الإجابة
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
وأسأل الله العظيم أن يعيذكم من الشيطان الرّجيم من همزه ونفخه ونفثه ، ويكفيكم شرّ الأشرار .
أخيّة . .
الواقع أن السحر والمسّ من المور التي لا تُنكر حقيقتها ولا يُنكر وجودها لما أخبر الله تعالى به ،وانها من عمل الشيطان . وان الشيطان وأعوانه من السحرة وخدّامه إنما يريدون من هذاالأمر ( التفريق بين المرء وزوجه ) .
غير أن الله نبّهنا إلى أمر مهم في التعاطي مع قضية السحر والمس ، وهي قضية أن ( كيد الشطيان ضعيف ) و أن الساحر لا يفلح ، وأن الله لا يصلح عمل المفسدين ، وانه لا يمكن أن يقع على المرء ضرر السّحر إلاّ أن ياذن الله . فكون وجود السحر لا يعني أن ضرره سيقع بل الأمر بيد الله فحين ذكر الله السحر والسحرة قال ( فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ) [ البقرة : 102 ]
فتأملي قوله ( وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ) فالأمور كلها بيد الله لا بيد ساحر ولا ساحرة ولا حتى عفريت الجن !
والنبي صلى الله عليه وسلم علّمنا اليقين في قوله ( واعلم أن المة لو اجتمعت على أن يضرّوك بشيء لم يضرّوك إلاّ بشيء قد كتبه الله عليك ) .
من كل هذا نستفيد أنه لا يمكن أن يقع شيء إلاّ بأمر الله .
أخيّة . .
كون أنكما تعيشان نوعاً من المعاناة في العمل والدراسة ونحو ذلك ، فذلك لا يعني أبداً أنه ( سحر ) ، أي أحد من الناس قد تواجهه صعوبات في العمل والدراسة وحتى في حياته الزوجيّة ، ومن الصعب تعليق كل ضيق في المعيشة أو الحاية الزوجية بأنه سحر أو مسّ ، الأمر ربما يكون نوع من الابتلاء لكم من الله ، ويريد أن يسمع منكما صوت الدعاء والانطراح بين يديه وان تبذلا الأسباب المشروعة لمدافعة معاناتكما .
لا ينبغي لمثلك - وأنت المتعلمة - أن تستسلمي للوهم ، وحتى لو كان الأمر سحراً فالحل ليس هو الاستسلام بل علّمناالنبي صلى الله عليه وسلم كيف ندافع السحر بالتحصين والرقية الشرعية لا بالخوف أو الاستسلام والشعور بالإحباط .
ما تفعله أخت زوجك ( أفسد من السحر ) .. حتى لو كان بها مس فإن من الخطأ تصديق كلامها لأنه ربما يتكلم الشيطان بلسانها ، والشيطان لا يقول الصّدق بل الشياطين مظنة الكذب والتلاعب بالناس والتفريق بينهم . سيما إذا عرفنا أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا أن الشيطان كل يوم ينصب عرضه على البحر ويُرسل سرايها للافساد بين الناس ، حتى إذا جلسوا إلى الشيطان سأل كل واحد منهم ماذا فعل حتى يقول أحدهم : ما تركته حتى فرّقت بينه وبين زوجته .. فيلتزمه ابليس ويقول له أنت أنت !
وما تفعله أخت زوجك هو نوع من تلبيس الشيطان ومكيدته ..
ولذلك أنصحك :
1 - أن تطلبي من زوجك أن يتكلم مع شيخ موثوق ، وليس مشائخ الشعوذة . بل المشائخ والدعاة المخلصين الذين لا يتعاملون بالشعوذة .
2 - أن تُفهمي زوجك أن حل السحر لا يكون بمثل هذه الطريقة بل بالرقية الشرعية والتحصّن بالأذكار والاستعصام بالله . فإن الأمور لا تجري إلاّ بأمر الله .
وان تفهميه أن الشيطان يريد التفريق بينكما بمثل هذه الطريقة .
3 - اعتنيا بالرقية الشرعية لنفسك وله :
( الفاتحة 7 مرات + الآيات الخمس الأولى من سورة البقرة + آية الكرسي 3 مرات + آخر آيتين منسورة البقرة + آحر ثلاث آيات منسورة الحشر + الاخلاص والمعوذتان 3 مرات ) .
حافظا على هذه الرقية كل صباح ومساء .. وانفثي بها على جسدك وعلى كوب ماء واشربي منه أنت وزوجك ، وانفثي في زيت زيتون وادّهني به أنت وزوجك .
واغتسلي بماء وسدر كل يوم ولمدة 7 أيام .
وخصّصي وقتا أنت وزوجك للجلوس مع بعضكما وقراءة سورة البقرة كاملة .
كل ثلاثة أيام .
4 - لا تستسلمي لي عقبة تواجهك في عملك أو دراستك أو نحو ذلك بل واجهي كل عقبة بما يمكنك .. الاستسلام والهروب يضعف الارادة عندكما ، ويجعلكما تهربان إلى اسباب وهمية .
وإن اصرّ زوجك على الطلاق ، فالطلاق لن يحل مشكلة ( السحر ) إن صحّ أن الذي بينكما سحر .. بل الطلاق يعقّد المشكلة ويفتح عليه وعليك مشاكل أخرى .
لذلك اخرجا من وهم الشعور بأنكما مسحورين ..
وتعاملا مع حياتكما بواقعيّة بعديا عن الوهم ..
مع الحرص على التحصين والرقية .
والله يرعاكما ؛ ؛ ؛ ؛
27-02-2014