بإخوانك في موقع ( ناصح ) وحسن سؤالك ..
 أمّا ما سألت عنه :
 1 - الزواج يا أخيّة .. رزق مقسوم .
 والتعايش مع الواقع يكون بـ :
 أ - عمق الإيمان  والاطمئنان لحكم الله واختياره  والثقة بعلم الله تعالى وحكمته . فهو حين قال : " وعسى أن تحبوا شيئا وهو شرُ لكم " وصف نفسه بعد هذه الحقيقة بسعة العلم فقال " والله يعلم وأنتم لا تعلمون " .
 فحين يتأخّر الزواج فإن ذلك يعني ( الرحمة واللطف ) وحين يكون الزواج فإن ذلك يعني ( اللطف والرحمة ) .
 فالله لطيف بعباده  على كل حال وشأن  .

ب - أن تستثمري واقعك بالممكن الموجود وان لا تشغلك الأماني والأمنيات .
 فأنت ابنة يومك  .. قيمتك وسعادتك ليس فيما تتمنين وغنما فيما  تقومين به وتنجزينه . انشغلي ولا تنتظري .
 الانتظار يولّد الاحباط ... لأن الذي ينتظر يكون على حال من الترقّب والعجلة .
 وفي بعض الأمثال : إذا كنت تنتظر ماء القدر أن يغلي فلن يغلي !
 تامّلي حالك لو وضعت قدراً على النار تريدينه أن يغلي وأنتِ مستعجلة ومترقبة متى يغلي .. فحتماً ستشعرين ببطء الوقت !
 لكن لو وضعت القدر  وذهبت لقضاء بعض الأعمال والأشغال لوجدت أن القدر قد نضج ما عليه  وبسرعه !
  اعملي .. حققي طموحاتك .. استثمري هذا الفراغ ... ولا تنتظري !
 
جـ - ابذلي الأسباب الممكنة والمشروعة .. كأن تتخفّفي من بعض الشروط إن كان هناك شروط تشكل عائقاً دون الزواج .. بإمكانك أن توعزي إلى بعض صديقاتك أو الموثوقين من أهل الفضل أن يبحثوا لك متى ما كان هذا السبب مناسباً لك ولواقع أهلك وبيئتك .

 د - أكثري من الدعاء مع الاستغفار .
 فإن الله ( العظيم ) بيده خزائن كل شيء وهو ( الكريم ) وقد قال : " ادعوني أستجب لكم "  فأكثري من الدعاء سيما دعاء الثناء على الله فإن  الانشغال بالثناء على الله  عن طلب الحاجة هو طلب للحاجة وزيادة  لأن الله يحب الثناء .
 كما أرشد الله تعالى إلى أن الاستغفار  سبب من أسباب الرزق " فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفّارا . يرسل السماء عليكم مدرارا . ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات  ويجعل لكم أنهارا " .
 
 2 -  أنتِ في الواقع  مسؤوليّتك في حدود ما هو تحت سيطرتك .
 مديرك ليس تحت سيطرتك .. لكن عملك اتقانك هو تحت سيطرتك .. فمسؤوليتك  الأولى  في أدائك أنت .
 يبقى فوضوية الهيكل الإداري .. بإمكانك ان تقدم رؤيتك حول التحسين الإداري وتقدميها بلغة راقية لمجلس الإدارة أو المدير . المقصود ان تصل رؤيتك إلى الإداريين المسؤولين عن هذه الهيكلة ، وفي نفس الوقت  يكون عملك على وجه من الاتقان . فلا يرتبط اتقانك بجديّة الهيلكة الإدارية من عدمها .

 3 - ما دام انسحبتِ .. فقد كفيت نفسك .
 لكن من المهم أن تُدركي أن الجديّة ليست هي الصورة التي نعتقدها بأنفسنا . الجديّة تعني ( التكامل ) .
 الجديّة تعني أن تشترك الجهود وتُدمج بين كل البرامج  والقضايا التي لم تخرج عن دائرة المباح .

 4 - لماذا لا تفكري بأن تطوّري المكان الذي أنتِ فيه ؟
 أنت الآن في المكان . .  قد كُفيت عناء البحث عن مكان آخر . .  وربما لو بحثت ستجدين لكن هل تجدين ما يناسبك .!
فكّري أن تطوّري وتحسّني  من المكان الذي أنتِ فيه . . 

 5 - هذا ممكن ... لكن في الجنة !
 لأن الله أخبر  عن خلقه فقال : " ولا يزالون مختلفين  . إلاّ من رحم ربك ولذلك خلقهم " .
 ولئن  تكلّم الناس على رب العباد فقالوا " يد الله مغلولة "   " إن الله فقير ونحن أغنياء "  فكيف  يطلب العبد الضعيف أن لا يتكلّم عليه الناس بحسد أو ببغي ؟!
 يا أخيّة  إن الله يخبرنا أن أهل الجنة وهم أهل الجنة لا يدخلون الجنة حتى يمرّ,ا بالقنطرة لتنقيتهم من ( الغل والحسد ) قال تعالى : " ونزعنا ما في صدورهم من غلّ  "  فكيف بالناس وهم في هذه الدنيا ؟!
 يا أخيّة . . من راقب الناس مات همّاً  .. فاز باللذّة الجسور !
  وقد قال الحكماء :  رضاالناس غاية لا تُدرك !
 فلا تُؤمّلي نفسك  ان تعملي في  منأى عن الحسّاد والحاقدين ..
 لكن اعتصمي بالله  . .  " ومن يعتصم بالله فقد هُدي إلى صراط مستقيم " .
 كوني لطيفة مع الجميع .. متفائلة مبتسمة ..
  أقسى ما يؤلم الحسّاد الإحسان إليهم ومقابلة السيئة بالحسنة . " ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه وليّ حميم " .. " وأعرض عن الجاهلين " .
 هكذا يعلمنا القرآن . .  كيف نعيش مع الآخرين بواقعيّة وإيجابيّة .

 6 - العوائق .. هي ملح الحياة . وهي وقود الانجاز .
 هي النّاقوس الذي يعلّمك بحاجتك إلى الله ... بحاجتك إلى معونته ... بحاجتك إلى الاستغناء به والبراءة من حولك وقوّتك ... وهكذا تكون هذه العوائق وقوداً .
  اقرئي في سير العظماء ... إنهم  بلغوا العظمة  على عتبة  المشقّة .
 يكفي أن تقرئي قول الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم  وهو يصف طريق  الجنة التي  مطلوب العاملين ..
 فقال : " حفّت الجنة بالمكاره "  اقرأيه وتأمليه بهدوء ...
 الاحباط لن يزيل العوائق بقدر ما يزيد العوائق عائقاً آخر !

 7 -  جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " لكل عامل شرة وفتره . فمن كانت فترته إلى سنّـي فقد هدي " ومعنى " شرة "  يعني قوة ونشاطاً  . و الفترة من الفتور والضعف .
 هكذا طبيعة النفس البشريّة ... مرّة  تكون في أوج نشاطها وقوّتها ورغبتها ... ومرة يصيبهاالفتور  .
 وها هنا يعلمنا الملهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه  كيف نسوس أنفسنا على  اعتبار هذه القاعدة   فقال :  ألزموا أنفسكم العزائم حال نشاطها .  يعني  عندما تكون النفس في حال من الاقبال  فلا تحجّمي هذا الإقبال .
 الأهم أن الإنسان إذا فتر أن لا يفتر إلى منكر أو ترك واجب !
 استعيني بالله ... ثم تعلّمي ( الاحتساب ) فالعبادة ليست صة فحسب ..
 ابتسامتك صدقة ..
 الكلمة الطيبة صدقة ..
 كل عمل تقومين به لله  هو عبادة " قل إن صلاتي ونسكي ومحياي مماتي لله رب العالمين " .
 وسّعي نظرتك لمعنى العبادة . .
 ثم ايضا اجتهدي  أن ترتبطي بمجموعة في بعض الاعمال العبادية فالعمل ضمن مجموعة مما يعين على تربية النفس  ..
  مثل أن تلتحقي بدار لتحفيظ القرآن  ..أو تتفقي مع بعض صديقاتك .. أو تبتكري وتنشئي حلقة للقرآن في البيت مع والديك واخواتك وهكذا .. كلما كان العمل ضمن مجموعة كان ذلك أبعد للنفس عن الملل أو سرعة الفتور .
 
 الدعاء الدعاء أخيّة . .  واعتصمي بالله  اعتصام عبدٍ يستغني بربه ويبرأ من حوله وقوّته .

 وفقك الله وكفاك .

03-06-2010

استشارات اخرى ضمن استشارات التربية الأسرية


 

دورات واعي الأسرية


 
 

إستطلاع الرأي المخصص لهذا اليوم!


هل ترى أهمية لحضور دورات عن العلاقة الخاصة بين الزوجين :

    
    
    
    
 

ناصح بلغة الأرقام


4008

الإستشارات

876

المقالات

35

المكتبة المرئية

24

المكتبة الصوتية

78

مكتبة الكتب

13

مكتبة الدورات

444

معرض الصور

84

الأخبار

 

إنضم إلى ناصح على شبكات التواصل الإجتماعي


 

حمل تطبيق ناصح على الهواتف الذكية


 

إنضم إلى قائمة ناصح البريدية


ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني