السادة الكرام / السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد أولا : أحسن الله إليكم وجزاكم الله خيرا عن كل ما تقدمونه للإسلام والمسلمين. ثانيا :أود استشارتكم في مشكلة أسرية وكلي ثقة بأنكم لن تحرموني كريم نصحكم . وحتى لا أطيل عليكم فإليكم التفاصيل : - تقدم ابن عمي للزواج من أختي وهي في سن 18 والتي تصغره بسبع سنوات . - أنجبت أختي منه ابنا وقبل إكمالها السنة الثانية من الزواج تبين لها أن زوجها الذي يدعي الموت في حبها له علاقة غير شرعية بامرأة أخرى من خلال ما قرأته في جواله المغلق بالرقم السري ولم يهدأ لها بال خاصة عندما علمت من خلال ما يستقبله من رسائل أن زوجها لم يكتفي بالمراسلة والمحادثة فقط بل امتد ذلك إلى الخلوة الغير شرعية في شهر رمضان الماضي. - واجهت أختي زوجها بما لمسته من سلوكه الغير سوي أثناء تسوقهم من إطلاق بصره وبما رأته من ترقيمه لإحدى الفتيات أثناء انتظارها على طاولة الطعام فأنكر وادعى بأن أختي مريضة ومتوهمة. - أخبرته بأنها سمعته يتحادث مع امرأة عبر الجوال أثناء انشغالها بأداء وجبة الغداء فأنكر أيضا . - لم تخبره بما قرأته في جواله من رسائل تتحدث عن إعجاب الأجنبية بما فعله بها أثناء مقابلته لها في إحدى الشاليهات كما فهمت خشية على نفسها . - طلبت منه أن يوعدها إن كان يحبها بأن لا يخونها بعد أن نصحته وذكرته بالله فوعدها وبدأ عليه علامات الندم وتحسن سلوكه لكن سرعان ما يتغير حاله بمجرد مضي يوم أو يومين. - تطور الأمر في نهاية رمضان الماضي و أصبح يدعي أنه يملك وظيفة إضافية مسائية في مطار جدة للهروب من المنزل ولقاء الأجنبية كما هو واضح من رسائل الجوال التي استطاعت قراءتها. خططت أختي للهرب من بيت زوجها إلى أهلها بالرياض تمهيدا لطلب الطلاق ولكن في اللحظة الأخيرة قررت أن تستشيرني بحكم أني أخوها الأقرب وزوج أخته فنصحتها بالصبر والدعاء خاصة وأننا في العشر الأواخر من رمضان ومحاولة توثيق علاقتها به والتودد له ما استطاعت فصارت تعمل بتلك النصيحة لكن للأسف أحست بأن ما تقوم به من صبر وتودد يزيده إصرارا وتماديا مستغلا في ذلك سكوتها وضعفها . فماذا ترون جزاكم الله خيرا أرجو التكرم بعدم إفشاء البريد الإكتروني ولكم جزيل الشكر

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته . .
 وأسأل الله العظيم ان يهدي قلبه ، ويصلح ما بينهما ويديم بينهما حياة الودّ والرحمة . .

 أخي الكريم   . . .
 الزوج حين  يخون زوجته فذلك عائدا إمّأ إلى :
 - قلة تديّن الرجل وضعف علاقته مع الله  .
 وإمّا لأن زوجته قليلة الاهتمام به ، قليلة العناية بشأنه وحاجاته .
 أو كليهما . .
 
 فالزوجة قد  تكون  شديد الطبع مع زوجها في النصيحة أو الكلام أو التوبيخ أو التقريع ، أو المواجهة . .  اللغة القاسية تولّد عند الرجل ( نفوراً ) وفي نفس الوقت ( عناداً )  ..
 سيما لو أدركت المرأة أن الخطأ  والذنب هذا من طبع الانسان ..
 نعم لا أبرر له خطأه بقدر ما  ينبغي أن تكون نظرتنا  للمخطئ نظرة فيها نوع من الرحمة به  والحرص عليه لأننا نريد منه أن  يخرج من هذا المستنقع لا أن يبقى فيه . .
 نحن لا نريد من الخطأ أن يكون وسيلة إدانة عليه .. بقدر ما نريد أن يكون الخطأ نقطة تحوّل عنده . . .

 النصيحة لهذه الزوجة ولك ما دام ان الأمر قد خرج من طي الخصوصيّة والاستخفاء ..
 فاجلس أنت وإيّأه . .  وتكلم معه ..
 وذكره بالله . .
 وذكره بأن زوجته تحفظ له غيبته في البيت . .
 وذكّره أن ( الأعراض ) دين وقضاء . .  فقد يسلّط الله عليه الخيانة في عقر بيته
 وأفهمه إذا كان مقتدرا لماذا لا يتزوج بثانية بدل الخيانة !!
 وذكّره بالمسؤولية سواء تزوّج او لم يتزوّج .. فالناس يمكن أن تلعب عليهم لكن لا تستطيع أن تلعب على الله !
 اقترح عليه أن يتخلّص من ارقامه  وجواله فقط ليساعد نفسه على الخير والتغيير .
 أفهمه أن الله قد يحرمه المتعة بالحلال في زوجته بسبب المعصية والحرام . .
 وذكره بالفضيحة في الدنيا بين الناس لو أن زوجته خرجت من بيتها وذهبت لبيت أهلها  وانتشر الكلام  . .
 المقصود ان تجلس معه جلسة مناصحة . .

 وفي نفس الوقت تطلب من أختك أن تكون لطيفة معه في كلامها وتودّدها واحتوائه عاطفيا وجنسيّاً  .. فقد يكون الرجل مفتقداً لهذاالإشباع . .
وان تكون حريصة على أن تبني في زوجها وتحرّ: الروح الايمانيّة عنده بأن تحرص على مساعدته أن يقوم للصلاة وان يكون بينهما ورد من القرآن  ونحو ذلك ..
 وفي نفس الوقت أن  تكفّ عن التفتيش والتنقيب من ورائه ومراقبته ومتابعته .. فإن ذلك يفسده ويفسدها ..

 مع كثرة الاستغفار . .

 والله يرعاك  ؛ ؛ ؛ ؛