الإجابة
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
واسأل الله العظيم أن يختار لك خيرا ويكتب لك خيرا ..
أخي الكريم ..
نحن هنا في موقع ناصح ليس دورنا أن نقف حكّاماً بين طرفين . دورنا هنا دور الإرشاد والتوجيه والنصيحة .
وعليه يا أخي الكريم نقول لك :
الزواج هو مشروع الحياة ..
مشرع العمر ..
وليس علاقة ليلة ولا هو رحلة عسل أو نحو ذلك .
ولذلك ينبغي أن ننظر لقرار الزواج على أنه قرار في منعطف مهم وخطير في حياتنا .
وأن يكون قرارا مسؤولاً نتحمّل تبعاته في مستقبل ايامنا ..
لأن صناعة الحياة الجديدة تبدأ من لحظة القرار والاختيار .
وهنا علّمك النبي صلى الله عليه وسلم أهم خط ترسم عليه قرار الاختيار ..
( فاظفر بذات الدين تربت يداك ) ( تزوّجواالودود الولود ) . ( تخيّروا لنطفكم ) .
فالأصل أن تختار صاحب الدين والأدب والحياء والخلق ، والمنبت الحسن .
وهذا لا يمنع أن ينظر المرء لاعتبارات أخرى كاعتبارات الفارق العمري والتعليمي والمادي والاجتماعي ونحو ذلك غير أنهااعتبارات ( مرنة ) إلاّ اعتبار الدين والأدب والأخلاق هي اعتبارات لا تقبل المرونة أو التنازل .
ثم علّمنا النبي صلى الله عليه وسلم أن تعزيز قرار الاختيار يأتي من طريقين :
الأول : النظر للمخطوبة .
الثاني : الاستخارة .
فإن الإنسان قد يختار لنفسه فتاة ويجد فيها من الأدبو الدين والأخلاق والمواصفات الطيبة ، حتى إذا نظر إليها لم يجد في نفسه قبولاً لها .. فهنا لا ينبغي أن يعاند ( هذاالرفض النفسي ) للمخطوبة .
وقد يراها وتعجبه .. لكنه حين يستخير الله في الأمر ، يجد أن الله سبحانه وتعالى لا يسخّر له طريق الارتباط فتكثر الشروط أو يأتيه ما يصرفه عنها أو يصرفها عنه باي طريقة كانت ..
هنا ايضاً ينبغي أن لا يحمّل الانسان الأمور أكبر مما هي عليه .
فغذا لم يتيسر له هذاالطريق فليسلك طريقا آخر ..
وإن وجد ان الوصول لهذه الفتاة فيه مشقة وعنت فهي ليست البنت الوحيدة في بلدكم .
وقد قال الله ( وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ) .
لاحظ قوله ( وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ) فالله يعلم عواقب الأمور .. فنحن قد نرى بعض الأمور مكروهة لنا لكن عاقبتها خير ، وبعض الأمور نحبها ونتمناها لكن الله يعلم أنها تضرّنا فلا يسهّلها لنا .
لذلك النصيحة لك ..
أن تتكلم مع والد مخطوبتك بهدوء ، وتتفهّم منه طلباته . فإن كنت تقدر على أن تقوم بما يشترطه عليك فالمسلمون على شروطهم .
لكن ليس من حقك أن تقول : لماذا هو يشترط عليّ كذا وكذا ..
الأمر غير ملزم لك .. الأمر بينك وبينه بالاتفاق . إن ناسبك وافقت وإن لم يناسبك فلا شيء يحوجك أن تلومه بل قد تكون أنت الملام حين تحصر نفسك في اتجاه واحد .
لا تقل سأوافقك فقط لأنه كلام على ورق ، بل موافقتك يعني الالتزام بالشرط وأنت ملزوم به مالم يُسقطه عنك .
لذلك اجعل قرارك علىالواقع لا على التوقع أو على أمل أن يتنازل .
وايضا لا تنشغل بلومه .. فهو ( أب ) وهو يعتقد أنه يفعل ذلك لمصلحة ابنته .
ولا تلم الفتاة فإن العرب تقول : كل فتاة بأبيها معجبة .
لذلك لا تشغل بالك من المخطئ ومن على حق .. لأنه ليس لأحد من الطرفين أن يلزم الطرف الآخر بما يريد إلاّ بالتوافق وليس هناك شيء بالإجبار .
والله يرعاك ؛ ؛ ؛
20-01-2014