الإجابة
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
واسأل الله العظيم أن يختار لك ما فيه خيرك وصلاحك وقرّة عينك ..
أخي الكريم ..
الزواج ليس المقصود منه الحب والعلاقات الدافئة ..
بل المقصود من الزواج هو حصول الاستقرار بين الزوجين في مستقبل حياتهما ، لأن الزواج هو مشروع العمر ، واي مشروع لا يمكن أن يثمر ثمارا يانعة ما لم يكن هناك استقرار بين الشّركاء .
ولذلك أهم ما ينبغي النظر إليه في الزواج هو ( حسن الاختيار ) ..
اختيار شريك الحياة الذي يُعتقد أنه يساعدك على الاستقرار لبناء مشروع ناجح .
هذاالاعتقاد ينبغي أن يُبنى على معطيات واسس واضحة لا على مجرّد العواطفو المشاعر والتوقّع المجرّد من معطيات واضحة .
أخي الكريم ..
حسن الاختيار .. أهم معطياته بالنسبة للشاب :
أن تكون المخطوبة ذات أدب ودين وخلق ( فاظفر بذات الدّين تربت يداك ) .
وهذا الأساس لا يمنع النظر لبعض المعطيات الأخرى والتي لها أثر على العلاقة بين الطرفين .
كالنظر للفوارق التعليمية والعمرية والاجتماعيّة بنظرة مرنة لكن بوعي .
ومن الأمور المهمّة في معطيات حسن الاختيار : أن الاختيار الذي يكون قريباً من هوى ( الوالدة ) ورغبتها .. فهذا يعطيه نوعا من البركة والتوفيق سيما لو كانت ( الأم ) هواها ورغبتها مما يمكن تحقيقه .
وقد فهمت من رسالتك أخي أن والدتك لا ترغب بأن ترتبط بفتاة أكبر منك .
أعتقد أن تنازلك عن هذا الأمر لأجل أمك ربما يفتح لك البركة في حياتك ، ويصحّ؛ لك اختيار الفتاة الأنسب لحياتك .
سيما لو أنك تركت ما تهواه أنت لما تهواه أمك رغبة في رضاها وليس بروح الضغط أو الألم !
وما تدري لعل الله يريد بموقف أمك هذا أن يصرفك عن هذا النّصيب الذي قد لا يكون هو الأنسب لك ...
وهنا تذكّر قول الله ( فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا ) [ النّساء : 19 ] .
أخي الكريم ..
تناقش مع أمك ..
افهم منها ماذا تريد هي ، وما هي رغبتها ..
اشرح لها رغبتك وبيّن لها .. لماذا اخترت هذه الفتاة .
انظر ماهي المسؤوليات التي تشعر بها أمك تجاه هذاالاختيار .. وخفّف عنها هذه المسؤوليات وحلّ لها الأمور بطريقة واقعية وهادئة .
أفهمها أن رأيها هو الأهم ..
فإن رايت أنها اقتنعت ورضيت فبارك الله لك في اختيارك ..
وإن رأيت أنها لم تقتنع ولم ترضَ باختيارك لهذه الفتاة .. ففتح الله عليك ويسّر لك ما هو أفضل .
والله يرعاك ؛ ؛؛
24-03-2014