الإجابة
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
وأسأل الله العظيم أن يكفيك بحلاله عن حرامه وبفضله عمّن سواه ...
أخيّة . .
كمستشار في الدّعم الأسري ، تصلنا جملة من الرسائل مضمونها قريب من مضمون رسالتك ..
لن اقول لك : اصبري ، واهتمي بصلاح نفسك !
لكن سأقول لك : ومن قال لك أن الحل دائماً ( في الزواج ) ؟!
هناك فتيات يعانين قريبا من معاناتك وربما أكثر .. وبعد ما تزوجن أيقنّ أن الحل لم يكن في الزواج !
ليس دائماً الزواج هو الحل !
لا أريد أن أزهّدك في الزواج .. لكنّي أريدك أن تتعايشي مع واقعك بطريقة : فتح الخيارات أمامك وأن لا تختصري حلولك في حلّ واحد .
صحيح أن الزواج عامل رئيس في مثل هذه المشكلات ، لكن أحيانا بعض الفتيات تعيش نوع من الحالة النفسية والمجتمعيّة ما يدعو إلى أن تكون عندها انفتاح على أكثر من حل .. أو مهارة أو طريقة للتعايش مع واقعها .
فمثلاً ..
لو قلت لك هل يمكنك أن تصارحي والدك بما تشعرين به من الغريزة وانك تخشين على نفسك الفتنة ؟!
هذه خطوة في الحل ..
هل يمكنك مصارحة اخوانك بكل شفافية بأنك تخشين على نفسك الفتنة ..
هذه خطوة في الحل ..
هل يمكن أن ترفعي دعوى ( عضل ) على والدك إذا وجدت الكفؤ من الرّجال !
صحيح أنها خطوات نشعر أنها ( خياليّة ) ولا يمكننا بسبب بعض العادات والثقافة التربوية التي نشانا عليها ..
طيب عندما يكون هناك منافذ حلول لا يمكن أن نسكلها لأي سبب كان .. فمن الخطأ فقط أن نركّز في المشكلة .. ( أحتاج للزواج ) ( أحتاج للزواج ) !
لأن الإيغال في التفكير بالمشكلة دون أننفكّر في خطوات للحل .. يجعلنا في أحيان ما نقفز الأسوار !
أخيّة . .
حين يصرف الله عنك أي عريس طرق بابكم .. فتأكّدي تماماً أن الله يصرف عنك زوجاً سيّئاً .
هذا ليس معناه أن نصنع العقبات أمام الزواج .. ثم نقول أنه سيّء ..
لكن هذه الفكرة ينبغي أن تكون عندك حاضرة كنوع من الأفكار التي تمنحك وقوداً للصّبر على إزالة العقبات والتفاؤل وعدم الشعور بالياس أو أن هناك شيء مستحيل .
أعجبتني آخر ثلاث كلمات ختمتي بها رسالتك .. ( بحال ما يعلم به إلاّ الله ) !
هل أنت واثقة حقاً أن الله ( يعلم بحالك ) !
إذن هذه الثقة ينبغي أن تُترجم إلى شعور تفاؤلي كبير .. لأن أمرك بيد الله وحتماً سيكتب الله لك الفرج .. لأنه أعلم بحالك ..
انطرحي بين يديه واطرقي بابه بالدعاء وبكثرة الاستغفار .
الأمر الآخر ..
وسّطي بعض أهل العلم أو الدعاة أو إمام الحي ليتكلّم مع والدك . بخطورة العضل .
كلما كان الذي يكلّمه صاحب دين وعلم وفقه كان ذلك اقرب لاقناعه .
كوني شفّافة مع إخوانك .. أو انظري أقربهم إليك وصارحيه بصدق ليكون لك عوناً وافهميه أن البرّ بالوالد يكون بالأخذ بيده إلى ما يحبه الله .. والله تعالى لا يحب العضل وقد نهى عنه .
في هذه الفترة ..
احرصي على أن تمارسي هواياتك وتنجّزي طموحاتك .. صدقيني بعد الزواج ستتمنين فرصة فراغ بلا مسؤولية بيت .. فاستثمري واقعك بطريقة أفضل .
إذا رأيت أن والدك فعلا يتشدد في مسألة العضل ..
فإن ( القاضي ) وليّك .. إن وجدت كفؤًا لك .
قد يحدث نوع من التوتّر العائلي ، وقد لا يحدث .. لكن هذه الخطوة احبيها بهدوء قبل أن تتخذيها .
أخيّة ..
بعض الفتيات تعيش نوعا من هذاالضغط النّفسي .. الأمر الذي يتسبب أنها تتهوّر في الاختيار .. فتختار أي طارق يطرق الباب ..
تأكّدي تماماً أن الزواج ليس ( فراش ) فحسب على أهمية ذلك .. بل الزواج مشروع الحياة .. فأحسني الاختيار .
واحرصي على أن لا تفتحي على نفسك باباً يزيد من ألم غريزتك وثورتها في نفسك فتكونين كمن يشعل النار ولا يجد ما يطفئ به ضرامها !
لا أزال أكرر عليك ..
اسألي الله بصدق في ليالي هذا الشهر الفضيل .. وأكثري من الاستغفار .
والله يرعاك ؛؛ ؛
07-07-2014