من فضلكم، أخبروني هل قراري صائب أم لا ؟؟ أنا شابة في ال20 من عمري، تعرفت على شاب من عمري و بنينا أحلامنا سويا و قد أحبني من كل قلبه و أخبرني أنه بمجرد أن تتحسن أوضاعه المالية سيأتي لخطبتي و أنا لا أشك بهذا ، لكن المشكلة أنني أخيرا طلبت منه إنهاء هذه العلاقة و لم أخبره عن السبب، فالسبب هو أنه أقل مستوى مني ماديا و علميا كما أنني أخشى نظرة الناس له عندما يعلمون بمكانته خصوصا أن مكانتي أعلى منه اجتماعيا, لكن ما يؤلمني أنه لم يتقبل قراري لأنه يحبني بصدق و هو فعلا إنسان صالح. فهل قراري صائب أم ماذا علي فعله ؟أنا محتارة جدا أرجوكم أفيدوني بردكم.

 وعليكم السلام ورحمةالله وبركاته . .
 وأسأل الله العظيم أن يختار لك ويزرقك من واسع فضله . .

 يا ابنتي . .
 الزواج رزق مقسوم . .
 وكل إنسان قد كُتب له رزقه من يوم أن كان في بطن أمه . وكل مخلوق سيدركه رزقه لا محاله .
 وما على المرء إلاّ أن يبذل الأسباب ( المشروعة ) الصحيحة في طلب رزقه .
 والفتاة على عتبة الزواج أوصاه الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم بقوله  ( إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوّجوه ) ..
 فاساس صنع قرار الزواج ( الرضا ) . .  الرضا النفسي والرضا العقلي للطرف الآخر . .
 هذا الرضا يتكوّن من خلال معطيات مهمة ..
 أوّلها : حسن التدين .
 ثانيها : الأخلاق .
 ثم بعد هذين الأساسين تأتي بقية الاعتبارات المادية والثقافية والاجتماعية  . .
 إذا لم يكن هناك ( رضا ) . .  فإن من الأفضل أن لا تغامري أو يغامر الشاب في ( مشروع ) زواج يشعر تجاهه بنوع من عدم الرضا . .
على أن هناك أموراً يمكن للانسان أن يتجاوزها في مستقبل الأيام كالوضع المادي والتعليمية بالتكسّب والتعلّم . .
 غير أن هذا الأمر يتوقّف على مستوى معرفتك بنفسك . .
 هل عندك القدرة على تقبّل شاب بهذاالوضع مع ما يحوط هذا القبول من مسؤوليات اجتماعيّة  ونحوها ؟!
 إذا كنت تعرفين من نفسك . .  صعوبة التأقلم مع وضع كهذا ..
 فإن الأرفق بك وبه أن لا تمنحي نفسك فرصة للتواصل معه حتى لا تتطوّر الأمور إلى أعظم من ذلك سواء من جهته أو منجهتك .

 ثم يا ابنتي . .
 لابد أن تعلمي أن بناء العلاقات بهذه الطريقة لأجل الزواج تعتبر طريقة خاطئة . .
 لأن مثل هذه العلاقات ستشكّل ضغطاً نفسيّاً عليك وعلى الطرف الآخر قد يؤثّر على مجريات صناعة القرار  . .
 وقرار الزواج هو القرار الذي ينبغي أن يتخذه الإنسان في لحظة من الهدوء النفسي والعاطفي  . .

 أكثري من الاستغفار . .

 والله يرعاك ؛؛ ؛