السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شيخي الكريم أنا أرملة عندي أربعة من الأبناء الأبن الأكبر منهم عمره 25 عام , مشكلتي معه أنه يريد أن يتزوج وأنا أبحث له عن عروس وفي الغالب يكون عمرها ما بين ال18 - 24, ولكنه رافض يقول : يا أمي أحب المرأة في عمر الثلاثين فما فوق , ولا أحب الصغيرات , وأتعجب من تفكيره هذا جداً , وأحاول اقناعه بذلك بلا فائدة , فهل هذه تكون عقدة نفسية عنده , وهل من الطبيعي أن شاب في مثل عمره يفضل المرأة الكبيرة. وبما تنصحني يا شيخي هو إن شاء الله لن يتزوج بدون رضاي لكني أخشي أن أرغمه , وفي الوقت نفسه رافضة لفكرة زواجه من بنت في الثلاثينات كما يحب هو . فما توجيهكم بارك الله فيكم .
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته . .
وأسأل الله العظيم أن يبارك لك في ذريّتك ويجعلهم قرّة عين لك . .
أخيّة . .
بالنسبة لزواج الشاب من امرأة اكبر منه سناً . . من ناحية شرعيّة لا حرج في ذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم تزوّج من خديجة رضي الله عنها وهي أكبر منه سناً فقد كان عمره في الخامسة والعشرين وعمرها في الخامسة والأربعين تقريباً .
وكان زواجاً ناجحاً لدرجة انها كانت أحب النساء إليه ، ولم يتزوّج عليها في حياتها من شدّة حبه لها صلى الله عليه وسلم .
لكن كانت هي المرأة التي تناسبه في ذلك الظرف والحال الذي كان يعيشه .
هذا من ناحية الحرج الشرعي .. لا حرج شرعي في ذلك .
لكن يبقى ما هو الأفضل . . ؟!
الأفضل للشاب في الأحوال العادية والظروف العادية أن يرتبط الشاب بالبكر التي تصغره ، فقد ثبت عَنْ عَطَاءٍ قال : أَخْبَرَنِي جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : تَزَوَّجْتُ امْرَأَةً فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَلَقِيتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : ( يَا جَابِرُ تَزَوَّجْتَ ، قُلْتُ : نَعَمْ ، قَالَ : بِكْرٌ أَمْ ثَيِّبٌ ، قُلْتُ : ثَيِّبٌ ، قَالَ : فَهَلَّا بِكْرًا تُلَاعِبُهَا ، قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ لِي أَخَوَاتٍ فَخَشِيتُ أَنْ تَدْخُلَ بَيْنِي وَبَيْنَهُنَّ ، قَالَ : فَذَاكَ إِذَنْ إِنَّ الْمَرْأَةَ تُنْكَحُ عَلَى دِينِهَا وَمَالِهَا وَجَمَالِهَا فَعَلَيْكَ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ ) . .
ولأن الزواج علاقة قتوم أهم ما تقوم على ( الرضا ) فإنه لا ينبغي إجبار الشاب أوالفتاة باختيار معيّن .
لذلك نصيحتي لك :
- أن تتفهّمي رغبة ابنك في إطار أنها ( رغبة ) ولا تنظري للموقف من خلال نظرتك البحتة وتجربتك في الحياة . .
نعم دورك هو المشورة والاقتراح والتبيين .. لكن لا تضغطي عليه .
افهمي منه لماذا هو يريد الكبيرة ؟!
فقد تكون فعلا هي النسب لنفسية ابنك وشخصيّته .
- اطلبي منه أن يشارك ويحضر دورة تأهيليّة للزواج . . فستفيده الدورة كثيرا في تصحيح مسار قراره .
- ابحثي له على ما يريد . . واسألي الله له التوفيق .
فأحياناً نتمنى لأبنائنا شيئا نراه أنسب لهم .. لكن الله يختار لهم ما هو الأنسب لهم ويُجري المقادير على عكس ما نتمناه ويكون هو الخير والرحمة بهم . .
أكثري له من الدعاء بالتوفيق . .
واحرصي على أن تبحثي له عن ذات الدين والأدب . .
والله يرعاك ؛ ؛ ؛
الإستشارات
المقالات
المكتبة المرئية
المكتبة الصوتية
مكتبة الكتب
مكتبة الدورات
معرض الصور
الأخبار
ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني