الإجابة
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
وأسأل الله العظيم أن يهدي قلب زوجك ، ويصلح ما بينكما ، ويصرف عنكم السوء والفحشاء ، ويديم بينكما حياة الودّ والرحمة ..
أخيّة . .
لا أريد أن أقلل خطأ زوجك - كما وصفتِ - فالخطأ يبقى اسمه ( خطأ ) ولا يمكن بحال أن يتحوّل الخطأ إلى صواب ..
وبعبارة أوضح : المعصية لا يمكن في يوم من الأيام أو بحال من الأحوال يمكن أن تكون طاعة .
لكن أخيّتي ...
في الواقع لا يمكن أن يكون هناك إنسان لا يخطئ ..
لا يمكن أن يكون هناك إنسان لا يقع في الذنب والخطيئة !
وحين يقع شريك الحياة في خطأ مثل هذا الخطأ ، فالعلاقة الزوجية التي بين الطرفين تحتّم على كل طرف أن يكون عوناً لشريكه على أن يتجاوز الخطأ لا عوناً عليه أن يوغل في الخطأ .
لن اسامحه ..
لن أغفر له ..
لن أنسى خطأه !
هذه المشاعر والأفكار ابداً لا يمكن أن تحل المشكلة ..
وأعتقد أنك أرسلتِ لنا على الموقع لتبحثي عن حل ..
ومعنى أن الإنسان يبحث عن الحل معنى ذلك أنه لا يستبعد الحلول من قبل أن يفكّر بها !
أخيّة . .
حين يلجأ الرجل للخيانة فذلك يعني أن هناك أسباب ..
من اسباب ذلك :
1 - التفريط في الصلاة .
فإن الله عزّوجل ربط بين التفريط في الصلاة وبين اتّباع الشهوات فقال : " فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا " .
وهنا خطوة مهمّة للحل .. وهي الاهتمام بالصلاة ، ومسااعدة زوجك على أن يعظّم شان الصلاة ، ويحافظ عليها .
2 - عدم احتواء الزوجة لزوجها .
فالزوج الذي يشعر بالمحاصرة ، والرقابة ، والتحقيق في بيته ، وعدم الاحتواء العاطفي .
كل هذه الأمور تجعله ( يراوغ ) ويلف ويدور وربما يكذب ، ويلجأ للخيانة كنوع من البحث عن الاشباع خارج نطاق المسؤولية والضغط النفسي .
لا أبرر للخطأ بقدر ما أفسّر لك الحال ..
لذلك . .
النصيحة هنا ..
أن لا تشغلي نفسك بالتحقيق مع زوجك ..
بالشك ..
بالتفكير ماذا يفعل ومن يكلم .؟!
لا تهتمي أن تُديني زوجك بالكذب أو التلاعب ..
اهتمّي أن تجذبيه لك بالحب والكلمة الطيبة الدافئة ، وادخلي إلى قلبه من هذا الباب ، ومن هذا الباب ايضا يمكن أن تبني معه حياة ايمانية رائعة لتدعيم علاج السبب الأول .
تتبعك لأخطائه أو اقتناصك الفرصة لإدانته هو الذي يسبب لك القلق والشعور بالألم أكثر من خطأ زوجك .
خطأ زوجك يبقى هو خطأه وهو الذي سيُسأل عنه سواءً في الدنيا أو في الآخرة .
لكن طريقة تفكيرك تجاه زوجك وتجاه خطأه هو الذي يزعجك ويؤلمك أكثر ..
لأنك تتخيلين وتفسرين الخطأ بطريقة تضغط على نفسيّتك ومشاعرك .
كونه أخطأ مع أختك هو خطأ شنيع جداً ..
هو ملوم عليه وأختك أيضا ملومة . .
والمعالجة هنا تستدعي أيضا أن تتكلمي مع أختك بهدوء ، وتبيني لها أن هذا الأمر لا يرضاه الله ولا يحبه ، وأنه من الخيانة .
فزوجك لم يستمرئ أو يتجرّأ للخطأ مع أختك إلاّ وقد وجد منها لينا وقبولاً .
لذلك من الجهات التي تحتاج إلى معالجة ( أختك ) .. بالنصيحة والكلمة الطيبة وتخويفها بالله ورقابته ، والفضيحة في الدنيا والآخرة .
أخيّة . .
من الحلول : الدّعاء .
لفتني قولك : كنت أقوم الليل لأدعو عليه ؟!
هل تتوقعي أنك إذا دعوتِ عليه يستجيب الله دعائك ؟!
قد تقولين : نعم !
أقول لك : ما دام في نفسك هذااليقين أن الله يستجيب دعائك .. فلماذا لا تدعي له بالخير وان يهدي الله قلبه ويصلح أمره ، ويبقيه زوجا صالحاً لك وأباً نافعا لأبنائه .. أبيس ذلك أجمل لك وله ولبنائك ولحياتكما ؟!
إذن .. إذا فكّرت بالدعاء ..
ففكري بالدعاء له ولنفسك ولأبنائك ..
فذلك خير لكم جميعا ..
والله يرعاك ؛ ؛ ؛
23-11-2013